يعتبر سرطان الثدي من اكثر انواع السرطان شيوعاً لدى النساء في الشرق الأوسط، وتعتبر 40 بالمائة من حالات السرطان المسجلة لدى النساء في الشرق الاوسط هي حالات سرطان الثدي، كما ان نسبة الاصابة به، على مستوى العالم، آخذة في التزايد حيث أثبتت الإحصاءات في الولايات المتحدة الأمريكية أن واحدة من بين ثمانية نساء مهددة بالإصابة. غير ان اكتشاف حالات سرطان الثدي في وقت مبكر، يساعد على الشفاء من 85 – 90 بالمائة من هذه الحالات، وبالتالي انقاذ الكثير من الأرواح.
لذلك على كل امرأة أن تكون على دراية وافية لهذا المرض، وأن يكون لديها المعلومات الكافية بهدف تجنبه وبهدف توعية نفسها ومن حولها بدء من معرفتها لماهية هذا المرض، وما هي أبرز العوامل التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة به، وطرق الكشف المبكر، وما هي العوارض، وكيف يتم التشخيص، ومراحل تطور المرض، وأنواع العلاجات المختلفة، والعملية الجراحية وعمليات الترميم، وعن مرحلة ما بعد العلاج، وغيرها من المواضيع المختلفة المتعلقة بهذا المرض.
بداية يجب أن تعلم كا سيدة أن هناك نوعان من الأورام الذي يظهر بالثدي… حميد وخبيث. فالأورام الحميدة ليست سرطان، ونادراً ما تهدد الحياة. وعادة يتم استئصال الورم الحميد والتي غالباً لا تعود بالظهور من جديد. كما أن خلايا الأورام الحميدة لا تغزو الانسجة المحيطة بها ولا تمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم. أما الأورام الخبيثة فهي التي تصنف على أنها سرطان. وهي اكثر خطورة من الأورام الحميدة وقد تهدد حياة المصاب بها، وعادة يتم استئصال هذا النوع من الأورام إلا أنها تعاود الظهرو في بعض الأحيان كما أن خلايا الأورام الخبيثة تغزو وتضر بالانسجة والأعضاء المجاورة في حال لم يتم اكتشافها ومعالجتها.
لا أحد يعلم الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي. فالأطباء في كثير من الأحيان لا يمكنهم شرح أو تبرير أسباب إصابة إمرأة وعدم إصابة أخرى. ما يعرفونه هو أن الاهتزاز أو الكدمات أو اللمس ليسوا من المسببات لسرطان الثدي، وأن سرطان الثدي ليس مرضاً معدياً ولا يمكن التقاطه من مريض آخر. إلا أن الدراسات أوجدت بعض العوامل التي من الممكن أن تكون مسببة لسرطان الثدي:
• العمر: يرتفع احتمال الاصابة بسرطان الثدي مع تقدم المرأة في السن. فمعظم حالات الإصابة تظهر عند النساء فوق الأربعين، فهذا المرض ليس شائعاً قبل انقطاع الطمث.
التاريخ الشخصي لسرطان الثدي: فالمرأة التي أصيبت بسرطان الثدي في أحد الثدين قد تزيد مخاطر الإصابة في الثدي الآخر.
• تاريخ العائلة: خطر اللإصابة بسرطان الثدي لدى المرأة يرتفع في حال كانت والدتها أو أختها أو ابنتها قد أصيبت بهذا المرض وترتف الخطورة أكثر في حال حصلت الإصابة لإحدى أفراد العائلة قبل سن الأربعين.
• بعض التغيرات في الثدي: بعض النساء لديهن خلايا في الثدي قد تبدو غير طبيعية تحت المجهر، فوجود هذا النوع من الخلايا قد يكون من العوامل المسببة لسرطان الثدي.
• تاريخ النجاب والطمث: فكلما تأخرت المرأة في الإنجاب أو النساء اللواتي لم ينجبن يزيد لديهن احتمال الإصابة. كما أن النساء اللواتي بدأت فترة الحيض عندهن قبل سن 12 وفترة انقطاع الطمث بعد سن 55 وأيضاً النساء اللواتي يأخذن علاجات هرمونية بعد انقطاع الطمث هن معرّضات أكثر للإصابة.
• العرق: يكثر تشخيص سرطان الثدي غالباً لدى النساء اللواتي ينتمين إلى العرق الأبيض اكثر منه لدى النساء اللاتينيات أو الآسيويات أو الأمريكيات من أصل أفريقي.
• الوزن الزايد أو السمنة يعد انقطاع الطمث: حيث تزيد نسبة الإصابة لدى هولاء النساء.
• انعدام النشاط البدني: فالنساء اللواتي لا يمارسن النشاط الجسدي هن معرضات أكثر للإصابة، إذ أن الحركة تساعد على الحماية من الوزن الزائد والبدانة.
• شرب الكحول: تشير الدراسات الى أنه كلما وادت كمية الكحول التي تشربها المرأة كلما زادت من خطورة الإصابة.
ومن أهم الأمور التي تتعلق بموضوع سرطان الثدي هو الكشف المبكر، إذ أن فحص سرطان الثدي قبل وجود أي أعراض يمكن أن يكون أمراً في غاية الاهمية حيث يساعد باكتشاف ومعالجة المرض في وقت مبكر قبل ان يتطور، فالعلاج يكون أكثر فعالية عندما يتم اكتشاف المرض في مراحله الاولى والذي يكون الشفاء منه مئة في المئة في معظم الأحيان. وهناك ثلاث مراحل من التشخيص على المرأة اتباعها بحسب سنها وبحسب ارسادات طبيبها وهي: الفحص الشعاعي، الفحص السريري، والفحص الذاتي.
• الفحص الشعاعي: وهي عبارة عن أخذ صورة بالاشعة السنية للثدي والتي تساعد على إظهار أي انتفاخ ولو كان صغيراً قبل الشعور به، كما أنها يمكن أن تظهر التجمعات الضئيلة من الكالسيوم والتي تؤدي بالتالي أن تصبح ورماً سرطانياً. فبعد بلوغ النساء سن الاربعين ينبغي أن يقمن بتصوير الثدي كل سنة أو سنتين. أما النساء دون الأربعين ولكن لديهن بعض العوامل التي من الممكن أن تسبب الإصابة فعليهن البدء بالتصوير الشعاعي في سن ابكر من ذلك بعد استشارة الطبيب المختص.
• الفحص السريري: حيث يقوم طبيب مختص بحص الثدي، وقد يطلب منك رفع يديك فوق رأسك أو وضع يديك بجانب الورك. فيفحص الطبيب في إذا كان هناك اختلاف في الحجم والشكل في من الثديين، ويفحص جلد الثديين ليرى إذا كانت هناك نوع من الطفح أو أي علامات أخرى غير طبيعية. كما يقوم بالضغط على الحلمتين ليرى إذا كانت هناك إفراوات لأي سائل. كما أنه يقوم بدس الثدي ليستشعر وجود أي انتفاخ أو تورم، فيفحص كامل الثدي، والإبط. ويتم الفحص من الجهتين. ويستغرق الفحص السريري الشامل لثديين حوالي العشر دقائق، وينصح بإجرائه كل ستة أشهر.
• الفحص الذاتي للثدي: على كل امرأة من كافة الأعمار أجراء الفحص الذاتي لثدييها بنفسها مرة كل شهر. وانسب الأوقات لأجراء الفحص هو بعد الانتهاء من الدورة الشهرية حيث يكون نسيج الثدي طريا وبذلك يسهل أكتشاف أية أورام به. وينبغي فحص الثدي بداية براحة اليد وليس بأطراف الأصابع، وهناك طريقة معينة على المرأة اتباعها وهي على الشكل التالي:
– قفي أمام المرآة وضعي يديك على خصرك وانظري الى الثديين ولاحظي الآتي: عدم التماثل، أية أورام أو أنتفاخات، أية نتوءات او تقرحات أو تغيرات في لون الجلد، انسحاب الحلمة للداخل أو أي أفرازات من الحلمة. وقارني بين الثديين.
– قفي أمام المرآة والأيدي مرفوعة إلى الأعلى، وأعيدي ملاحظة السابق ولاحظي أسفل الثديين.
– في الحمام: ابدأي بالناحية اليمنى، ضعي اليد اليمنى على الرأس ليتم فرد نسيج الثدي علي الصدر، مستخدمة راحة اليد اليسرى ابدأي بفحص الثدي في حركة دائرية حتى يتم فحص كامل الثدي ثم تحسسي الأبط وتذكري أن جزءا من الثدي يقع في الأبط يعرف بذيل الثدي. قومي بتحسس أية أورام، أو خشونة أو تصلب في نسيج الثدي، أي أختلاف عن ما هو معتاد لك من واقع فحص الشهر السابق، ـو إذا كان هناك تعقد نسيج الثدي حيث تصبح مناطق منه أكثر صلابة من الأخرى، أو أية أورام بالأبط، أو أي مناطق مؤلمة. بعد الانتهاء كرري على الناحية اليسرى.
– مستلقية: أستلقي على ظهرك واضعة أحدى يديك خلف رأسك ومخدة تحت كتفك. مستخدمة اليد الأخري تحسسي الثدي بطريقة دائرية كما سبق وذكر. ومن ثم كرري الفحص على الناحية الأخرى.
أهم ما في الأمر أن لا تهملي نفسك وفي حال لاحظت أي تغير أو كان لديك أي شك لا تترددي ولو للحظة واحدة من التوجه عند الطبيب المختص. فنك بذلك تنقذين نفسك من خطر كبير إذ أنه كلما عالجت المرض وهو في مراحله الأولى كلما زادت سبة الشفاء. واعملي على توعية من حولك من أهل وأصدقاء وشجعيهم على إجراء الفحص الدوري بشكل مستمر حفاظاً على سلامتهم.