- بالتعاون مع المعالجة النفسية اييده القرقفي
اضطراب تشوّه الجسم من المشاكل النفسية الخطيرة التي قد تؤدي للكثير من المضاعفات، وعلى الشخص الانتباه لها أو المحيطين به في حال ظهرت عليه الأعراض التي تُشير الى اصابته به، وبذلك يتم تقديم المساعدة له بشكلٍ مبكر قبل تطوّر الحالة. وعلى الرغم أنّ مختلف الفئات العمرية قد تكون عرضة للاصابة بهذا الاضطراب الّا أنّ ذلك يكون قد بدأ من عمر المراهقة. ولمعرفة أبرز المعلومات المهمة حول هذا النوع من الاضطرابات، تشرحُ لنا المعالجة النفسية اييده القرقفي التفاصيل الدقيقة عنه.
كيف يمكنكِ تعريف اضطراب تشوّه الجسم؟
نجد هذا الاضطراب في قائمة الصحة العقلية، ويمكن التعريف عنه بالقول أنّه من الاضطرابات التي تُسبّب القلق المُفرط والتفكير الدائم حول عيوبٍ معيّنة أو نواقص يراها الشخص في جسمه أو يتصوّرها في مظهره.
فقد تكون هذه العيوب في الجسم جداً بسيطة وغير ظاهرة للآخرين، إلّا أنّ المصاب بالاضطراب يراها بشكلٍ فظيع ولا يمكنه السيطرة على تفكيره المتكرر بها خلال فترة زمنيّة طويلة خلال اليوم، وبطبيعة الحال ستؤثر بطريقة سلبية على يومياته، النشاطات التي يقوم بها، على رؤيته لذاته... لذلك يُطلق عليه اسم "اضطراب تشوه الجسم".
أي علامات تظهر لدى الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب؟
من أكثر العلامات التي تظهر على الشخص الذي يُعاني من ذلك الاضطراب، هي:
- الأفكار التي تشغله دائماً والتي لا يمكنه السيطرة عليها تجاه تلك العيوب التي يراها بنفسه كارثية.
- القلق المفرط حيال الأمر ولفتراتٍ زمنية طويلة.
- الجلوس أمام المرآة في معظم الأوقات لرؤية المنطقة التي تزعجه.
- ايجاد مختلف الطرق ليخفي القسم الذي يعتبره معيباً في جسمه.
- أخذ آراء الآخرين طيلة الوقت وبطريقة متكررة بمظهره، ويعيد طرح الأسئلة عليهم أكثر من مرّة للتأكد أو لسماع ما يريده لأخذ الأمان لفترةٍ محدودة من تلك الاجابات.
- التوجه الى العمليات التجميلية، وقد ينتقل من جراحة الى أخرى، وقد يستمر برؤية تلك العيوب في جسمه أو ينتقل الى غيرها.
- المقارنة مع الآخرين من أكثر العلامات التي تظهر على الشخص المصاب باضطارب تشوه الجسم.
في حين قد تتطوّر هذه العلامات الى أن يميل المريض الى العزل الاجتماعي، ويُفضّل عدم التوجه الى الاحتفالات الكبيرة والمناسبات، وذلك لأنّه بنظرته الشخصية لنفسه يعتبر أنّه غير مؤهل للمشاركة في مثل تلك الأمور.
ما هي الجذور النفسية لهذا الاضطراب؟
لا يمكن اعتبار أنّ سبباً واحداً يؤدي للاصابة بهذا الاضطراب، ولكن ما تم تشخيصه عيادياً أنّ الأمور تبدأ من عمر المراهقة، لذا في حال لم يتم محاربة تلك العلامات في تلك المرحلة العمرية، فستزداد حدّتها مع مرور الوقت مع غرس جذوره في الشخصية وبالتالي تؤثر على الثقة بالنفس أكثر.
بالاضافة لذلك، قد تلعب أيضاً التربية دوراً أساسياً في هذا الأمر، وأيضاً نظرة العائلة الى أولادهم حول مظهر الجسم والكمالية لديهم. والعامل الوراثي قد يكون أيضاً من جذور هذا الاضطراب، أي اذا سبق ووجد في العائلة مثل هذه الحالة. وبالطبع نجد أنّ بعض الأحداث المتكررة في حياته والعالقة في ذاكرته تؤثر أيضاً على هذا الأمر، بالأخص عند تعرضه للتنمّر من قِبل أشخاص محيطين به.
كما لا يمكن أن ننسى مواقع التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها الكبير على الناحية النفسية عند الشخص، والصور التي يراها يومياً وتبقى عالقة في ذهنه، وذلك بالأخص عند المراهقين.
اذاً هناك مجموعة من الأسباب والعوامل تجتمع معاً لتؤدي الى الاصابة بذلك النوع من الاضطراب حيال تشوّه الجسم، ورؤية الشخص نفسه بتلك الطريقة.
هل يمكن للمريض أن يُعالج نفسه بنفسه من هذا الاضطراب أو يحتاج الى تدخّل اختصاصيّ؟
بالطبع يُفضّل تدخل اختصاصيّ، وذلك لأنّ تلك الحالة تُصنّف من الاضطرابات، ومن الضروري مساعدة المريض لأنّه في مرحلة لا يمكنه السيطرة على نفسه أو الحد من التفكير المفرط بالأمر.
لذا من المهم جداً أن يتوجه الشخص المصاب باضطراب تشوّه الجسم لاستشارة الاختصاصيّ النفسي، ومن المحبذ أن يخضع للعلاج "المعرفي السلوكي" اذ يُعتبر من إحدى أفضل العلاجات التي يمكن أن يحصل عليها المريض، وبذلك يتعلّم كيفية تغيير نمط تلك الأفكار وبالتالي ليعرف كيفية تعديل بسلوكياته.
ويعتبر تدخل الاختصاصيّ في مثل هذه الحالات أساسي، لمعالجة الأزمة من جذورها ويساعد المريض على تحسين نظرته الشخصية لنفسه.
مدرّبة الحياة رلى شيخ تساعدكم لتخطّي مرحلة الانفصال عن الحبيب بالشكل الصحيح
ما هي المضاعفات المحتملة لاضطراب تشوّه الجسم؟
تكثر المضاعفات المحتملة في هذه الحالة، وأبرزها:
- القلق المفرط الذي ينعكس على مختلف التفاصيل الحياتية عند المريض.
- الاكتئاب، وفي هذه المرحلة قد يتطوّر الوضع الى الانعزال، الأفكار انتحارية... ومختلف الأعراض الأخرى عند الاصابة بالاكتئاب.
- التوجه الى سلوكيات مضرّة للحد من التوتر الذي يشعر به، ولو لفترة زمنية محدودة جداً، كشرب الكحول، الادمان على العمليات التجميلة... وغيرها.
في حال كان لديكم أي تساؤلات اضافية حول هذا الاضطراب او غيره من الاضطرابات النفسية، احجزوا موعداً لاستشارة الكترونية مع اييده القرقفي عبر www.sohatidoc.com