حين نقول عن شخص أنّه يقوم بسلوك معيّن “مثل الفتاة”، فانّنا غالباً ما نقصد بذلك اهانة له. فكثيراً ما نسمع عبارات مثل “تركض مثل فتاة” أو “ترمي مثل فتاة”، وفي ذلك معنى واضح أنّ الفتيات ضعيفات وليس لديهن الامكانات الكافية لممارسة الرياضة أو القيام بأي أمر آخر. وهذا الأمر شائع جداً عالمياً، ويعتبر متجذّراً أيضاً في المنطقة العربية ومنها لبنان. لذا قرّرت شركة “أولويز” (Always) أن تتصدّى لهذه الفكرة الشائعة من خلال اطلاق حملة #LikeAGirl (مثل الفتاة) بهدف لفت النظر الى مخاطر مثل هذا التعبير حين يستخدم بطريقة سلبية، ولتحفيز الفتيات ايضاً ليحافظن على أحلامهن ويسعين لتحقيقها بكلّ ثقة وفخر.
تجربة اجتماعية لافتة
لم تبنِ “أولويز” حملتها على الفكرة الشائعة فقط، بل قامت بدراسة استقصائية بالتعاون مع شركة Research Now لكي تكتشف متّى تتغير نظرة الفتاة لنفسها وتتأثر بالصورة التي ينقلها اليها المجتمع. وتبيّن أنّ بداية سنّ البلوغ وأول دورة شهرية تشكّلان لحظات الثقة الدنيا بالنسبة للفتيات. والكلمات والتعابير التي يسمعنها في هذه الفترة تزيد من تدنّي الثقة.
كما قامت “اولويز” بتجربة اجتماعية يمكن مشاهدة نتيجتها في الفيديو التالي، حيث تعاونت مع مخرجة الأفلام الوثائقية الحائزة على جوائز لورين غرينفيلد، لمعرفة كيف يفسّر الناس من جميع الأعمار عبارة #LikeAGirl.
وقد أظهرت التجربة بوضوح كيف يفسر الناس من جميع الأعمار عبارة #LikeAGirl بشكل مختلف، خاصة الفتيات من مختلف الفئات العمرية. فقد قامت الفتيات الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 5 و 13 سنة بركلات كاراتيه بلا خوف عندما طُلب منهن الرمي أو الركض أو القتال “مثل فتاة” على التوالي.
بينما أنجزت الفتيات الأكبر سناً الصورة النمطية السلبية، حيث قامت صبية تبلغ من العمر 20 عاماً وتشارك عادة في سباقات الماراثون بتحريك ساقيها بطريقة غير منضبطة وأعربت عن قلقها بسخرية بشأن شعرها عندما طلب منها “الجري مثل فتاة”، وقامت فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً تتمتع بذراعين متينتين برفرفة يديها لإظهار قتالًا كالفتيات، وعمدت لاعبة كرة طائرة تبلغ من العمر 14 عاماً برمي ذراعها على نحو ضعيف وأخرق عندما طلب منها أن “ترمي مثل فتاة “. كما أظهرت التجربة بوضوح كيف أن القليل من التشجيع يمكن أن يساهم بشكل كبير في تغيير تصورات الفتيات عما يعني أن تكون فتاة.
والفتيات اللبنانيات لسن استثناءً عن هذه الظاهرة العالمية، وقد أرادت “أولويز” لفت النظر الى هذا الموضوع من خلال تشكيل فريق #LikeAGirl، ترأسه ملكة جمال لبنان للعام 2015 فاليري أبو شقرا وثلاثة فائزات في مسابقة عبر الإنترنت، واللواتي شاركن في ماراثون بيروت ليثبتن أن الركض مثل فتاة يعني القيام بذلك بأفضل طريقة. ويمكن مشاهدة الفيديو التالي حيث أنهين السباق وركضن بكلّ ثقة وأثبتن قدرتهن وامكاناتهن.
ومن أجل المساعدة على تسليط مزيد من الضوء على هذه المسألة، وإلهام الفتيات على مواصلة القيام بالأشياء #LikeAGirl بكل فخر، استعانت “أولويز” بالشراكة مع ثلاثة نساء من ميادين عادة تكون السيطرة فيها للذكور، وهن فنانة الغرافيتي لين عكرا، لاعبة الجمباز إيفا ماريا محفوظ والمبرمجة ريان الذهب، لتشجيع الفتيات اللبنانيات على متابعة السعي لتحقيق أحلامهن.
يتبع الفيديو الفتيات الثلاث خلال يوم في حياتهن. من الرسم والإعداد لمشروع غرافيتي، إلى التدريبات الرياضية اليومية، والترميز والبرمجة وغير ذلك، يصوّر الشريط الفتيات خلال مواقف وأوضاع من حياتهن الواقعية والتي تجسّد قوة مهنهن وهواياتهن المختارة وفي نفس الوقت متعتها وجزاءها. شاهدي الفيديو واستمعي إلى النداء الموجه لجميع الفتيات لتقبل القيام بالأشياء #LikeAGirl ومتابعة أحلامهن، بغض النظر عن الصعوبات التي تواجهها المرأة في مجالات تخصصها.