لا تُعدّ الشوربات في الشتاء مجرّد وجبة لذيذة تمدّنا بالدفء، بل هي أساسية أيضاً لتقوية جهاز المناعة خاصة في زمن انتشار وباء كورونا، شرط أن تحضّر بطريقة صحيّة ومغذّية. لذا كان لنا مقابلة مع اختصاصية التغذية ريم حنّا لكي نعرف منها الفوائد الصحيّة للشوربة أولاً، وما هي أفضل المكوّنات التي يجب استخدامها وأسوأها أيضاً لتجنّبها.
لماذا تُعتبر الشوربة طبقاً أساسياً في الشتاء؟ وما الفوائد التي توفّرها للجسم من الناحية الصحيّة؟
تلفت اختصاصية التغذية ريم حنّا الى أنّ الشوربة هي الطبق البديل للسلطات الباردة في فصل الشتاء، كونها توفّر الدفء للجسم نظراً لاحتوائها على مكوّنات كالزنجبيل والقرفة والبهارات الحارّة التي تعطي الحرارة للجسم.
كما أن كثير من الأشخاص لا يميلون لتناول السلطة في الفصل البارد، فلا يستهلكون كمية كافية من الخضار ما يؤثر بشكل سلبي على صحة جسمهم. بينما تُعتبر الشوربة مصدر أساسي لتعويض أكل الخضار كونها على الأقل تحتوي على 3 أنواع منها.
ومن الناحية الصحيّة، توصي ريم حنّا بالشوربة كعلاج لأعراض الانفلونزا كما أنها دواء مضاد للالتهابات. فمع انتشار وباء كورونا والفيروسات المتنوعة، تزداد الإصابات بالالتهابات خاصة في الجهاز التنفسي. وهنا تأتي الشوربة لتحدّ من تأثيرات بعض الخلايا المسؤولة عن حدوث الالتهابات، خصوصاً شوربة الدجاج الغنية بالزنك، او التي تحتوي على الثوم والبصل وبعض أنواع الخضار الغنية بالفيتامين سي.
ليس ذلك فقط، بل تساعد الشوربة خصوصاً في فصل الشتاء مع الجلوس في المنزل وانخفاض الحرارة، على الحدّ من تناول النشويات والحلويات. فهي حلّ مثاليّ لسدّ الشهية المفرطة، لأنّها تحتوي على كمية وافرة من الماء والخضار فتساعد على امتلاء المعدة وبالتالي الشعور بالشبع لمدّة أطول. كما أنّ الماء الموجود في الشوربة يعوّض للجسم الكمية المفقودة من السوائل في الفصل البارد، لأن الناس لا يميلون لشرب كميات وافرة من الماء في الشتاء.
وتذكر ريم حنّا، انّه انطلاقاً من الدراسات التي أجريت حول تناول الشوربة وتأثيرها على مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index BMI)، فقد تبيّن أن الأشخاص الذين يتناولون الشوربة 3 مرّات في الأسبوع، يتمتعون بمؤشر أقلّ من الذين لا يتناولونها ابداً أو يستهلكونها بكمية اقل من ذلك.
ما هي أفضل المكوّنات التي تنصحين باضافتها الى الشوربة في الشتاء؟
من المهمّ الحرص على استخدام مكونات مغذية وصحية عند إعداد الشوربات. في هذا السياق تذكر ريم حنّا أهم المكوّنات التي يجب أن تحتويها الشوربة لنكون امام خيار ذات قيمة غذائية عالية:
– الثوم، الزنجبيل، والبصل لأهميتها في محاربة الالتهابات.
– الشمندر لغناه بالألياف والحديد والفيتامين B9 والفيتامين سي.
– البروكولي كمصدر من الألياف وفيتامين أ، سي وه.
– الطماطم كونها غنية بالليكوبين وهو أحد مضادات الأكسدة القوية، فيقلّل من مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، خاصة سرطان البروستات عند الرجال. وذلك بالإضافة الى غنى الطماطم بالفيتامين سي.
– العدس مكوّن أساسي لتزويد الجسم بالبروتين، كذلك الدجاج الذي يُعرف بأنه مصدر للبروتين والزنك.
ولإعداد مرقة صحية، تنصح ريم بغلي الدجاج بعظامه بعد تنظيفه جيداً، للحصول على مرق عظام الدجاج وإضافته الى الشوربة، فهي تحتوي على الكولاجين والجيلاتين ما ينعكس بشكل إيجابي على المفاصل، كما أنّها مهمة لتحسين مستوى الذكاء عند الأطفال.
ما هي المكوّنات وطريقة التحضير لشوربة الكوسا؟
أي مكوّنات يجب تجنّبها في الشوربة؟
يقع كثيرون في أخطاء شائعة عند تحضير الشوربة فيقومون بإضافة مكونات تُساهم في زيادة معدل الدهون والوزن وحتى رفع ضغط الدم. لذا تلفت اختصاصية التغذية الى أهمية تجنّب الشوربة التي تحتوي على الكريمة، خصوصاً اذا كانت بكميات كبيرة.
كما أنّ إضافة الملح تلعب دوراً سيئاً خاصة لمن يعانون من مشكلة ضغط الدم، فهو يرفع ضغط الدم ويزيد نسبة الصوديوم في الحساء. ومن جهة أخرى، يؤدي الملح الى احتباس الماء في الجسم وبالتالي انتفاخ في المعدة.
وتضيف أيضاً أنّ مكعبات مرقة الدجاج الجاهزة قد تكون أسرع في التذويب والتجهيز، لكن اضرارها كثيرة. حيث ثبت أنها تُحفّز الشهية وتحتوي على عوامل التلوين الاصطناعية، ما يكون له آثار سلبية على النشاط والانتباه خصوصاً لدى الأطفال.
أي وقت هو الأفضل لتناول الشوربة في الشتاء
بحسب اختصاصية التغذية، تعدّ فترة ما قبل الغداء مباشرة مثالية لتناول الشوربة. فقد أشارت الدراسات العلمية بأن من يأكلون الشوربة في هذه الفترة، يستهلكون كمية اقل من الطعام على وجبة الغذاء ويحافظون على وزن أفضل من غيرهم. كما أن استهلاك الشوربة على العشاء يُعدّ خياراً مثاليّاً، خاصة شوربة الخضار، كونها قليلة السعرات الحرارية وتمنع الشراهة على الأكل.
كيف يمكن الاستفادة من الشوربة للتخسيس؟
تكشف ريم حنّا أنّ حمية الشوربة يمكن أن تساعد على انقاص الوزن سريعاً، إلا ان أضرار الطريقة كثيرة. وقد انتشرت أنواع كثيرة لحميات الشوربة وأشهرها رجيم شوربة الملفوف. إلا أن هذا النوع من الحميات يقلّل من تناول السعرات الحرارية إلى مستويات غير آمنة، وينتقص العناصر الغذائية المهمة والاساسية التي يجب ان تكون موجودة في كل وجبة غداء: أي البروتين، الكاربوهيدرات والدهون. لذا تشير الى أنّه في حال أردنا تناول الشوربة كوجبة رئيسية عند الغداء، عليها الاحتواء على هذه العناصر الأساسية المذكورة. كما أن الحميات القائمة فقط على تناول الشوربة غالبًا ما تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم.
وللتخسيس، لا تُعدّ حمية الشوربة خطة صحية جيدة لخسارة الوزن على المدى الطويل، بل قد تفيد لمن يودون خسارة الدهون بشكل سريع، فيما يستعيدون الوزن الزائد بسرعة فور توقفهم عن اتباعها. والسبب أنّ الجسم يفقد كمية من العضلات وليس الدهون، ما يؤدي الى انخفاض معدّل الحرق. وعند العودة لتناول الاطعمة بشكل عاديّ، سيزداد الوزن سريعاً.
يمكنكم التواصل مباشرة مع ريم حنّا عبر www.sohatidoc.com وحجز موعد لاستشارة الكترونية.