يتمتع كل طفل بشخصية مستقلة كلياً عن الآخر وبطابع تميزه عن غيره، فبعض الأطفال يتمتعون بطباع هادئة وبقدرة على الإستماع في حين أن آخرين يعانون من فراط في الحركة وبعدم القدرة على التركيز والإصغاء الى الآخرين. فكل انسان يولد بشخصية مختلفة عن الآخر ولديه ميل الى أمور أكثر من أخرى، فبعض الأطفال لا يحبون التركيز والإصغاء وليس لديهم المقدرة على الصبر مما يجعلهم يواجهون لاحقاً صعوبات تعليمية.
أهمية أن يتدرب الطفل على الإصغاء
الإصغاء هو من الصفات التي يجب أن يمتلكها الطفل لكي يتمكن من تطوير قدراته لاسيما الدراسية وطاقاته. فتدريب الطفل على فنّ الإصغاء يساعده في فهم التعلميات التي تعطى له وباكتساب المعرفة بسرعة.
ان تدريب الطفل على الإصغاء ليس أمراً سهلاً وهو مسار طويل، لاسيما إن كان الطفل يعاني من فرط في الحركة، فالأمر يتطلب طاقة وصبر كبير من الأهل خاصة من الأم التي يقضي معها الطفل معظم وقته.
نصائح لتدريب الطفل على الإصغاء
ان مسار تدريب الطفل على الإصغاء كما ذكرنا هو مسار طويل وشاق ويتطلب من الأم مجهوداً كبيراً ومن الخطوات الواجب اتباعها:
– الإصرار والصبر: ان الطفل يشبه العجينة الطريّة التي يمكن تعديل شكلها حتى سن الـ6 سنوات، لذا تنصح الأم بتدريب الطفل على الإصغاء وعلى باقي المهارات قبل بلوغه هذا السن. ان تدريب الطفل على اكتساب أي مهارة يحتاج على الأقل لمدة 21 يوماً وبدون أي انقطاع. فان اكتساب الطفل لمهارة الإصغاء يتطلب 21 يوماً من التدريب وبشكل يومي مع احترام شخصية الطفل ومحاولة تدريبه بطرق تتكيف مع شخصيته. ويشدد خبراء التربية، على أن اي انقطاع في التدريب ولو ليوم واحد يفشله ويجب اعادته مرة جديدة. في نهاية فترة التدريب، ستلاحظ الأم اكتساب طفلها لمهارة الإصغاء وأن الأمر اصبح من العادات الفورية والتلقائية لديه.
– التأكد من الحالة الصحية النفسية للطفل: يعاني الإنسان أكان طفلاً أو مراهقاً أو راشداً من فرط للنشاط في بعض اللحظات من حياته ويعتبر هذا الأمر طبيعياً. ولكن في حال كان فرط النشاط عند الطفل مستمراً ومبالغ به يفضل مراجعة الطبيب المختص لمعالجة هذه المشكلة. فالفرط في النشاط المستمر يفقد الطفل القدرة على التعلم والتدرب على المهارات ومنها الإصغاء.
كيف تعلمين طفلك استخدام الحمام؟
– الأهل مثال لطفله: أن تصرف الأهل مهم جداً لتدريب الطفل على الإصغاء، فغالباً ما يتصرف الأطفال مثل أهلهم. لذا ينصح الأهل بالإصغاء والإستماع جيداً الى طفلهم عندما يحدثهم لأن هذا سيعلم الطفل أن يصغي الى أهله والى المدرسين لاحقاً عندما يحدثوه.
كما من المهم جداً لتدريب الطفل على الإصغاء، عدم السماح له بمقاطعة الآخرين عندما يتحدثون لأن ذلك سيعلمه الصبر ويساعده في التركيز على ما يقال.
يذكر أنه من المحبذ مكافأة الطفل ومدحه عندما يتقن الإصغاء الى ما يقال له لأن ذلك سيشجعه على المثابرة بهذا التصرف الحسن.