يعتقد البعض أنّ الرجيم حسب فصيلة الدم من أنسب الخيارات للحفاظ على وزنٍ مثالي وصحة قويّة، بالإضافة الى دوره الفعّال في التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة وإنقاص الوزن، ولكن هل فعاليته مضمونة؟ هذا السؤال وكل ما تريدون معرفته عن هذا النوع من الرجيم تجدونه في هذه المقابلة مع اختصاصية التغذية ليا فرح.
– ما مدى فعالية إتباع رجيم بحسب فصيلة الدم لإنقاص الوزن؟
بدأ هذا الرجيم خلال سنة 1996 بإعتبار أنّ الطعام الذي يتناوله الشخص يتفاعل كيميائياً مع فصيلة دمه، وبالتالي سيتمكّن الجسم من هضم الأطعمة بشكلٍ أفضل، مع الإشارة الى إمكانية خسارة الوزن والتمتّع بطاقة أكبر بالإضافة الى الوقاية من الأمراض. إلّا أنّ كلّ هذه الأمور تمّ نفيها عبر دراسة أُجريت سنة 2013 – 2014 ولم يكن هناك دليل على تحقيق الفوائد الصحيّة لإتباع نظام غذائي حسب فصيلة الدم، ولم يُثبت علمياً أنّ الإلتزام بهذا النوع من الرجيم يُساعد على خسارة الوزن.
– كيف تختلف تفاصيل النظام الغذائي بين فئات الدم؟
إنطلقت الفكرة مع دكتور بيتر دادامو في عام 1996 الذي أطلق كتاباً بعنوان: “Eat Right For Your Type”، حكى فيه أنّ على كل شخص أن يتّبع نظاماً غذائياً بحسب فئة دمه، والطريقة على الشكل التالي:
– فئة دم O: نظام غذائي غني بالبروتين مع التركيز على اللحوم الخالية من الدهون، الدجاج، السمك والخضار. بالإضافة الى ضرورة الإبتعاد عن القمح، الحبوب، منتجات الألبان والأجبان، وأن تكون نسبة النشاويات قليلة.
– فئة دم A: نظام غذائي خالٍ من اللحوم أي نباتي، ويرتكز على الخضار، الفواكه، الحبوب كالفاصوليا، الحمص، العدس… وغيرها، القمحة الكاملة والمكسرات ومن المفضل أن يكونوا من المنتجات العضوية.
– فئة دم B: نظام غذائي منوّع بالأطعمة منها الخضار، الفواكه، البيض، المأكولات البحرية، الحبوب ومعظم اللحوم ما عدا الدجاج ولحم الخنزير، مع إمكانية إضافة الألبان والأجبان قليلة الدسم. إلّا أنّ عليهم تجنّب تناول الذرة، القمح، الطماطم، العدس، الفستق والسمسم.
– فئة دم AB: نظام غذائي يجمع بين فئة دم A وفئة دم B، ويشمل المأكولات البحرية، الألبان والأجبان، الحبوب، الخضار والفواكه. ويُنصح بالإبتعاد عن تناول الذرة، الفاصوليا، اللحوم والدجاج.
– ما هي فوائد وأضرار هذا الرجيم؟
إنّ إتباع رجيم يُحدّد نوعية الطعام الى هذه الدرجة قد يؤدي الى الإصابة بنقصٍ حاد في المعادن والفيتامينات، بالإضافة الى إمكانية حدوث مشاكل صحيّة أخرى. عدا عن أنّه لا يمنح إمكانية تناول الأطعمة التي يفضلّها كل شخص. فمثلاً النباتي وفئة دمّه O سيضطر لتناول اللحوم، الدجاج والسمك، بينما الشخص الذي يميل لتناول هذه المأكولات بالذات وفئة دمّه A سيمنعه ويحرمه هذا الرجيم منها. ومع كل ذلك فإنّ هذا النوع من الدايت مكلف على الصعيد المادي، أي من ناحية المكملات الغذائية التي على الشخص الحرص على تناولها، وحتى من ناحية الطعام العضوي.
مع الإشارة الى الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل صحيّة معيّنة كالسكري وضغط الدم الذين لا يمكنهم إتباع مثل هذا الرجيم، ومن المفضل أنّ يلتزموا بإرشادات الصادرة عن جمعية القلب الأميركية، والإلتزام بنظام غذائي قليل الدسم والملح مهما كانت فئة دمهم.
أمّا من ناحية الفوائد، يمكن القول أنّ الرجيم بحسب فصيلة الدم يمنح الفرصة لتجنّب الأطعمة المصنّعة والغنية بالسكر، وهذه من الأمور التي تُساعد بشكلٍ عام على خسارة الوزن إلّا أنّ ذلك لا علاقة له بفصيلة الدم، فليس هناك دراسة أثبتت هذا الأمر.
6 أنواع وجبات خفيفة يمكن اعتمادها خلال الرجيم
– جميعنا يعلم أنّ الحمية الغذائيّة ليست فقط لخسارة الوزن في مدّة زمنية معيّنة بل تعتبر نظاماً حياتياً للشخص، فهل يُفضّل أنّ يستمر بالرجيم بحسب فئة دمه؟
حسب عدد كبير من المنظمات مثل Academy of Nutrition and Dietetics لا يُفضّل أن يتّبع الشخص نظاماً غذائياً بحسب فئة دمه طيلة حياته بسبب قلّة الدراسات والإثباتات حيال فعاليته، وبالطبع بسبب إحتمال تعرّضه لنقص بالفيتامينات. لذا من المهم أنّ يكون نظامه الغذائي صحيّاً ومتوازناً يتضمّن مجموعة من الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائيّة، كما ويُنصح بتقسيم الطبق وتنويع المأكولات فيه من نشاويات، بروتين، خضار، فواكه، ألبان وأجبان، حبوب، الدهون الصحية.
لذا كأخصائيّة تغذية أنصح كل شخص أن يلتزم بنظامٍ غذائي مناسب له ويتناسب مع حياته، وإدرج المأكولات التي يحبّها ويفضلها في هذا الوجبات الغذائية اليومية ليتمكن من الإستمرار به، وبذلك يتعلّم الطرق الأفضل لتناوله الطعام بأسلوبٍ يمنع زيادة وزنه في الفترات المقبلة. وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأدوية فعليهم إتباع رجيم مناسب لحالتهم الصحية.
كلّ أسئلتكم حول الحميات الغذائية تجيب عنها الاختصاصية ليا فرح عند حجزكم استشارة الكترونية معها عبر www.sohatidoc.com