في المجتمع السعودي هناك عادات وتقاليد للزواج أهمها عادة دفع المهر لأنها نابعة أساساً من تعاليم الإسلام، حيث إن المهر أو الصداق من الحقوق التي أوجبها الإسلام للمرأة. وقد طرأت تغيرات على نظام دفع المهر، نظراً لتغير النظام الاقتصادي و الاجتماعي في الفترة المستقرة. فأصبح المهر يتعدى وظيفة حماية حقوق الزوجة ليعبر عن المكانة الاجتماعية وعن المستوى الاقتصادي.
المهر ودور اهل العروس
في الليلة التي يتم فيها تسليم المهر، يرسل العريس إلى أهل العروس خروفاً مع لوازم طعام العشاء مثل الأرز والسمن والسكر والشاي ولوازم القهوة من البن والهيل والزعفران ثم يتوجه العريس ووالدة وإخوانه وبعض أقاربه بعد صلاة المغرب إلى بيت العروس لتسليم المهر.
وقد تشارك العروسة زوجها في اختيار الأثاث المناسب لبيتها الجديد. أما فيما مضى فكان أهل العروس يأخذون كل المهر ويقومون بتأثيث البيت الزوجي، وغالباً ما كانت تزيد قيمة الجهاز على المهر، فيتحملها والد العروس، حتى لا يكون موضعاً للنقد من أهل العريس وخاصة من النساء.
اهمية ليلة الحناء
في القرى السعودية عادات متميزة في مناسبة الزواج في السعودية، ومن تلك العادات ما يسمى بليلة الحناء وهي عبارة عن مراسم وطقوس حيث تحنى العروس في بيت أهلها قبل زفافها بيومين، وذلك في جلسة عائلية تضم الأهل وبعض الصديقات. وتقوم بتحنيتها إحدى القريبات المتزوجات، بشرط أن تكون سعيدة في حياتها الزوجية تفاؤلاً بها.
وبالتالي يحرص أهل العروس على ألا تقوم بتحنية العروس أرملة، أو مطلقة، أو زوجة غير موفقة في حياتها الزوجية، حيث يعتقدون أن ذلك يعد مصدر شؤم عليها. وترتدي العروس في ليلة الحناء فستاناً من الحرير الأحمر وغطاء للرأس بنفس اللون وتقام لها ستارة من القماش الحرير المقصب، كما هو الحال لدى قبيلة الأشراف أشهر القبائل. في حين توجد قبائل آخرى لا تتقيد بذلك وأثناء تحنية العروس تردد الحاضرات من النساء بعض الأغاني الشعبية في مدح العروس والعريس على دقات الدفوف.
استحمام العروسين
ويرتبط بليلة الحناء في زواج السعوديات حمام العروس الذي يكون عادة في بيت أهلها قبل ليلة الزفاف بيوم واحد، بمعنى أنه إذا كانت ليلة الزفاف في مساء الخميس يتم استحمام العروس في ضحى يوم الأربعاء استعداداً لليلة “الغمرة” أي ليلة الدخلة.
وقبل أن تأخذ العروس حمامها تقوم أمها أو احدى قريباتها بمساعدتها في تنظيف وجهها وجسمها كله من الشعر الزائد، وبعد الانتهاء من الاستحمام ترتدي العروس ملابس جديدة، ويوضع لها بخور من أعواد الماوردي لتعطير جسدها. ومنذ تلك اللحظة تقام لها ستارة من القماش الحرير بلون أحمر أو بني وتفرض التقاليد ألا يراها بعد ذلك أحد من الرجال أو النساء سوى أمها وبعض قريباتها، حتى لاتذهب نضارتها كما يعتقدون .
أما العريس فيأخذ حمامه في بيت أهله قبل ليلة الزفاف، ثم يذهب إلى أحد صالونات الحلاقة لحلاقة الشعر وتزين الشارب و اللحية، ولا تزال هذه العادات سارية حتى الآن ، ومن الطريف ألا يتقاضى الحالق أجراً في هذه المناسبة. ويقدم أقارب العروس من الرجال والنساء لعروستهم بعض الهدايا من الحلى الذهبية أو من القماش أو العطور، بجانب ما تحصل عليه من أهل العريس وأقاربه، ثم توضع هذه الهدايا كلها في مكان بارز من غرفة العريس، لتشاهدها المدعوات من النساء.