يتم تسليط الضوء في الآونة الأخيرة على مشكلة التنمر المدرسية التي تعاني منها معظم المدارس في مختلف المجتمعات، بعدما تأكد الخبراء من فداحة تأثيراتها على شخصية الطفل المتنمر وضحية التنمر وتطورها العقلي والنفسي. واليوم اخترنا التحدث عن هذا الموضوع للوقوف على أسباب انتشاره والحلول الممكن تنفيذها. تابعي التفاصيل في هذا الموضوع من موقع أنوثة.
هذه العوامل تدفع صغيرك إلى الخوف من الأطفال الآخرين!
ما هي ظاهرة التنمّر؟
تنتشر هذه الظاهرة في معظم مدارس العالم، وتعرف بالBullying، أو الاستقواء، التخويف، التهويل، العنف الكلامي والجسدي وغيرها من التسميات التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون في المدارس. ويتجسّد التنمر من خلال استقواء تلميذ أو مجموعة من التلاميذ على طفل أضعف منهم، بحيث يستهزئون بشكله، ملابسه، مستواه العلمي، نضّاراته... ويحاولون ضربه، وإخضاعه لسيطرتهم. وإن لم يعالج هذا الأمر على الفور سيُعرّض المتنمر والضحية إلى مشاكل نفسية سترافقهما لوقت طويل.
ما هي الأسباب الكامنة وراء حدوث هذه الظاهرة؟
- هذه الظاهرة هي نتيجة لدورة متتابعة، أو بالأحرى إلى دوامة لا تنتهي. ولنفسرها بطريقة أوضح: عندما يتعرض طفل معين للتعنيف من قبل والديه بشكل مستمر مثلاً، يقوم بردة فعل عنيفة، فيقوم بدوره، باستغلال أو تهويل طفل آخر أضعف منه، لتقوم الضحية بدورها هي أيضاً بفعل التنمر مع تلميذ تعتبره أضعف منها... وهكذا تسير الأمور وتنتشر ظاهرة التنمر.
- العنف المنزلي، عدم الاستقرار العائلي، الخلافات العائلية، الطلاق، إهمال حاجات الطفل...
- العنف المرئي أو المسموع الذي يشاهده الأطفال على التلفاز وخلال الألعاب الإلكترونية.
- الظواهر السلبية في المجتمع، التمييز، العنصرية، عدم احترام الآخر...
ما هي الحلول المناسبة لهذه الظاهرة؟
التدخل الأسري وينقسم إلى قسمين:
على مستوى المتنمر:
- قبل اتّهام الطفل ووصفه بالمتنمر، على الأهل أن يعرفوا الأسباب التي تدفع ولدهم إلى التصرف بهذه الطريقة. فعلى الأسرة أن تنتبه إلى أفعالها، أقوالها وتأثيرها على حياة الطفل وتصرفاته.
- لا يجدر بالأهل تبرير تصرفات ابنهم الذي يستقوي ويستهزئ بأصدقائه.
- على الأهل أن يعلّموا الطفل على أهمية احترام مشاعر الآخرين، وتقبلهم.
- على الأهل أن يتحدثوا مع صغيرهم عن بشاعة فعل التنمر وتأثيراته الخطرة على المتنمر والضحية.
- يجدر بالأهل أن يشرفوا بشكل دائمٍ على ما يشاهده الطفل.
على مستوى الضحية:
- على أهل الطفل الذي تعرض للتنمر، أن يشركوه في نشاطات اجتماعية تقوي شخصيته وتزيد ثقته بنفسه.
- على الأهل إبلاغ الإدارة فوراً لتقوم بحل المشكلة من الأساس.
- على الأهل أن يقدّروا إنجازات طفلهم ومحاولاته كخطوة لمساعدته لتقدير نفسه.
طفلك يخاف من الذهاب إلى المدرسة؟ إكتشفي الأسباب
التدخل المدرسي:
- من غير الممكن أن تحل المشكلة دون تدخل المدرسة، لذلك عليها أولاً أن ترسي مبادئ الاحترام والتعايش.
- على المدرسة القيام بتوعية التلامذة، الأساتذة، والأهل على فداحة وبشاعة فعل التنمر.
- إدخال التربية على المواطنة، السلوك المدني، وتقبّل الآخر في المناهج الدراسية كافة.
- تفعيل دور المراقبين في المدرسة وامدادهم بالأساليب الصحيحة لرصد وحل مشكلة التنمر.
- زيارة المعالج النفسي للمتنمرين وضحاياهم في المدرسة بعد إقناع الأهل بأهمية هذا الفعل.
- وبالمقابل على المدرسة أن تنظم بشكل دائم مجموعة من النشاطات كالمسرحيات مثلاً التي تقوي شخصية التلامذة وتزيدهم ثقة بأنفسهم.
- فتح حلقات حوار خلال الحصص، والتحدث عن هذه المشكلة.
- إستغلال اللعب البداغوجي للعب كل التلاميذ دور ضحية التنمر للاحساس بشعورها.