على الرغم من الحبّ الذي يجمع بين الحبيبين، غير أن الخوف من الزواج يسيطر في أحيان كثيرة على على أحد الطرفين فيدمّر مستقبل العلاقة. ولهذا الخوف أسباب عديدة، لذلك يتوقف علاج الخوف من الزواج على السبب. وإليك في التالي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الخوف من الزواج، وسبل علاجها.
الأسباب
– تكوين صورة ذاتيّة سلبية عن الأسرة، من خلال نشأة الفرد في كنف عائلة مفككة تكاد تغيب عنها الأدوار وتسيطر عليها الأجواء السلبيّة والمشاكل المختلفة. يؤدي ذلك إلى إنعكاسات سلبية على الأطفال وعلى صحتهم النفسيّة، قد يجعل لديهم خوف في المستقبل من الزواج.
– الخوف من الإلتزام والمسؤولية الذي قد يقف حاجزاً أمام الإرتباط والزواج لدى الطرف الخائف، لعدم رغبته في تحمّل أعباء الزواج وتبعاته وتربية الأولاد. أو لأنه يبحث عن علاقة، في اللاوعي لديه، لن توصله الى الإرتباط أو الزواج كإختيار رجل متزوج او امرأة متزوجة.
– عدم تقبل الهوية الجنسية وذلك بسبب صورة الأم أو الأب الجنسية المهزوزة وغير السليمة ما يجعل الطرف الخائف من الزواج يرفض التماهي بالأب والأم في سن صغيرة، فينشأ إضطراب معين في هويته الجنسية. أو بسبب تعرضه لإعتداءات جنسية أو خبرات سلبية في طفولته، فيرفض في ما بعد الزواج ويصبح خائفاً منه.
– تعلّق مرضي بأحد الأبوين، كالفتاة بأبيها والولد بأمه، يمكن أن يؤثر بطريقة مباشرة على الخوف من الإرتباط والهروب من الزواج. ويجعل الشخص غير قادر على الإنفصال عن الأهل وتكوين حياة مستقلة عنهما، فيبحث عن علاقات لا توصل الى الزواج. وفي حالات معيّنة قد نجد أن الأهل يرفضون الإنفصال عن ولدهم أو ابنتهم، فيعيقون زواجهم.
– الأعباء الإقتصادية والإجتماعية أحياناً تشكل عاملاً هاماً وضغطاً نفسياً معيناً يجعل بعض الأشخاص يهربون من عبء الحياة الزوجية خوفاً من الفشل وعدم القدرة على تأمين مستلزمات أفراد الأسرة التي سيصبحون مسؤولين عنها.
– الشعور بالمسؤولية تجاه الأبوين المريضين اللذين يعانيان من ظروف جسدية نفسية أو إجتماعية غير سليمة، فيصبح الشخص غير قادر على تركهما بمفردهما ويشعر بأنه مضطر لتحمل ظروفهما، فتصبح الأولوية لديه والديه وليس للزواج.
علاج الخوف من الزواج
كلما كان الخوف من الزواج يعود الى مراحل الطفولة الأولى كلما كان علاجه أصعب. أما العلاجات المتوافرة، فتكون من خلال ترك المريض ضمن مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من الخوف أو من مشاكل متشابهة أو متقاربة، قد تجعله يطلق ما بداخله ويعبِّر عن هواجسه وعما يجول بخاطره، ليأتي دور التحليل وتقديم العلاج الملائم. إذ إنه متى تمَّ إكتشاف سبب الخوف يصبح العلاج أكثر سهولة.
كذلك إن علاجات مشكلة الخوف من الزواج مختلفة، لكن العلاج التحليلي وعلى الرغم من أنه يحتاج الى وقت طويل، يعود الى أساس المشكلة ويدرك الموضوع تماماً، ما يساعد المحلل النفسي على تقديم العلاج الملائم للمريض وشفائه من هذه الحالة. فمعرفة سبب الخوف يبقى الأهم للوصول الى الطريقة الأفضل للعلاج.