وداعٌ صامت وحزين، هكذا رحل الفنان المصري القدير سمير صبري يوم أمس عن عمر يناهز 86 عاماً بعد صراعٍ مع مرض القلب. وقد نعى الوسط الفنّي المصري بحرقة وأسى كبيرين، النجم الذي لُقّب "بالفنان الشامل" كونه كان ممثلاً وإعلامياً ومطرباً، وكاتم أسرار الفنانين.
وقد قدّم صبري مسيرة فنيّة طويلة، وكان ظهوره الأوّل عن طريق الصدفة عام 1959، حيث كان جار النجم الكبير الراحل عبدالحليم حافظ، الذي أتاح له فرصة الظهور في فيلم "حكاية حب" مع ما يُسمّى بـ"المجاميع" أي الممثلين الصامتين الذين يقفون في الخلفية.
أمّا بدايته الفعلية في عالم الفنّ، فكانت عند مشاركته كمذيع في البرنانج الأوروبي في الإذاعة مع الممثلة لبنى عبد العزيز، التي كانت تقدم فقرة "ركن الطفل" باللغة الإنجليزية. وقتها، رشّحه أيضاً النجم الراحل عبدالحليم للممثلة لبنى، كونه كان يعلم مدى ثقافة سمير، وإتقانه عدّة لغات.
أسرار حياته الشخصية التي أخفاها عن الجميع!
ولد الراحل صبري عام 1936 في أسرة تهتمّ كثيراً بالثقافة الفنيّة، ما جعله يميل الى هذا العالم منذ الصغر. لكن، سرعان ما شهدت طفولته تحدّيات، حيث شهد صبري على انفصال والديه في سنّ التاسعة فقط، وأبعده والده عن والدته، فانتقل مع أبيه من الاسكندرية الى القاهرة، ليعيش معه ومع زوجة والده الجديدة، بعيداً عن أمّه، ما ترك جرحاً وأثراً كبيراً طيلة حياته.
فلم تكن تجربة الطلاق سهلة، حيث والده كان له أبناء من زيجات سابقة، وزوجة والده أيضاً، وحاول صبري إصلاح الأمور بين والده وأمّه عدّة مرّات، إلا أن محاولاته لم تنجح. كما استشهد شقيقه الوحيد في حرب أوكتوبر سنة 1973.
لكن صبري قرّر أن يُثبت لكل من حوله أن ظروف حياته الصعبة لم تُفشله ولم تُضعفه، فظلّ مهتمّاً بالفنّ والإعلام ويحضر المعارض الفنية والندوات الأدبية والثقافية، وفعلاً سلك طريقه الى الشهرة بإرادته الصلبة وعشقه للفنّ. وفي المقابل، فقد أفاده الانتقال الى القاهرة حيث مكّنه ذلك من لقاء العندليب عبد الحليم حافظ الذي تبنّاه فنيّاً. حتّى أنّ المبنى الذي سكنه سمير صبري في مصر كان يسكنه العديد من النجوم الآخرين مثل فريد شوقي، هدى سلطان، محمد فوزي، مديحة يسري وغيرهم، وذلك ساعده على الانطلاقة فنيّاً.
وفاة الفنان سمير صبري في إحدى فنادق القاهرة… وهذا آخر ظهور له قبل رحيله!
زواج سمير صبري
يعتقد كثيرون أنّ سمير صبري لم يتزوج أبداً بسبب قلّة المعلومات التي كان يكشفها عن حياته الشخصية. لكن الحقيقة أنّه تزوّج مرّة واحدة في مرحلة شبابه وكان الزواج سرّياً. وشريكته كانت صديقته الانكليزية.
اللافت أنّه بعد وفاته كثرت الاحاديث عن ابنه الذي لم يأتِ الى عزائه، وهو من زوجته التي انفصل عنها. وقد صرّحت النجمة نجوى فؤاد اعلامياً عن هذا الموضوع، حيث قالت انّ ابنه أصبح عمره أربعين عاماً وهو طبيب أسنان. كما أضافت نجوى أنّ سمير صبري كان يزور ابنه كلّ سنة، وأنّ الأمّ انفصلت عنه بسبب انشغال سمير الكبير في التصوير وتركها فترات طويلة لوحدها.
وأكدت نجوى فؤاد انّ سمير لم يتزوّج الا هذه المرأة، علماَ انّه دخل علاقة حبّ مع الممثلة سماح انور ولكنّ الامور لم تصل بهما الى الارتباط الرسميّ.
View this post on Instagram
