رجيم كارنيفور أو ما يُعرف أيضاً بدايت اللحوم حقّق انتشاراً واسعاً حول العالم، ويُعتبر طبيب العظام الأميركي شون بيكر أحد أبرز الأشخاص الذين يحفّزون متابعيهم على اتّباع هذا النظام الغذائي، حتّى أنّه أطلق كتاباً يحمل عنوان “The Carnivore Diet”. وبحسب الكتاب، فانّ هذه الحمية تساهم في علاج الاكتئاب والتهاب المفاصل والسمنة ومرض السكري وغيرها من الحالات الصحية، رغم عدم وجود دراسات وأبحاث تؤكد ذلك. لذا أردنا التطرّق الى هذا الموضوع مع اختصاصية التغذية جوزيان غزال لكي تشرح لنا أكثر عن رجيم كارنيفور وتأثيراته الصحيّة.
– ما هي مرتكزات رجيم كارنيفور؟
يرتكز هذا النوع من الرجيم على كمية عالية من البروتينات والدهون. فمن يتبعه، يمكنه تناول كلّ المنتجات الحيوانية (لحم أحمر، دجاج، سمك، بيض) بالاضافة الى مشتقات الحليب. كما يعتمد على الزبدة والسمن بدل الزيوت النباتية. لكن في المقابل يجب التوقف نهائياً عن تناول الكربوهيدرات والسكريات، أي لا يمكن حتّى تناول الخضار والفواكه.
– لماذا يخسر الأشخاص الذي يتبعون رجيم كارنيفور الوزن سريعاً؟
خسارة الوزن سريعاً أمر طبيعيّ لأنّ الشخص يتوقف عن تناول فئات عديدة من الأطعمة أبرزها النشويات والسكريات، ما يؤدي الى تراجع كبير في كمية السعرات الحرارية المستهلكة يومياً.
– ما الفرق بين رجيم كارنيفور ودايت البروتين؟
رجيم البروتين يعتمد على البروتينات الحيوانية والنباتية، لكن في الوقت نفسه يتضمّن نشويات ولو بكميات محدودة، أي أنّه لا يلغي فئة كاملة من الأطعمة. فيما يحدث ذلك في رجيم كارنيفور الأقسى والأكثر صرامة.
– كيف يكون النموذج اليوميّ للوجبات في رجيم كارنيفور؟
صباحاً، يتمّ تناول البيض المقلي بالزبدة مثلاً، بالاضافة الى الأجبان المتنوّعة وخصوصاً الصفراء منها لأنّها دهنية أكثر.
الغداء يكون عبارة عن طبق لحم أو سمك أو دجاج، مع التركيز على الأنواع الدهنية أيضاً.
العشاء يمكن أن يكون البيض مع الجبن أو لحم الحبش مثلاً.
من ناحية الوجبات الخفيفة، فتكون أيضاً من المنتجات الحيوانية مثل تناول علبة سردين.
هل لهذا الرجيم أي فوائد صحيّة؟
لم يتمّ ٳثبات أي فائدة علمية حتّى اليوم لرجيم كارنيفور، والدراسات دائماً تركّز على أهمية اتّباع نظام غذائي صحيّ لا يلغي بشكل كامل أي فئة غذائية. ويجب التنبّه من الانجرار وراء الصيحات في هذا المجال لأنّها يمكن أن تحمل أضرار صحيّة كثيرة.
ما هي أبرز الأضرار الصحيّة لرجيم كارنيفور؟
– تتأثر صحّة القلب والشرايين سلباً بهذا الرجيم بما أنّه غنيّ بالدهون المشبعة.
– أثبتت العديد من الدراسات العلمية العلاقة ما بين الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء بظهور الأورام السرطانية.
– لا يلغي هذا الرجيم الملح من قائمة الأطعمة المسموحة، وبالتالي يُرشّ بكميات كبيرة أحياناً لتنكيه الاطعمة ما يؤثر سلباً على مستوى ضغط الدمّ.
– يفتقد هذا الرجيم الفيتامينات والمعادن والألياف التي نحصل عليها من الخضار والفواكه، ما يمكن أن يؤدي الى سوء تغذية وٳمساك.
– تفقد البشرة نضارتها وحيويتها عند اتباع رجيم كارنيفور.
– يمكن أن يسبّب نفخة البطن، ألم الرأس ورائحة الفم الكريهة.
– تتعرّض الكلى أيضاً للضرر بسبب نسبة الدهون والبروتينات العالية.
ونشير الى أنّ المرضعات، الحوامل، مرضى الضغط والسكري لا يجب أن يتبعوا هذا الرجيم أبداً، وينسّقوا دائماً مع اختصاصية التغذية والطبيب المتابع لتحديد الدايت المناسب لهم.
أخيراً، تذكّر اختصاصية التغذية جوزيان غزال أنّ الانسان بطبيعة تكوينه يأكل النباتات كما اللحوم، وبالتالي لا يجب أن يغيّر في طريقة تركيب الجسم ووظائفه عبر اتّباع حمية تعتمد على اللحوم والدهون فقط.
لتعرفوا أكثر عن الحميات الغذائية وكيفية اختيار دايت صحيّ لكم، يمكنكم حجز استشارة الكترونية مباشرة مع جوزيان خليل عبر www.sohatidoc.com