كابوس كوفيد-19 لم ينتهِ، بل عاد بقوّة أكثر مع ظهور المتحوّر الجديد أوميكرون الذي انتشر بسرعة أكبر من المتحوّرات السابقة لفيروس كورونا مثل سلالة دلتا مثلاً التي أرعبت العالم بوقتٍ سابق.
ما السبب وراء سرعة انتشار اوميكرون؟
تكاثُر أوميكرون دفع مجموعة من المتخصّصين في كلية الطبّ في جامعة هونغ كونغ الى إجراء دراسات معمّقة لاكتشاف سبب سرعة انتشاره بهذ الشكل. وما استطاعوا اكتشافه هو أنّ أوميكرون قد يتضاعف 70 مرّة أسرع من السلالات السابقة داخل مجاري الهواء السفلية.
ووجد الباحثون أنّه بعد 24 ساعة فقط من الإصابة، يتكاثر المتحوّر أوميكرون تقريباً بمعدّل 70 مرّة أسرع من أي من متغيّر دلتا أو فيروس SARS-CoV-2 الأصلي داخل عيّنات الأنسجة من القصبات الهوائية البشرية.
يُفسّر هذا الاكتشاف سبب تكاثر أوميكرون وانتقاله بين البشر بشكل أسرع من المتغيرات السابقة.
أقلق العالم وانتشر في دول عدة… ما هي اعراض اوميكرون؟ وما مدى خطورته؟
ما توصّل اليه الباحثون في هونغ كونغ أكده تقرير نشرته مجلة "ذا اتلانتك" الأميركية حيث تشير فيه الباحثة كاترين جي وو أنّ النسخة الأولى من فيروس كورونا المستجدّ كانت بطيئة الانتشار نسبياً.
فالفيروس كان يبقى حوالي 5 الى 6 أيام في الجسم قبل ظهور الأعراض، لكن فترة حضانة السلالات المتحوّرة أقصر من ذلك. فمتحوّر ألفا كانت فترة حضانته 5 أيام، وذلك انخفض الى 4 أيام مع متحوّر دلتا ثم 3 أيام مع متحوّر أوميكرون.
هل أوميكرون أخطر من السلالات السابقة؟
ربما يبدو تكاثر أوميكرون مقلقاً، وذلك أمر مبرّر حيث سيؤدي الى زيادة كبيرة في الاصابات خصوصاً في حال عدم اتباع الاجراءات الوقائية وتلقي اللقاح المضادّ لكورونا. لكن هذا القلق لا يجب أن يتحوّل الى هلع.
والسبب أنّه رغم معدّل النموّ السريع لسلالة أوميكرون في الخلايا، الا أنّها لم تسبّب مرضاً أكثر خطورة, وتشير الأبحاث الأولية التي تُجرى على المتحوّر أنّه الارجح يسبّب مرضاً أقلّ حدّة من السلالات الأخرى. وحتّى الآن فانّ أغلبية الاشخاص الذين أصيبوا بمتحوّر أوميكرون عانوا من التهاب الحلق، التعرّق الليلي، انسداد الأنف والتعب الشديد.