حسم الموسيقار هاني مهنّا الجدل الذي كان قائماً على مدى سنوات طويلة حول لجوء كوكب الشرق أم كلثوم الى "تدخين الحشيش" أو أخذ جرعة مخدرات قبل الصعود الى خشبة المسرح وربط أدائها الغنائي المُذهل بذلك.
مغالطات وشائعات!
في مقابلة له مع موقع "في الفن" أكّد هاني مهنا أن هذه الأقاويل "خطيرة" وتصبّ في خانة المغالطات والشائعات. كما ذكر أنه ذات مرّة دُعيت أم كلثوم وهاني الى مأدبة غداء شامية لدى مجموعة من أصدقائهم، وأخبرته بهذه الأقاويل وهي تبتسم وتضحك على تهمة تدخينها الحشيش حيث كانت على علم بهذه الشائعات التي تُطلق عليها لكنها كانت تتجاهلها تماماً.
وكشفت لهم وقتها عن أحد أسرارها، وهو انها كانت تجلس في خلوتها لمدة نصف ساعة في كل مرة قبل صعودها الى المسرح والغناء أمام الملايين، لتقرأ القرآن الكريم. وفي هذه اللحظات من الخشوع، كانت تُحب أم كلثوم أن تبقى منفردة بدون أحد، لذا كانت تطلب من مساعدتها الخاصة الخروج وتركها وحدها.
أم كلثوم وطلبها الأخير والأغرب قبيل وفاتها… ماذا اشترطت على حارس المقابر؟
وبحسب هاني مهنّا، فهذا ما دفع بعض الصحفيين غير النزهاء و"الصحافة الصفراء" الى إطلاق أخبار وشائعات وتحليلات حول ما تقوم به أم كلثوم عند اختفائها في كل مرّة قبل الصعود الى المسرح، فاستغلّوا طقوسها المقدّسة وأفعالها النبيلة لإثارة الشكوك والنيل من مكانة سيدة الغناء العربي.
وعن تلاوتها القرآن قبل الغناء، قال هاني أن أم كلثوم كانت تقول "أنا طالعة أصلّي مش أغنّي" من شدّة خوفها بأن يحصل أي انتكاسة اثناء أدائها تُفسد تاريخها الفني وجهود الموسيقيين والقائمين على أعمالها. فكانت كوكب الشرق تُقدّر بشكل كبير جهود الفريق الموسيقي من موسيقيين وملحنين الذين برأيها هم سبب نجاحها، ولهم الدور الأكبر في حفلاتها.
بقيت تخاف من الجمهور حتى مماتها!
من ناحية أخرى، كشف هاني ما لا يعرفه كثيرون عن سيدة الغناء العربي، حيث أن هذا "الهرم" كما وصفها، كانت تخشى بشكل كبير وقوفها أمام الجمهور رغم مسيرتها الفنية الطربية العظيمة. فكانت تقول له: "انا مقدرش أتلمّ على أعصابي ولا ركبي لمدّة 20 دقيقة على المسرح" وأكّد أنها بقيت تخاف الجمهور حتى آخر يوم في حياتها، ليس من منطلق ضعف أبداً، بل من شدّة احترامها للناس ومحبيها.
