"طفلي عدواني"... عبارة نسمعها كثيراً من الأمّهات مع شعورهنّ بالحيرة حول طريقة التعامل مع هذه المسألة خصوصاً حين تُصبح خطيرة على الطفل ومحيطه. لذا في هذا الموضوع من موقع أنوثة سوف نتطرّق الى موضوع العدوانية عند الطفل مع الاختصاصية في العلاج النفسي للأطفال مها غزالي.
- ما هي العدوانية عند الاطفال؟ وما هي العلامات التي يجب التنبّه لها؟
العدوانية هي ٳستجابة بيولوجية طبيعية تنشأ عند الطفل حين يشعر بأنّه معرّض للخطر. فالجسم يقوم بردّة فعل بهدف توفير الحماية، ويظهر ذلك من خلال العلامات التالية: الصراخ، العضّ، الضرب، الانغلاق على الذات، التسبّب بالأذى للذات أو للآخرين.
- كيف يمكن التفريق بين ردود الفعل الطبيعية الغاضبة عند الطفل والعدوانية؟
الأمر يرتبط بمدى قوّة ردّات الفعل ومستوى العنف. فمن الطبيعي أن يغضب الطفل من وقتٍ الى آخر، ويمكن أن يصرخ أو يبكي لأنّه يعبّر بهذه الطريقة. لكن ٳذا تفاقمت ردّات الفعل وتسبّب ذلك بأذى لنفسه أو الآخرين، لا بدّ من تصنيف ذلك ضمن ٳطار العدوانية.
- ما هي العوامل المسبّبة للعدوانية عند الطفل؟
هناك عوامل عدّة يمكن أن تسبّب العدوانية عند الطفل أبرزها طريقة تربية الأهل له. ففي حال كان يتعرّض للعنف الجسديّ واللفظيّ، تكون العدوانية ردّة فعل طبيعية على الواقع الذي يعيشه. وكذلك الأمر في حال كان يعاني من الٳهمال وعدم ٳهتمام أهله به.
ٳضافة الى ذلك، هناك الأسباب النفسية مثل التعرّض لصدمة عاطفية قويّة أو لضغط نفسيّ كبير. فالطفل حين لا يعرف كيفية التعامل مع المشاعر التي تنتابه، يمكن أن تكون ردّة فعله هي العدوانية تجاه نفسه والآخرين.
- لماذا يوصف الأطفال الذكور بأنّهم عدوانيون أكثر من الفتيات؟
يعود ذلك الى طريقة التعبير التي تكون أوضح عند الذكور مقارنة بالٳناث. فالصبيّ يميل نحو ردّات الفعل الجسدية العنفية والهجومية، فيما تميل الفتيات أكثر نحو الاشكال اللفظية غير المباشرة. لذلك يوصف الصبيان بأنّهم عدوانيون أكثر من الفتيات.
- كيف يجب أن يتصرّف الأهل حين يلاحظون علامات العدوانية عند طفلهم؟
عند ٳدراك الأهل أنّ طفلهم يعاني من العدوانية، من المهمّ أن يحدّدوا أولاً السبب الذي يدفعه الى هذا السلوك، وذلك يُعتبر المفتاح الأساسيّ للحدّ من هذه المشكلة. فالطفل يقوم بذلك بيولوجياً لحماية نفسه، وهو لا يفكّر بطريقة منطقية بل يريد أن يحدّ من الأذى الذي يتعرّض له. لذا يجب تحديد مصدر هذا الأذى ومنع تأثيره على الطفل.
أمّا خلال نوبات العدوانية، من الضروري عدم مواجهة الطفل بردّات فعل عصبية كالصراخ والغضب لأنّه سيقوم بتسجيل كلّ هذه المواقف في ذاكرته ويتعلّم منها كيفية التصرّف خلال المواقف. لذا ما يجب أن يقوم به الأهل حين يكون طفلهم عدوانياً هو تهدئة الوضع، التنفّس ومساعدة الطفل للتنفّس بهدف تهدئة الذات، التكلّم بطريقة صارمة وواضحة لكن دون قساوة وتسمية الشعور الذي يعاني منه الطفل.
يمكن في هذه اللحظة احتضان الطفل، مرافقته للسير خارجاً والأهمّ تحويل طاقته الى أمر ايجابي. مثلاً، في حال كان يقوم بتكسير الأغراض نقول له بأن يظهر لنا ما يمكن أن يقوم به بأحد هذه الأغراض بدل كسرها. وكلّ هذه الخطوات من شأنها احتواء الطفل العدوانيّ وتعليمه كيفية التعامل بشكل سليم مع ردّات الفعل التي تنتابه.
- متى يكون هناك حاجة لاستشارة اختصاصيّ نفسي؟
في حال شعر الأهل أنّهم لا يستطيعون احتواء الطفل ولا يدركون كيفية التصرّف مع العدوانية المتزايدة لديه، من الضروري استشارة الاختصاصيّ النفسيّ ليرشدهم الى الخطوات الصحيحة. وذلك خصوصاً اذا كان الطفل يعرّض نفسه للأذى بسبب العدوانية لديه.
- أي مقاربة علاجية يعتمد الاختصاصيّ النفسيّ لعلاج العدوانية عند الطفل؟
هناك العديد من التقنيات العلاجية التي يمكن ٳعتمادها في هذا المجال، لكن أنا شخصياً أعتمد طريقة العلاج باللعب. فما يحدث أنّ الطفل يشعر بالأمان خلال اللعب ويعبّر عن كلّ المشاكل التي يعاني منها بطريقة غير مباشرة، وذلك يقلّل الضغط عنه كثيراً. ويمكننا من خلال اللعب مع الطفل أن نفهم أصول المشكلة ونساعد على احتواء ردّات الفعل العدوانية وتوجيه الطاقة الكبيرة الموجودة لدى الطفل.
وذلك يجب أن يتكامل مع العلاج الأسري، أي تدريب الأهل أيضاً على طريقة التعامل مع الطفل العدوانيّ لاحتوائه بالشكل المناسب.
يمكنكم التواصل مباشرة مع الاختصاصية مها غزالي والحصول على استشارة الكترونية معها عبر www.sohatidoc.com
