العمر يمرّ بسرعة ، نريده أن يقف عند نقطةٍ اقرب الى الشباب منها الى الشيخوخة . صحيح أن لكل عمرٍ حلاوته وخبراته و جماله ، و لا يمكننا التحكم به، و لكن يمكننا المحافظة على نوع من الاستقرار الصحّي لتبطيئه و لتفادي الترهل المبكر. فما هي العوارض التي تؤثر على حواسنا و اعضائنا عندما يغدرنا الزمن و كيف نبطىء من ظهورها وما هي النصائح التي تساعدنا على الحماية و الوقاية منها؟
الذاكرة:
يبدأ التعب بضرب ذاكرتنا ابتداءاً من سن الثلاثين. فلا عجب ان يعاني خمسين بالمئة ممن هم فوق الخمسين من العمر و خمس و سبعون بالمئة ممن هم فوق السبعين من العمر من مشاكل في الذاكرة . حتى ان بعض المسنين يعتقدون أنهم فقدوا ذاكرتهم و لكنهم بالحقيقة يكون السبب الحقيقي انهم يعانون من مشكلة في السمع.
فالذاكرة مثل العضل، يجب تمرينها بانتظام. فالقراءة و حفظ الاشعارو الاقوال المأثورة او تعلم لغة أجنبية و القيام بعمليات حساب شفهية هي من التمارين المفيدة جداً للذاكرة. كما ان الرياضة تغذي الدماغ بالاوكسيجين فتقوي بالتالي الذاكرة.
النظر:
طول النظر هو مشكلة الجميع بعد سن الخامسة و الاربعين، اما قصر النظر فيظهر في سن متأخرة.
اذا لم تستطع تفادي هذه المشاكل، فالعدسات أو النظارات الطبية هي الحل. كما يمكن اللجوء الى الجراحة المتقدمة بالليزر.
كما أن مشكلات زرق العين (GLAUCOMA) و وتكثّف العدسة – السّاد(CATARACT) تبدأ بالظهور . و يمكن تفادي هتان المشكلتان بمراقبة نسبة الكوليسترول في الدم و بالوقاية من الاشعة ما فوق البنفسجية بنظارات واقية.
البشرة:
يمثل الماء 90 بالمئة من وزن الطفل و 70% من وزن البالغ. و لكن مع مرور السنين يفقد الجسم الكثير من الماء فتجف البشرة و تضعف مرونتها.
تفادي التدخين و الكحول و التعرض لأشعة الشمس القوية دون حماية ،تجنب التوتر. ترطيب البشرة في الصباح و المساء يكمل عملية الحماية من جفاف البشرة.
كذلك شرب لترين من الماء يوميّاً على الاقل. وفي النهاية تصبح الجراحة التجميلية آخر الحلول عند الحاجة
حاسة الشم:
ابتداءاً من سن الثلاثين تخف حاسة الشم بطريقة غير ملموسة. ولكن في سن الاربعين نلاحظ هذه المشكلة بوضوح.
للمحافظة على حاسة الشم، يجب ألا نهمل أي التهاب في الانف أو الاذن او الحنجرة. و نستطيع أيضاً أن تقوي حاسة الشم بملاحظة روائح الازهار و الاطعمة و العطورات.
الهيكل العظمي:
ابتداءاً من سن الاربعين تبدأ العظام بفقدان كثافتها (خاصةً عند النساء). ويبدأ مرض ترقق العظام بالظهور.
لتفاضي هذا المرض يجب علينا أن نتناول يوميّاً، منذ الصغر و حتى الكبر، 90 ملغ من الكالسيوم الموجود في مشتقات الحليب و المياه المعدنية و الحبوب. كما علينا تعريض الجسملاشعة الشمس التي تنتج الفيتامين D و تسمح بالتالي لتشبيت الكالسيوم في العظام.
كما أن الرياضة كالمشي نصف ساعة يوميّاً مفيدة جداً لكل الاعمار فهي تساعد على تقوية الهيكل العظمي.
اما بالنسبة للنساء عند سن الرجاء، فيعتبر العلاج الهرموني الحل الممتاز لمحاربة ترقق العظام.
العضل:
يفقد الانسان بين سن العشرين و السبعين 20% من حجم العضلات في جسمه.
لتعويض هذه الخسارة و محاربتها يجب ممارسة الرياضة و تمرين العضلات بانتظام. وأفضل التمارين تكون رياضة المشي او السباحة ثلاث مرات في الاسبوع لأنها تزيد من قوّة العضلات من 30 الى 97%.
كما أن النظام الغذائي الذي يحتوي على البروتينات ضروري للحفاظ على العضلات و تقويتها و لكن بكميات معتدلة مثل تناول اللحم الابيض، السمك، البيض و الحبوب.
السمع:
ان حاسة السمع هي من المشكلات البارزة بعد سن الستين اذ يعاني 7 من أصل 10 اشخاص الى اضطراب سمعي في هذه المرحلة من العمر.
للاهتمام بهذه الحاسة، يجب عدم التعرض لمستويات عالية من الصوت ، كما و أن التغييرات المفاجئة و المتكررة في الضغط الجوي تنعكس سلبيّاً على هذه الحاسة.
هناك تقنيات عديدة تساعد على اعادة و المساعدة في اعادة تقوية هذه الحاسة و لكن يبقى الترميم الحل الافضل لمتابعة حياة اجتماعية طبيعية.
اللمس:
تضطرب حاسة اللمس مع العمر و تضعف أكثر فأكثر مع ظهور مشكلة المفاصل .
يمكن للتمارين و الحركات الرياضية تغذية البشرة بالاوكسيجين و التخلص من الرواسب البيئية الملوّثة. يمكننا ايضاً تنشيط هذه الحاسة بتحسس و لمس امور و مواد مختلفة.
القلب و الشرايين:
يبدأ خطر ظهور أمراض القلب و الشرايين بين العقدين الثالث و الرابع من حياة الانسان. و يتفاقم مع تقدم السن و مع وجود بعض العوارض المسببة كالوراثة، التدخين، ارتفاع الكوليسترول و مستوى الدهن المرتفع في الدم و ارتفاع الضغط، السمنة و مرض السكري.
و لهذه المشاكل نصائح للوقاية من ظهورها و هي تجنب المأكولات الكثيرة الدسم و الابتعاد عن الدهون المشبعة الموجودة في السمن و الزبدة. الامتناع عن تناول المأكولات المقلية و استهلاك الحلويات باعتدال. كما أن السمك و ثمار البحر من المأكولات الصحيّة ، و الخضار و الفاكهة تحتوي على كميّات مهمة من الفيتامينات التي يجب تناولها يوميّاً.
كما أن الرياضة من العوامل المؤثرة ايجابيًا للوقاية خاصةً المشي بانتظام، و هي تفتح الشرايين و تنشط الدورة الدموية.