إرث فنيّ ما زال العالم العربي يحتفظ به من الزمن الجميل، الممثلة المصرية القدير نجلاء فتحي التي واكبت مسيرة اعظم الفنانين والممثلين المصريين الذين رحلوا عن عالمنا، وقدّمت الى جانبهم أفلام أضيفت الى التاريخ العريق للسينما المصرية. هذه النجمة التي عرفها كثيرون من الشاشة الصغيرة والكبيرة، كانت حياتها مليئة بالمحطات المثيرة والتفاصيل واللحظات السعيدة والأليمة، والتي قد تخفى عن بعض من جمهورها، نودّ أن نحييها مجدداً لنستذكر أهم محطات حياة نجلاء فتحي منذ انطلاقها حتى اليوم.
مولدها وبدايتها الفنية
يعرفها العالم باسم نجلاء فتحي وهي من مواليد عام 1951، فيما اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حسين فتحي، إلا أن الفنان الكبير الراحل عبدالحليم حافظ هو من اختار لها اسم "نجلاء". والحقيقة أن عائلتها كانت ترغب بأن تطلق عليها اسم "سالي" كإسم فني.
شهدت نجلاء على حادثة طلاق والديها وهي طفلة في سنّ الحادية عشر، وانتقلت للعيش مع والدها إلى الفيوم في الفترة الأولى. لكنها ومن شدة تعلّقها بوالدتها، عادت مرة أخرى إلى منزلها في مصر الجديدة لتعيش معها.
بالصور… إبنة الممثلة نجلاء فتحي تخطف الأنظار بإطلالتها في مهرجان الجونة السينمائي!
علاقتها بالفنان عبد الحليم حافظ
كان الفنان الكبير الراحل عبد الحليم حافظ صديق مقرّب جداً من عائلة نجلاء فتحي، فكانت تعود إليه في كل عرض فنّي يقدّم لها عندما كانت صغيرة جداً، أي في عمر الخامسة عشر، وهو العمر الذي عُرِض فيه لأول مرة عمل سينمائي على نجلاء، وكان عبدالحليم مشجعاً لها لحوض التجربة، وكانت أول مشاركة لها في فيلم "الأصدقاء الثلاثة" عام 1966.
بعدها جذب ظهور نجلاء على الشاشة المنتجين المصريين، فعرض المنتج رمسيس نجيب لإعطائها دور البطولة في فيلم "أفراح"، وكانت في عمر 16 عاماً. إلا أن عبد الحليم حافظ طلب منها أن لا تقدم أعمالاً قبل أن تشاركه بطولة فيلمه الجديد "أبي فوق الشجرة"، في الوقت الذي كانت نجلاء قد تعاقدت مع رمسيس على الدور. وكان لمشاركة نجلاء في هذا الفيلم تداعيات سلبية على علاقتها بالفنان عبدالحليم، فأثار الأمر خلافاً بينهما بعدما قرر عبد الحليم إعطاء الدور البطولي لممثلة أخرى وهي الممثلة ميرفت أمين، ما شكّل صدمة لنجلاء وحزن كبير.
فكان حلم نجلاء أن تشارك في دور بطولي الى جانب عبدالحليم، إلا أن القطيعة بينهما استمرت فترة طويلة حتى عام 1974 حيث انتهى الخلاف من خلال العمل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، والذي شارك فيه أيضاً النجم عادل إمام. وعادت بعدها الأمور لمجراها الطبيعي بين نجلاء وعبدالحليم، حتى أنّهما قررا الاتفاق على عمل سينمائي كبير يجمعهما، إلا أن حالة عبدالحليم الصحية تدهورت في تلك الفترة، ليرحل عام 1977. وبالفعل، بقي حلم نجلاء الحلم المستحيل، فرحل النجم عبد الحليم ولم تقف نجلاء الى جانبه في أي دور تمثيلي.
أعمال نجلاء فتحي
عرفت نجلاء فتحي بجمالها وملامحها الجذابة، ولذلك كان حماس المخرجين والمنتجين دائماً كبير لترشيحها لأدوار في أهم الأفلام السينمائية الرومنسية مثل "غرام تلميذة" و"المراية" و"أوهام الحب" وغيرهم. وكانت تلقّب بلقب "فاتن حمامة السبعينات" بعدما أعادت تقديم بعض أفلام فاتن حمامة مثل "حب وكبرياء" و"اذكريني".
وصولاً الى الثمانينات حيث بلغت نجلاء فتحي عمراً ناضجاً وكوّنت خبرة عظيمة في التمثيل، بدأت الأخيرة تبحث عن الأدوار القوية التي عكست من خلالها مكانة المرأة القوية في المجتمع، وقدمت أشهر الأفلام مثل "المرأة الحديدية" و"مرسيدس" و"أحلام هند وكاميليا"، كما كان لفيلم "عفوا ايها القانون" الذي شاركت فيه نجلاء تأثير اجتماعي وثقافي كبير في المجتمع المصري، حيث بدّل تغيير القوانين الخاصة بالمرأة في ذلك الوقت.
ابتعادها عن العالم الفني
آخر فيلمين شاركت بهما نجلاء هما "كونشرتو درب السعادة" و"بطل من الجنوب" لم يحالفها الحظ بهمها فقررت الابتعاد عن السينما واتجهت نحو الأعمال الخيرية ومساندة زملائها في الوسط الفني في ازماتهم، مثل عادل أدهم وأحمد زكي وسناء جميل.
علاقتها بالنجوم المصريون
كوّنت نجلاء ثنائيات مع نجوم كبار مثل محمود ياسين وحسين فهمي. حتى أن الفنان رشدي أباظة كان مقرباً منها على مرّ 15 عاماً، فوقع بحبّها لدرجة أنه فضّل عدم الظهور معها في أدوار تمثيلية، واثناء تقديم فيلم "روعة الحب" قال لها "بكرا اسمك سيكتب قبل اسمي" وهو ما حدث بالفعل. وقد توفي في آخر فيلم يدعى "الأقوياء" جمع بينهما فلم يكمل تصويره.