خطوة تاريخية حققتها دولة الامارات العربية المتحدة جعلتها تتصدر قائمة الدول العظمى بعدما نجح "مسبار الأمل" الذي أطلقته الإمارات في الوصول إلى كوكب المريخ اليوم الثلاثاء. تأمل الإمارات العربية المتحدة بعد هذا الإنجاز الضخم ان يُسفر "مسبار الأمل" عن اكتشافات رئيسية حول أنماط الطقس على كوكب المريخ وتحفيز القطاع العلمي والتكنولوجي في الوقت الذي تتطلع فيه إلى فصل اقتصادها عن الاعتماد على النفط بشكل كامل والبحث عن بديل أكثر استدامة واقل ضرراً على البيئة.
في هذه المناسبة التاريخية تحدث حاكم دبي ونائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة له وقال: "50 في المئة من البعثات البشرية التي حاولت قبلنا لم تستطع أن تدخل المدار". وأضاف: "ولكن أقول حتى إن لم ندخل المدار فقد دخلنا التاريخ. هذه أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم".
كرة غولف على سطح القمر… كيف وصلت اليه؟
وكانت أعادت وزيرة الدولة للعلوم المتقدّمة الإماراتية سارة الأميري، نشر تغريدة للشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، اعتبر فيها أنّ مهمّة "مسبار الأمل" هي "رسالة أمل وطموح وإنجاز لعالمنا العربي ولكل شاب وشابة في منطقتنا". وقال بن محمد: "فخورون بأنّ الإمارات التي تأسّست قبل 5 عقود ستصبح خامس دولة ستصل إلى المريخ إن شاء الله".
بالنسبة لمديري البعثات في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، شكّلت رحلة "مسبار الأمل" اكبر تحّدي لهم حيث سُلّطت الأضواء في العالم بأسره على هذه الخطوة وفتحت القنوات الإعلامية العالمية والعربية بثاً مباشراً منذ إطلاق المسبار حتى وصوله الى مدار المريخ. ونشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على صفحته الرسمية على انستقرام منشور لمسبار الأمل يحتفي فيه بنجاح وصوله الى مدار المريخ، وعلّق: "تمت المهمة بنجاح".
View this post on Instagram
المركبة قطعت 300 مليون ميل... والأرض كانت قريبة من المريخ!
كان لا بد من تنفيذ العملية بدقة جداً عالية وبكثير من الحذر، حيث كانت المخاطر عالية، فبحسب الخبراء، في الفترة الزمنية الحالية تكون فيها الأرض أقرب إلى كوكب المريخ، وهذه الظاهرة الفلكية تحدث مرة واحدة فقط كل عامين. قطعت المركبة الفضائية 300 مليون ميل بعد إطلاقها من مركز "تانيغاشيما" للفضاء الياباني في يوليو الماضي، حيث اصطفت الأرض والمريخ في مدارهما حول الشمس. إنها أيضًا أول مركبة فضائية من ثلاث مركبات فضائية تزور الكوكب هذا الشهر، مع وصول مركبة فضائية صينية غدًا ومركبة المثابرة التابعة لناسا في الأسبوع المقبل.
ست سنوات من العمل!
بلغت تكلفة المشروع 200 مليون دولار. وسيقضي المسبار الآن سنة واحدة على المريخ أي ما يعادل 687 يومًا على الأرض - في دراسة وجمع البيانات عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ. وتجدر الإشارة الى اهمية التوقيت الذي تم إطلاق فيه المسبار، في هذه السنة في التحديد، حيث عام 2021 هو الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
كان المشروع الإماراتي الطموح في طور الإعداد لمدة ست سنوات. استغرق أكثر من 5 ملايين ساعة عمل، وشارك فيه أكثر من 200 مهندس ومهندسة إماراتية. وصرحت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة وكالة الفضاء الإماراتية، لمراسل قناة CNBC بأن هذه البعثات تستغرق عادةً 10 سنوات على الأقل للتصميم والتخطيط.
