التهاب الأذن عند الأطفال هو عبارة عن عدوى تُصيب الأذن الخارجية والوسطى ويمكن أن تؤدي الى مضاعفات شديدة في السمع والنطق وغيرها في حال لم يتمّ علاجها بالطريقة الصحيحة. ويكون الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الأذن من البالغين، خصوصاً مع عودتهم الى دور الحضانة والمدارس حيث يحتكّون يومياً بالكثير من الأطفال الآخرين ما يعرّضهم أكثر لمختلف انواع العدوى ومنها التهاب الأذن. لتعرفوا كلّ الحقائق الأساسية عن هذا الموضوع، تابعوا مقابلتنا مع اختصاصية الأنف، الأذن والحنجرة د. ليندا حاموش.
لماذا يُعتبر التهاب الأذن عند الطفل من المشاكل الصحيّة الشائعة ويمكن أن يتعرّض له بشكل متكرّر؟
أثبتت الدراسات بأنّ 60% الى 70% من الأطفال يصابون على الأقلّ مرّة واحدة بالتهاب الاذن عند بلوغهم الثلاث سنوات من العمر، وغالباً ما يكون الالتهاب في الاذن الوسطى. وذلك لأنّ قناة أوستاكيوس (Eustachian tube) أي القناة التي تربط بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، تكون عند الأطفال الرضع أصغر حجماً وأفقية الشكل، ما يسهّل انتقال البكتيريا والفيروسات من الانف الى الاذن الوسطى بحال أي عدوى للجهاز التنفسي العلوي، وهذا ما يُعتبر العامل الأول لتكرار التهاب الأذن.
والى جانب ذلك، فإن ذهاب الطفل لدور الحضانة أو المدرسة في سنواته الدراسية الأولى يجعله أكثر عرضة لالتقاط الفيروسات بسبب احتكاكه بأطفال آخرين قد يكونوا حاملين لفيروسات وبكتيريا، الأمر الذي يسهّل نقل العدوى من طفل لآخر. ونضيف أيضاً أنّه من الأسباب التي تزيد من احتمال الإصابة، أن يكون الاهل من المدخّنين او في حال كان هناك نسبة عالية من الرطوبة في البيت.
كيف يمكن حماية أذن الطفل من التعرّض للالتهاب؟
لحماية الاذن الخارجية يجب عدم الاستحمام او السباحة بمياه غير نظيفة، كما يفضّل استعمال سدّادات للأذن او وضع قطنة مغلّفة بالفازلين لمنع دخول الماء للأذن عند الاستحمام او السباحة.
أمّا بالنسبة لحماية الاذن الوسطى، فيجب علينا تجنب العوامل المسبّبة للالتهاب مثل ارسال الطفل الى الحضانة في عمر صغير جداً حيث لا يكون لديه مناعة تحميه من الفيروسات. أمّا اذا كان الاهل من المدخّنين يجب عليهم الابتعاد عن الطفل عند التدخين، وإزالة الرطوبة من المنزل. كذلك يجب التخلّص من جميع العوامل المؤدية لحساسية معينة لدى الطفل، مثلاً في حال كان يعاني من حساسية للغبار فيجب إزالتها عن الاسطح بشكل متكرر في المنزل.
أي أعراض يجب أن تتنبّه لها الأمّ وتشير الى التهاب الأذن عند طفلها؟
* أعراض التهاب الاذن الخارجية: الألم الشديد، احمرار الاذن في بعض الحالات، خروج افرازات من الاذن، بالاضافة الى الحكّة المتكرّرة بحال الالتهابات الفطرية.
* أعراض التهاب الاذن الوسطى: عند الالتهاب الحاد يعاني الطفل من الألم الشديد ويقوم بوضع يده على اذنه معظم الوقت. كما يمكن ملاحظة البكاء المتكرر، الشعور بالضيق، وارتفاع درجة حرارته. ونشير الى أنّه في حال كان الالتهاب مزمناً ولم يُعالج، فانّه قد يسبّب تراكماً للماء خلف طبلة الاذن وذلك يؤثر على سمع الطفل الذي قد يؤثر بدوره على النطق لديه، وهذا العارض غالباً ما يكتشف الأساتذة في المدرسة أثناء تواصلهم مع الطفل.
ما هي مضاعفات التهاب الأذن عند الطفل في حال لم يتمّ علاجه سريعاً؟
لا يمكن الاستسهال بمضاعفات التهاب الأذن التي قد تشكل خطراً كبيراُ على حياة الطفل في حال كان يعاني من التهاب حاد. فعدم علاج التهاب الاذن الوسطى قد يؤدي الى ظهور خرّاج في الدماغ مسبّباً التهاب السحايا. كما يمكن أن يمتدّ الالتهاب للعظم خلف الاذن والدماغ او الرقبة او الشرايين، وقد يؤدي ذلك للوفاة.
هل العلاج دوائي لالتهاب الأذن عند الأطفال؟
هناك نوعان من العلاج: الطبيّ والجراحيّ.
* العلاج الأول هو الطبيّ: في حال التهاب الاذن الخارجية يتمّ وصف القطرات وتجنب المياه. أمّا في حال التهاب الحاد في الاذن الوسطى يوصف المضاد الحيوي عبر الفم في اغلب الاحوال، وفي بعض الحالات يوصف العلاج عبر الانف بالملصقات والكورتيزون والماء المالح لتصريف المياه والالتهاب الموجود خلف طبلة الاذن.
* العلاج الثاني هو الجراحيّ: في حال الالتهاب المزمن يتوجب علينا اتباع العلاج عبر الجراحة بإزالة اللحمية بكعب الانف ونقوم بثقب طبلة الاذن ونضع أنبوب لتصريف المياه خلف الطبلة وقد يتزامن وضع الانبوب من ستة أشهر الى السنة لتفريغ المياه من خلف طبلة الاذن.
ومع كلّ هذه المعلومات التي وفّرتها لكم د. لينا حاموش حول التهاب الأذن، لا شكّ أنّكم ستتنبّهون بشكل أفضل لهذه المشكلة التي يمكن أن تصيب طفلكم. ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع أو أي مشكلة مرتبطة بالأنف والأذن والحنجرة، تواصلوا معها مباشرة عبر www.sohatidoc.com واحجزوا استشارتكم الالكترونية.