كاسرة كل القيود، قررت الناشطة الأردنية الكفيفة روان بركات الترشح لانتخابات مجلس النواب الأردني المقبلة محدثةً أصداء إيجابية لدى الكثيرين من المؤيدين لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة السياسية وصنع القرار السياسي، مقابل رافضين اعتبروا بأن مشكلتها الصحية تعيقها من تحمل مسؤولية النشاط السياسي.
معلومات عن روان بركات
روان بركات هي أول أردنية كفيفة تحصل على بكالوريوس في الفنون المسرحية من الجامعة الأردنية. وهي تنشط منذ سنوات عديدة في المجال الاجتماعي الشبابي. فقد حصلت على جوائز انسانية وشبابية عديدة نذكر منها:
وأطلقت روان مؤسسة “رنين” غير الربحية في إطار تشجيع الكفيفين على التثقف من خلال سماع الإصدارات الثقافية المكتوبة التي لا يمكنهم قراءتها، فقامت بتحويل المعلومات والروايات الى قصص صوتية استهدفت أكثر من 30 ألف شخص بين 6 و 14 عاماً معظمهم من سكان المخيمات والمناطق الفقيرة.
وقد استوحت هذه الفكرة من أمّها الراحلة، التي كانت تقوم برواية القصص لروان كونها لمم تكن تستطيع قراءتها، إلا أن والدتها أصيبت في سرطان الحلق وتوفيت. ومنذ ذلك الحين اصبح اهتمام روان الأول هو التعليم وتشجيع الأطفال على المطالعة. وستكون مهتمة في تمكين قطاع التعليم أولاً في حال فازت على مقعد نيابي في البرلمان النيابي.
إيهاب توفيق يترشح للانتخابات البرلمانية المصرية بالسرّ… هل ينسحب؟
رأي القانون في دور ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة السياسية
الى حين حلول موعد الانتخابات التشريعية الأردنية التي ستجرى في العاشر من شهر نوفمبر المقبل عام 2020، يعود الحديث في المجتمع الأردني الى ظاهرة التنمّر التي يتعرض لها ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشير خبراء حقوقيون بحزن وقلق الى أن هذه الظاهرة تتفشى كثيراً في مجتمعاتنا وتعود للصورة النمطية التي يتخذها الأفراد عنهم.
ومن وجهة نظر القانون، يشير الخبراء القانونيون إلى أن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم كل الحق في المشاركة بالانتخابات وصنع القرار لأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.
ردود فعل الناس
أعلنت روان بركات عن ترشحها من خلال فيديو نشرته عبر صفحتها الشخصية على موقع تويتر. ولاقت على أثره تشجيع كبير من الناس الذين تمنوا لها كل التوفيق ونجاحها في هذا المشروع. ولكن لم تسلم روان من بعض التعليقات المسيئة وغير الأخلاقية على خلفية قرار روان بركات الرشح للنتخابات النيابية، واستنكر المجلس الأعلى لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة الأردني ردود الفعل الرافضة لنيّة روان.
فكتب إيهاب: “كل الاحترام و التقدير و المحبة اخت روان … نيتي كانت عدم المشاركة بالانتخابات و لكن الان وجدت مرشحي الذي ارغب ان اراه بالمجلس … يا رب يديم عليكي بصيرتك وان يمنحنا القليل منها.”
وتمنى آخرون لو كانوا من الدائرة الانتخابية ذاتها المرشحة عنها روان ليستطيعوا انتخابها. ووصفها كثيرون “بصاحبة ضمير حي”. وعلّق عاطف شريف: “برغم تفهمي الكبير لمن قرروا مقاطعة الإنتخاب إلا أنني أميل للمشاركة بحالات استثنائية عندما يكون المرشح او المرشحة معروفون بإخلاصهم. بالتوفيق لروان ولكل مرشح ومرشحة أنقياء”.
وكتب غسان عمري: “تقريباً قرأت جميع التعليقات على هذا الفيديو وكان واضح كتير انه في نسبة من الناس معك والبقية ضدك …لكل انسان ناجح له عدو بالرأي … اتمنى لك النجاح والتوفيق والتغيير الحقيقي …وانا معك روان”.
وكتب لها أحدهم: “كان افضل مما كان طريقة القائِك بالفيديو، تبين للمشاهد ترددك و عدم تحضيرك الجيد. تمنياتي لكِ بالتوفيق و النجاح و احداث شيء من التغيير. على الرغم من الصعوبات الهائلة التي ستواجهك ان نجحتي كما واجه من قبلك”.