الزواج تلك السنة الكونية التي قال الله تعالى فيها:{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الاَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الارْضُ وَمِن اَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ}، وقال سبحانه:{وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذكَّرُونَ}. هي لبنة المجتمع الأولى وأساسه وعماده ولذا من الطبيعي الاستجابة لهذه الفطرة والسنة، والبحث عن الزوج والأنيس.
وفي الوقت الذي تشهد فيه نسب الطلاق والعنوسة ارتفاع مخيف في العديد من دول العالم العربي، يسهل تبرير هذه النسب في البلدان الغير مستقرة من الناحية السياسية والأقتصادية؛ ولكن الأمر يبدو صادمًا وعصي على التفسير عندما تقرأ أن نسبة العنوسة في المملكة العربية السعودية تزداد وأن نسبة الطلاق قد ازدادت من 14% إلى 36% في السنوات الخمس الأخيرة.
وفي محاولة منا لتسليط الضوء على الموضوع قمنا بلقاء الدكتور سامية حداد أخصائية العلاقات الزوجية والأسرية وخريجة الجامعة الأميريكية في بيروت قسم علم النفس، الدكتورة سامية تعمل حاليا كمستشارة في العلاقات الزوجية والأسرية بخبرة تجاوزت العشرين عاماً.
– دكتورة سامية أهلاً وسهلاً بك ونشكر لك استضافتنا في عيادتك، في البداية هل توافقين وبناءاً على خبرتك العملية على أن نسب العنوسة والطلاق تشهد ارتفاعاً عالياً؟
أهلاً بكم ، ويسرني جداً أن أنير ولو قليلا من الضوء على أحد أهم مشاكل مجتمعنا، أما بخصوص ارتفاع نسب العنوسة والطلاق فللاسف الواقع يؤكد أن الازدياد في هذه النسب بات مقلقاً لدى أغلب المعنين بالموضوع.
– ماهو السبب أو الأسباب لهذه المشكلة برأيك؟
في الماضي كان يكفي أن يتوفر لديك الاستقرار والقدرة المالية لتبدأ في تأسيس أسرة، ولعل هذه المشكلة كانت الوحيدة سابقاً. أما في زمننا الحالي وبناءاً على مشاهداتي الشخصية فإنه بالإضافة لهذه المشكلة أستطيع أن أطرح المشاكل التالية:
– زيادة المتطلبات من الناحية الشعورية لدى الشباب والشابات العرب وتنوع المعايير التي يقيَم على أساسها شريك حياته المتوقع كالمستوى التعليمي والمادي والاجتماعي، بالإضافة للمواصفات التقليدية كالشكل والمظهر الخارجي.
– انخفاض مستوى العلاقات الاجتماعية في الواقع على حساب ازدياده افتراضياً في مواقع التواصل الإجتماعي.
– الضغوط العائلية على الشباب والشابات دون مراعاة متطلباتهم، مما يؤدي إلى سرعة في الزواج ولكن مع وجود فجوة كبيرة بين الواقع والمتوقع ولذا وفي كثير من الحالات تكون النتيجة للأسف هي الطلاق.
– هل يوجد برأيك حل ما؟
يوجد العديد من الحلول ولكن برأيي الحل الذي يسير إليه واقعنا وعصرنا يكمن في فهم متطلبات الشباب و البحث عن الشريك المناسب لمستوى توقعاتنا وطموحاتنا وتسخير التكنولوجيا وثورة الاتصالات في عالمنا أي بدلًا من أن تكون التكنولوجيا سببًا في ابتعادنا عن بعضنا لما لا تكون سبباً لإيجاد شريك حياتنا المناسب. على سبيل المثال في الولايات الأمريكية المتحدة 32% من حالات الزواج في عام 2013 تم التعارف فيها عن طريق الإنترنت ومواقع الزواج.
– كيف نستطيع استغلال التكنولوجيا وما هو أفضل المواقع الموجودة في العالم برأيك؟
التكنولوجيا موجودة؛ فمواقع كالفيسبوك تسهل التواصل بين الشباب، كما يوجد العديد من المواقع المتخصصة في إيجاد الشريك المناسب. من أشهر هذه المواقع والأكثر نجاحاً في أميركا موقع eHarmony.com وفي فرنسا يوجد موقع meetic.com وفي عالمنا العربي يوجد موقع et3arraf.com والذي يتناسب مع تقاليد وخصائص مجتمعنا العربي.
– شكراً لك على هذا الوقت الذي منحتينا أياه.
أهلاُ بكم وشكراُ لكم على محاولتكم هذه لتسليط الضوء على واحدة من أهم مشاكل مجتمعنا وأتمنى أن أكون قد قدمت قليلاً من الفائدة للقراء.