بعد رجيم ناجح وتخسيس الجسم، ليس هناك ما يسبّب الاستياء أكثر من عودة الكيلوغرامات التي تمّ انقاصها بصعوبة! لذا فانّ تثبيت الوزن بعد الرجيم من المراحل المهمّة جداً التي تشاركوننا أسئلة عدّة حولها عبر رسائلكم المباشرة. ولكي نجيبكم عنها، نقدّم لكم هذا الموضوع بالتعاون مع اختصاصية التغذية جويا فرحات قساطلي.
– ما هي العوامل التي تؤدي الى اعادة اكتساب الوزن بعد فقدانه باتباع رجيم معيّن؟
توضح اختصاصية التغذية انّ هناك 3 عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار لأنّها وراء اعادة اكتساب الوزن:
1- اتّباع رجيم قاسٍ ومنخفض السعرات الحرارية (500 – 600 سعرة في اليوم)، ما يُضعف عملية الأيض ويؤدي الى صعوبة في الحفاظ على الوزن بعد التخسيس السريع.
2- عدم اعطاء الوقت الكافي لعملية تثبيت الوزن. فكلّ كيلوغرام يتمّ انقاصه يحتاج مقابله الى أسبوع للتثبيت. وبالتالي في حال تمّ خسارة 10 كيلوغرامات، يكون هناك حاجة لعشر أسابيع لتثبيت الوزن.
3- العودة الى نظام الحياة السيء سواء من ناحية العادات الغذائية أو قلّة الحركة. فالرجيم ليس عصا سحرية، وبالتالي لا يمكن انقاص الوزن ثم العودة الى نمط الحياة السابق في حال كان خاطئاً، لأنّ ذلك يعني عودة كلّ الكيلوغرامات التي تمّ انقاصها.
– هل يجب زيادة السعرات الحرارية تدريجياً مع التوقف عن اتباع الرجيم؟
الزيادة التدريجية أمرٌ ضروريّ كما تشير جويا فرحات قساطلي، سواء من ناحية السعرات الحرارية أو خيارات الأطعمة. فمثلاً خلال البروتين دايت، يكون هناك شبه انقطاع عن النشويات، وعند اعادة ادخالها في النظام الغذائي، يجب أن يكون ذلك بكميات تدريجية.
أمّا طريقة زيادة السعرات الحرارية فتعتمد على عوامل عدّة مهمّة: كمية العضلات في الجسم، مدى ممارسة الشخص للرياضة، عملية الأيض. وبالاستناد الى هذه العوامل، يمكن لاختصاصية التغذية أن تحدّد الكمية المناسبة من السعرات التي يجب اضافتها تدريجياً.
– هل هناك أصناف غذائية يجب الامتناع عن تناولها خلال مرحلة تثبيت الوزن؟
لا تنصح اختصاصية التغذية بالامتناع نهائياً عن أصناف غذائية معيّنة حتّى خلال الرجيم، لكن طبعاً الكمية وتكرار تناولها مرتبطان بكمية الدسم والسكريات فيها. فالاطعمة الغنيّة بهذه العناصر لا يمكن أن تكون يومية أبداً، بل محدودة ضمن أوقات معيّنة مثلاً في المناسبات او اجازة نهاية الأسبوع. وعند تناولها، يجب التركيز على كيفية اعادة التوازن الى النظام الغذائي. مثلاً عند تناول وجبة دسمة على الغداء، يمكن تفويت العشاء أو زيادة الوقت المخصّص للرياضة.
والأهمّ هو التفكير في ما نتناوله من أطعمة وليس استهلاكها بحرية تامة، فوجبة واحدة دسمة أو غنيّة بالسكريات لن تكون مضرّة في حال اعادة التوازن الى النظام اليوميّ، لكن تكرارها بشكل دوريّ سيؤدي الى اعادة اكتساب الوزن دون شكّ.
– هل مراقبة الوزن باستمرار مفيدة لتفادي أي زيادة خلال مرحلة ما بعد الرجيم؟
تلفت جويا فرحات قساطلي الى أنّ مراقبة الوزن مهمّة في مرحلة التثبيت، لكن دون أن يتحوّل ذلك الى هاجس. فيمكن قياس الوزن مرّة أو مرّتين أسبوعياً للتأكد من عدم وجود زيادة ملحوظة. مثلاً بعد اجازة نهاية الاسبوع، من المفضّل مراقبة الوزن في حال كان تمّ تناول كمية اضافية من الاطعمة، والعمل على اعادة التوازن الى النظام الغذائي. ثم يمكن قياس الوزن مجدداً يوم الخميس أو الجمعة لمعرفة اذا كان الوزن عاد لمستواه الصحيح.
– هل الرياضة تُعتبر عاملاً أساسياً في تثبيت الوزن بعد الرجيم؟
تعطي اختصاصية التغذية أهمية كبرى للنشاط اليوميّ بالاضافة الى التمارين الرياضية. ففي الفترة الحالية خصوصاً مع استمرار الاقفال في العديد من دول العالم بسبب جائحة كورونا، يمكن أن يدخل الشخص في دائرة الكسل وقلّة الحركة. لذا تشجّع جويا فرحات على القيام بما لا يقلّ عن 10 آلاف خطوة يومياً، وقد أصبح ذلك سهل الرصد عبر الهواتف الذكيّة. فمثلاً، يمكن صعود الدرج بدل ركوب المصعد، القيام ببعض الانشطة المنزلية التي تتطلّب الحركة.
أمّا من ناحية الرياضة، فالشخص الذي لا يقوم بأي حركة، يحتاج لساعة رياضة يومياً مع امكانية التخفيف خلال اجازة نهاية الاسبوع. والشخص الذي يتحرّك كثيراً، يمكن أن يقوم بنصف ساعة رياضة يومياً. ويجب التنبّه الى أهمية الجمع بين تمارين القوّة والكارديو (أي التمارين السريعة التي ترفع معدّل ضربات القلب).
هذه النصائح ستساعدكم على تثبيت الوزن بعد الرجيم وذلك بالجمع بين النظام الغذائي السليم والحركة اليومية. وفي حال كان لديكم تساؤلات اضافية حول هذا الموضوع، يمكن حجز استشارة الكترونية مع اختصاصية التغذية جويا فرحات قساطلي عبر موقع www.sohatidoc.com