“خَلْق الأمل من خلال العمل”… شعار اليوم العالمي لمنع الإنتحار لهذا العام مع المعالجة النفسية جوزيان حدّاد

– بالتعاون مع جوزيان حدّاد

يرتكز هذا الأسبوع على الحديث عن الحدّ من حالات الإنتحار التي يشهدها العالم سنوياً، ففي العاشر من شهر أيلول نُحيي اليوم العالمي لمنع الإنتحار، ولهذا العام تمّ إختيار شعار: “خَلْق الأمل من خلال العمل”.

و تهدف هذه المناسبة إلى زيادة الوعي عن الإنتحار كظاهرة عالمية، وتعزيز الفهم للأسباب والعوامل التي تدفع الإنسان لإنهاء حياته بهذه الطريقة، بالإضافة الى توفير المعلومات حول الموارد المتاحة لمنع الانتحار. لذا تُطلعنا المُعالجة النفسية جوزيان حدّاد جابر أكثر عن تفاصيل هذا الموضوع.  

– بحسب منظّمة الصحة العالمية تشير التقديرات إلى أنه يوجد حاليا أكثر من 700 ألف حالة إنتحار تحدث سنوياً في جميع أنحاء العالم. ما هي العوامل التي أدّت الى إرتفاع نسبة الإنتحار؟

هناك الكثير من العوامل التي أثّرت بطريقة مباشرة على العالم وأدّت الى إرتفاع نسبة الإنتحار، من بينها الظروف الحياتيّة الصعبة كالمشاكل العائلية، المشاكل عاطفية، الأزمات الإقتصاديّة، الإجتماعية وكذلك الأمراض التي تُصيب الصحة… هذه الصعوبات والمعضلات التي نسمع عنها عادةً. وكذلك الإضطرابات النفسية، على سبيل المثال يكون الأشخاص الذين يُعانون من قلق كبير، الإكتاب، الوسواس معرّضين أكثر لخطر الانتحار… وغيرها من المشاكل التي تُهدّد الصحة النفسية وبالتالي قد تؤدي الى الإنتحار. ومن ناحيةٍ أخرى، هناك العوامل الإستعدادية للإقدام على الإنتحار، وهي جينيّة أيّ وراثية من أحد أفراد العائلة.

أمّا عن أسباب إرتفاع نسبة الإنتحار عالمياً خلال هذه السنوات، يُمكن الإشارة في البداية الى جائحة كورونا التي زادت لدى الأشخاص القلق، الخوف الإكتئاب بسبب الحجر، الإنزواء في المنزل لفترةٍ طويلة ما جعلهم يُفكرون بشكلٍ دائم في أزماتهم. وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين خسروا أموالهم أو المقربين منهم بطريقة صادمة بسبب تلك الجائحة التي أنهكت العالم. وبهذا الإطار أثبتت الكثير من الدراسات أنّ فيروس كورونا زادت من نسبة إنتحار الأشخاص أو المحاولات الإنتحارية لديهم. 

والمفاجأة أنّ إمضاء طيلة الوقت عبر مواقع التواصل الإجتماعي أيضاً من تلك الأسباب، وذلك لأنّ نظرة بعض الأشخاص للحياة أصبحت ترتكز على أمور موجودة عبر الصفحات الإلكترونية، كرؤية بعض الأشياء التي لا يمكن الحصول عليها أو عدم القدرة على التشبّه ببعض المعروفين أو الشخصيات الوهمية عبر السوشيل ميديا… عدا عن التنمّر الذي نشهد عليه يظهر في خانة التعليقات بأسلوب سلبي على الفيديوهات أو الصور، فهنا قد تزيد الأفكار الإنتحارية.

كما أنّ الاستهلاك المفرط للانترنت والألعاب الإلكترونية زاد بشكلٍ كبير خلال الفترة الماضية، وقد إستهدف بالأخص المراهقين الذين يجلسون بمفردهم لوقتٍ طويل، وهذا الأمر يزيد لديهم الخوف والقلق والإكتئاب، وكلّ ذلك قد يقودهم نحو طريق الإنتحار. 

بالإضافة لكل ذلك، لا بد من إلقاء الضوء أيضاً على الأفكار التي يتمّ تسريبها حالياً في العالم ليتمكن الطفل، المراهق أو الفئات البالغة لإختيار الهوية الجنسية الأنسب له، وهذه العوامل كلّها زادت من الإضطرابات النفسية والأمور الخطيرة في الحياة، وكغيرها قد تجعل الإنسان يُنهي حياته بأسلوبٍ مأساوي. 

– يرتكز شعار اليوم العالمي لمنع الإنتحار على اللونين الأصفر والبرتقالي، ما سبب إختيارهما؟

بالنسبة للون الأصفر والبرتقالي تمّ إختيارهما للدلالة على الشعلة التي تظهر من الشموع، وفي هذا اليوم العالمي أطلقت ISAP أو International Association for Suicide Prevention – الجمعية العالمية لمنع الإنتحار حملة “Light A Candle”، بهدف التوعية للحدّ من حالات الإنتحار والإشارة الى وجود الأمل عبر الخروج من الظلام نحو النور. 

– للتركيز على الشعار أو الموضوع الرئيسي لهذا اليوم العالمي “Creating Hope Through Action – خلق الأمل عن طريق العمل”، كيف يُمكننا خلق هذا الأمل لدى الأشخاص الذين تراودهم فكرة إنهاء حياتهم؟

في الحقيقة، إنّ العمل على لخلق الأمل يرتكز على إيجاد ما هو بديل عن ما يُفكرون به، أيّ يجب منحهم الأمل عن طريق تعزيز ثقتهم بنفسهم وبقدراتهم وبالأمور التي تميّزهم. لذا هذا العمل عليه أن يكون من الأشخاص المحيطين بهم عبر تقديم الرعاية، الدعم والوقوف الى جانبهم، الإستماع اليهم ومُساندتهم للتخلّص من الشعور بالذنب بالإضافة الى مساعدتهم لترك الآثار الموجعة التي يشعرون بها.

وعلينا معرفة أنّ الأشخاص الذين تراودهم فكرة إنهاء حياتهم عبر الإنتحار تُسيطر عليهم السلبية في هذه المرحلة، وبالطبع من الضروري إنشاء حملات توعية حول هذا الموضوع المهم، الخط الساخن ليتحدثوا مع الأشخاص والأخصائيين. 
والجدير بالذكر أنّ الشعار يقودُنا نحو فكرة أن نكون نقطة إنطلاق الضوء بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذي يُعانون في حياتهم.  

– كيف يمكننا ملاحظة أنّ الشخص يُعاني الى درجة التفكير بالإنتحار؟

إنّها “علامات الضيق” وهي تُشبه الى حدٍّ كبير أعراض الإكتئاب بنسبة متفاقمة أكثر، أيّ تكون درجة الحزن أعمق وأكثر، ومن بين تلك العلامات أيضاً نذكر: 

– إختفاء المشاعر 
– غياب الإهتمام بالأمور الأساسية 
– لا قدرة للشخص على الخروج أو القيام بالأعمال اليومية والروتينيّة  
– زيادة أو نقص الوزن 
– التقلبات المزاجية 
– عدم إنتظام النوم 
– التكلّم كثيراً عن فكرة الموت 
– الشعور بالعبء على من حوله 
– التفكير دائماً بالإنطواء على النفس، والخسارة التي يشعر بها 
– عدم الإهتمام بالنظافة الشخصية والشكل الخارجي 

بالطبع تختلف هذه العلامات من حالةٍ الى أخرى، إلّا أنّه علينا الإنتباه الى الأسلوب الذي يتحدّث به الشخص لمعرفة الطرق الأساسية لمساعدته وخضوعه للعلاج النفسي الأنسب. 

– في ظلّ الصعوبات الكثيرة والأزمات والتغيّرات الطبيعية، كل هذه العوامل تؤثّر بطريقة مباشرة على الإنسان، ما أهمية العلاج لمن يُعانون من الأفكار الإنتحاريّة؟

إنّ العلاج النفسي أساسي لمختلف الأشخاص وبالأخص في الظروف التي نعيشها حالياً، هناك حاجة كبيرة للإستشارة. ولنتحدّث بشكلٍ خاص عن الأفراد الذين يُعانون من الأفكار الإنتحاريّة، من المهم عدم الإستسهال من المقربين منهم بهذا الأمر لذا الضرورة تكون في علاج الشخص من هذه الأفكار والمعاناة.

وعن طريق العلاج النفسي سيتمكنون تدريجياً التخلّص من الشعور بالذنب، سيتحدثون مع شخص موضوعي، أيّ لا صلة قرابة أو صلة عاطفية معه لذا لن يحكم عليه بتاتاً، وهذه من أهم العوامل التي ستُساعد للوصول الى الشفاء. 

 

يمكنكم حجز موعد لاستشارة الكترونية مباشرة مع جوزيان حدّاد عبر www.sohatidoc.com 



All rights reserved. Copyrights © 2024ounousa.com