ضعف النظر عند الأطفال من الأمور التي تقلق الأهل لأنّه يمكن أن يؤثر سلباً على الكثير من جوانب حياتهم، خصوصاً في ما يرتبط بالدراسة والتحصيل العلميّ. فأي علامات يجب التنبّه لها؟ وكيف يمكن علاج هذه المشكلة؟ كلّ التفاصيل نكشفها لكم في هذه المقابلة مع اختصاصيّ طبّ العيون د. مروان عطاللّه.
– أي علامات يجب على الأهل التنبّه لها وتشير الى امكانية معاناة الطفل من ضعف النظر؟
لدى الأطفال حديثي الولادة ، يمكن للوالدين ملاحظة ردّة فعل الطفل على الضوء والتنبّه الى ظهور العين الحمراء في الصور التي يتمّ التقاطها مع الفلاش. فالعينان الحمراوان يعكسان حالة طبيعية للعين، أمّا الانعكاس الأبيض للعين مع الفلاش فيمكن أن يشير الى مشاكل مثل المياه الزرقاء، مشكلة في شبكية العين أو حتّى ورم سرطانيّ.
مع نموّ الطفل ، يجب على الوالدين البحث عن ردّة فعل الطفل على الوجوه المألوفة، متابعة الأشياء المتحركة والألعاب.
ويمكن للأم كما لطبيب الأطفال أن يلاحظا أي خلل في العين كظهور بقعة بيضاء على القرنية وحركة العين بسرعة كبيرة (nystagmus)، بالاضافة الى الحَوَل.
أمّا حين يصبح الطفل في عمر أكبر، فهناك علامات أخرى يجب التنبّه اليها: حاجة الطفل لتقريب الكتاب أو الجهاز اللوحي كثيراً الى عينيه للمشاهدة أو القراءة، فرك العينين بشكل مستمرّ، تفادي الدراسة بسبب عدم القدرة على متابعة ما هو مكتوب.
اضافة الى ذلك، بعض الأطفال يشكون من صداع الراس أو مشاكل في التوازن أو اللعب. كلّ هذه العلامات تستدعي تدخّل الطبيب المختصّ لتشخيص أي مشكلة في النظر.
– ما هي المخاطر المحتملة لتجاهل او عدم التنبّه لمثل هذه العلامات؟
الرؤية الجيدة ضرورية لتحقيق التطور السليم للمراكز البصرية في الدماغ، وتستمرّ هذه العملية حتى سن الثامنة. لذا قد يؤدي الفشل في تصحيح ضعف الرؤية قبل هذا العمر إلى منع التطور السليم، ويُصاب الطفل بالعين الكسولة
(Amblyopia)، ما يعني أنّه قد لا يرى تمامًا طوال حياته على الرغم من التصحيح.
– هل هناك عوامل مسبّبة لضعف النظر عند الاطفال يجب التنبّه اليها؟
العامل الوراثي له أهمية، فاذا كان هناك ضعف نظر متوارثاً في العائلة، يمكن للطفل أن يتعرّض لذلك أيضاً. لكن هناك عامل آخر مهمّ جداً مرتبط بنمط الحياة وهو تعرّض الطفل للشاشات (سواء الهاتف أو الجهاز اللوحي…) عن قرب ودون وجود مسافة آمنة للنظر. وذلك يؤدي الى انتشار أكبر لضعف النظر في عمر الطفولة خاصة قصر النظر الذي أصبح أكثر انتشارًا في العصر الرقمي.
في أي حالة على الأطفال ارتداء النظارات؟
يولد الطفل ولديه طول النظر (Hyperopia). مثلاً في عمر السنتين من الطبيعي أن تكون درجة طول النظر لديه +4.5. ومع تقدّمه بالعمر، تبدأ هذه الدرجات بالتراجع تدريجياً لتبقى ضمن الحدود الطبيعية لدى البعض، فيما تتراجع كثيراً لدى البعض الآخر ما يؤدي الى معاناتهم من قصر النظر (Myopia).
والطبيب الاختصاصيّ يقوم بدرس الاعراض وتشخيص درجة الضعف بناء على هذا الأساس، ليحدّد النظارة الطبيّة اللازمة.
كيف يتمّ تصحيح كسل العين عند الأطفال؟
في معظم الحالات يكون تصحيح الرؤية بالنظارات كافياً لاستعادة التطور السليم للبصر، في حال كان هناك تدخّلاً قبل الثامنة من العمر. لكن هناك حالات أخرى قد تتطلّب ترقيع العين أو قطرة خاصة بهدف تنشيط وتقوية العين الأخرى. كما يمكن وصف العدسات الطبيّة عند الحاجة مثل معاناة عين واحدة من مشكلة.
في حالات مثل الحول التي لا تستجيب للعلاج أعلاه، قد تكون الجراحة مطلوبة. وهنا أيضاً، يجب التأكيد على اهمية اجراء الجراحة قبل عمر الثماني سنوات للحصول على النتيجة المرجوة، فالتقنية تقلّ فعاليتها بعد هذا العمر.
– هل من نصيحة حول طريقة اختيار النظّارة الطبية للطفل؟
أهم نقطة يجب التنبّه لها في هذا المجال هو أن تكون كبيرة بما يكفي لتغطية حقل نظر الطفل كلّه. ففي هذا الموضوع، لا يجب الانجرار وراء صيحات الموضة واختيار النظارات الصغيرة، لأنّ ذلك مضرّ للطفل ولن يساعده على الرؤية بالشكل الصحيح. كما يجب على الأهل طلب نظارات الأطفال المصنوعة من مادة لا تنكسر بسبب انخراط الاطفال في اللعب. أخيرًا ، يجب تذكير الأهل دائمًا بالسماح لأطفالهم بالمساعدة في اختيار النظارات لتعجبهم ويشعروا بالفخر عند ارتدائها.
لتعرفوا أكثر عن هذا الموضوع، او تطرحوا اسئلتكم على د. مروان عطاللّه، يمكنكم التواصل معه عبر www.sohatidoc.com