خلال أسبوع الموضة للخياطة الراقية في باريس، سجّل المصمّمون اللبنانيون حضوراً مميّزاً كما اعتدنا عليهم دائماً، حيث يحرصون على تقديم ابداعاتهم وسرقة الأضواء بابتكاراتهم. فتعرّفوا معنا على أبرز مجموعات المصممين اللبنانيين التي تستحق اهتمامكم.
ايلي صعب
المصمّم اللبناني ايلي صعب أخذنا برحلة عبر حديقة خيالية تتداخل فيها اللمسات القوطية والرومنسية في الوقت نفسه. وقد كان اللون الأسود طاغياً على التصاميم، اضافة الى ألوان اخرى برزت ضمن العرض مثل الزيتي الداكن، البوردو، الفضيّ والبيج. وهذا الاستخدام اللافت للأسود يرتبط برغبة صعب في اظهار تشابك القوّة مع الأنوثة.
أمّا من ناحية الخامات، فقد اعتمد صعب بشكل أساسي على المخمل، الشيفون والاورغنزا ما أضفى سحراً اضافياً على المجموعة. وكان لافتاً تركيزه على الأزهار الضخمة، والكشاكش بالاضافة الى الريش التي تداخلت مع التطريزات اليدوية.
زهير مراد
“ندوب مشرقة” هو العنوان الذي أطلقه المصمّم اللبناني زهير مراد على مجموعته الخاصة بموسم خريف وشتاء 2024 – 2025، فما هي الرسالة التي أراد ايصالها؟
رسالة زهير هذه المرّة لم تكن الرومنسية وستايل الأميرات، بل أراد تجسيد القوّة الداخلية لبطلة تحوّل الجروح الى علامات مشرقة. لذا ابتعد عن التصاميم التقليدية، واستوحى تصاميمه من قصص نساء ناضلن طويلاً ليصبحن نسخة أقوى عن أنفسهن. ولتجسيد ذلك، زيّن تصاميمه بأحجار تستحضر الزجاج المحطّم وزخارف منسوجة بشكل ندوب تعكس المعارك الداخلية التي تخوضها المرأة.
طوني ورد
من ناحية المصمّم اللبناني طوني ورد، فقد أطلق على مجموعته عنوان “الولادة من جديد”. وقد قدّم ضمنها أكثر من 50 تصميم مستلهم من قوّة الطبيعة التي تتجدّد باستمرار رغم كلّ ما تتعرّض له.
وأكثر ما يلفت في مجموعة ورد هو التركيز على الألوان الحيوية وليست تلك الشتوية التقليدية، فرأينا المرجاني، الأبيض، الأزرق السماوي والليلكي بالاضافة الى اللون الأخضر المنعش. وكلّ ذلك مستلهم من الطبيعة التي تتجدّد دائماً. وكما عوّدنا طوني ورد دائماً، فالتطريز كان أكثر ما ركّز عليه في مجموعته لاظهار حرفية الدار العالية من ناحية الشغل اليدويّ.
سعيد قبيسي
المصمّم اللبناني سعيد قبيسي نقلنا الى زمن مختلف في العرض الخاص به، وتحديداً الى الحضارة المينوسية التي تُعتبر من أقدم حضارات اليونان وأوروبا عموماً. وما يميّز هذه الحضارة تحديداً هو انّها استطاعت الجمع ما بين الشرق والغرب في ثقافتها، وقد كان هناك تركيز كبير في ارثها على الفخامة والعراقة.
كلّ ذلك عكسه سعيد قبيسي في مجموعته، فاستلهم من الارث الحضاريّ الهيبة والأناقة الفاخرة، ولكن في الوقت نفسه أضاف لمسته العصرية والتي لمسناها من خلال انسيابية التصاميم والحركة فيها بالاضافة الى الفتحات المعاصرة التي طبعت الفساتين.