لماذا أبصر الكوابيس؟
تزخر ليالينا بالأحلام ولكن منها ما يقلق راحتنا ويقض مضجعنا. ما هو مصدر الكوابيس وما هي دلالاتها؟
الكابوس ردّ فعل جسدي ونفسي نبديه في خلال فترة النوم. ويعتقد أن كلمة كابوس تتحدّر من كلمة "إنكوبيس" الإغريقية الأصل وهو كائن يزعج النيام ويمتص طاقتهم، أما كلمة Nightmare الإنكليزية فيرجع أصلها إلى مخلوق ليلي ذي أصول جرمانية يُعرف باسم Mara أي الشبح. ويجسّد الكابوس قلقاً أو خوفاً مستجداً أو حتى استرجاعاً لذكريات بعيدة وقديمة. وغالباً ما يشعر الذي يبصر كابوساً بالانزعاج وبخفقان سريع بالقلب وبالتعرّق. وبعض الكوابيس ما يطرأ على إثر آلام مزمنة أو عسر هضم أو حتّى بسبب صدمة نفسية كالحرب أو الموت. وسواء في هذه الحال أم تلك، تعكس الكوابيس حالة اللاوعي عند الشخص.
الأطفال أكثر مَن تراوده الكوابيس
لقد ثبت علمياً أن الأطفال يبصرون الكوابيس أكثر من الكبار، والسبب بسيط. يعتري الرضيع كمية كبيرة من الصور الجديدة والمشاعر والأحاسيس والروائح والأصوات، فيستغل الدماغ فترة النوم ليتخلّص من فائض المعلومات المكتسب في خلال النهار. أما هاجس الطفل الأساسي فيبقى أن تتركه أمه كما تفعل في الصباح لتذهب إلى عملها مثلاً. وحتّى بلوغ الخامسة من العمر، يبصر الطفل الأشباح والغيلان في نومه، أو يحلم بأن الشرطة تلاحقه كما في الأفلام والكتب. ومرد ذلك إلى أن الطفل لا يمتلك وسائل التعبير عن نفسه بالكلام فيعبّر عنها في الأحلام.
ما السبيل للتخلص من كابوس يتكرّر؟
عندما يتكرّر الكابوس ويبدأ بالتأثير في حياتنا اليومية يكون من الأجدى مواجهته بدلاً من تجاهله، وبذلك تخفّ وطأته ليلة بعد ليلة. ووفقاً لبعض أطباء النفس، يمكن معالجة الكوابيس فتتمثل الطريقة الأسهل بكتابة الكابوس على الورق أو بتصوّره قبل النوم ولكن بسيناريو مختلف. وإذا ما أعدنا التجربة يومياً قد
نتمكن من تغيير نهاية الكابوس أو جعلها أكثر إيجابية على الأقل.
تفسير الكوابيس الأكثر شيوعاً
الموت، المرض، والحوادث: تجسّد هذه الكوابيس ببساطة قلقاً حيال شخص يعاني ظرفاً صعباً أو يتعرض لخطر ما. ويلجأ اللاوعي لدينا إلى تصوّر الأسوأ وهو لن يحصل بالضرورة. أما إذا حلمتم بموتكم فقد يعني ذلك نهاية ظرف حياتي وبداية آخر أو نهاية مرحلة عصيبة من حياتكم.
الملاحقة: تحلمين بأن شخصاً أو حيواناً يلاحقك من دون أن تتمكني من الهروب منه. قد يعني ذلك هروبك من واقع لا تريدين إقراره. وللتخلص من الكابوس لا بدّ من الإضاءة على هذا الواقع وإيجاد حل له.
بيت يتهدّم: يتكرّر هذا الكابوس لدى الأشخاص الذين يعانون كآبة أو أزمة نفسية ويمكن أن يعكس انعدام الاستقرار.
الوحوش (والشخصيات الخيالية الأخرى): يتكرّر هذا الكابوس لدى الأطفال وقد يعني في بعض الأحيان تعرّض الطفل أو احتمال تعرّضه للعنف والتحرّش الجنسي.
القيء: وقد يعني أن الكيل قد طفح في مسألة معينة، أو صعوبة مواجهة حالة تستنفد الطاقة وتهدد الصحة.