متى يصبح حضنكِ سجناً؟ إليكِ علامات الأمومة المفرطة وطرق التحرر منها!
الأمومة فطرة عظيمة وغريزة فريدة مزروعة في قلب كل أم، تدفعها لحماية طفلها وتقديم الأفضل له. لكن في بعض الأحيان، يتجاوز هذا الحب حدوده الطبيعية ليتحوّل إلى ما يُعرف بـ"الأمومة المفرطة"، وهي حالة تكون فيها الأم شديدة التعلّق والقلق، إلى درجة قد تضرّ نمو الطفل النفسي والاجتماعي، رغم حسن النية. فما هي الأمومة المفرطة؟ وما أضرارها؟ وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الحب والحماية والاستقلالية؟
ما المقصود بالأمومة المفرطة؟
الأمومة المفرطة هي أسلوب تربوي تتّسم فيه الأم بالحماية الزائدة، والاهتمام المبالغ فيه بأدق تفاصيل حياة طفلها، ورفض ترك مساحة له لتجربة الحياة أو اتخاذ قراراته الخاصّة، مهما كانت صغيرة. وغالباً ما تنّبع هذه السلوكيات من خوف داخلي عند الأم من فشل طفلها أو تعرّضه للأذى، لكن النتيجة قد تكون عكسية تماماً: طفل ضعيف، متردّد، غير واثق بنفسه، وغير قادر على الاعتماد على ذاته.
علامات الأمومة المفرطة
- التدخل المستمر في كل قرار يخصّ الطفل، حتى الأمور البسيطة.
- الشعور بالذنب عند ترك الطفل بمفرده أو مع الآخرين.
- المبالغة في الحماية الجسدية أو العاطفية.
- السيطرة الزائدة على الروتين اليومي، من الطعام إلى الدراسة وحتى الأصدقاء.
- صعوبة في تقبّل استقلالية الطفل أو المراهق.
كيف تؤثر الأمومة المفرطة على الطفل؟
رغم أن نوايا الأم قد تكون طيبة، إلا أن الأمومة المفرطة قد تترك آثاراً سلبية طويلة المدى على شخصية الطفل، منها:
- ضعف الثقة بالنفس: لعدم منحه الفرصة لاتخاذ قرارات أو تحمّل مسؤولية.
- الاعتمادية الزائدة: حيث يعتمد الطفل دائماً على الآخرين في مواجهة التحديات.
- الخوف من الفشل: لأنّه لم يُسمح له بتجربة الخطأ وتعلّم الدروس.
- صعوبات في العلاقات الاجتماعية: نتيجة ضعف الاستقلالية العاطفية.
أسباب الأمومة المفرطة
- الخوف المبالغ فيه من فقدان الطفل.
- القلق أو اضطرابات نفسية لدى الأم مثل القلق العام أو الوسواس.
- تجربة شخصية صعبة عاشتها الأم في طفولتها.
- ضغوط اجتماعية وثقافية تمجّد "الأم المثالية" حدّ الانهاك.
كيف تتجنّب الأم الوقوع في فخ الأمومة المفرطة؟
- منح الطفل مساحات آمنة للتجربة: الخطأ جزء طبيعي من النمو.
- الاستماع أكثر من التدخل: دعم الطفل لا يعني اتخاذ القرار نيابة عنه.
- طلب المساعدة النفسية عند الحاجة: إذا كان القلق مفرطاً وغير مبرر.
- التركيز على بناء شخصية الطفل، لا التحكم بها.
- الثقة بقدرات الطفل تدريجياً مع تقدّمه في السن.
فالأمومة مسؤولية عظيمة، لكنّها لا تعني السيطرة الكاملة على حياة الطفل. الطفل بحاجة إلى الحب، نعم، لكنّه بحاجة أيضاً إلى الحرية، وإلى أن يتعلّم من تجاربه ويخوض تحدياته بنفسه. الأم الحكيمة ليست من تمنع الألم عن طفلها تماماً، بل من تعلّمه كيف يتعامل مع الحياة بثقة ومرونة. فالأمومة المتوازنة، لا المفرطة، هي التي تبني إنساناً قوياً في المستقبل.