تحلم المرأة منذ نعومة أظافرها بفارس أحلام يأتي على حصانة الأبيض ويحملها بين ذراعيه ويطير بها الى العشّ الزوجي، فتنجب الأطفال وتؤسس عائلة سعيدة ومتفاهمة. ولكن أحياناً ولأسباب كثيرة، لا تتحقق الأحلام الطفولية تلك وقد لا تلتقي المرأة بفارس أحلامها قطّ، او تلتقي من تعتقد أنه فارس الأحلام المنتظر لتعي بعد حين أنّه متزوّج من أخرى أو يحبّ امرأة أخرى، فهل تضحي بأحلامها وتتزوجه وتحلّ في المرتبة الثانية؟ هل يجوز أن تقبلي بأن تكوني إمرأة ثانية في حياة الرجل؟.
بين التقليد والتحرر
إن هذا السؤال يخلق جدلاً كبيراً في مجتمعاتنا العربية التي تتنازع بين القيم الاجتماعية والدينية التقليدية من جهة والأفكار التحررية والمتطورة من جهة أخرى. فالقيم المجتمعية التقليدية لا تمانع ارتباط المرأة برجل متزوّج وتحلّ ثانية عليه، إذ تجد في ذلك حلاً للعزوبية والعنوسة القاتلة، في حين ترفض الأفكار التحررية الجديدة أن تكون المراة الخيار الثاني في حياة الرجل وتحثّها على أن تكون الأولوية في حياته.
آراء متضاربة
وإذا استطلعنا النساء العربيات عن رأيهنّ في الموضوع، نجد أن بعضهنّ لا يمانعن أبداً الارتباط برجل متزوّج باعتبار أنّ "السترة أفضل من العنوسة والاستماع الى تعليقات الناس الجارحة". في حين أصرّت نساء أخريات على عدم قبولهنّ باحتلال المرتبة الثانية في حياة الرجل "خصوصاً أننا اكتسبنا استقلاليتن المهنية والفكرية والمادية، ولا ينقصنا شيء لنكون الأولوية في حياة الرجل". وبالتالي، فإن الجواب على هذه المعضلة يبقى غير واضح ورهناً لكلّ امرأة على حدى خصوصاً أن الدين ولاسيما الاسلامي يقرّ بحقّ الزوج بالحصول على أكثر من زوجة.