صحيح أن الزوجين يقسمان في بداية زواجهما على احترام بعضهما ومعاملة بعضهما بالخير والحبّ والابتعاد قدر الامكان عن الغشّ والكذب والخداع، ولكن أحياناً لا مفرّ من الكذب في العلاقة الزوجية. وغالباً ما يكون الكذب بسيطاً مثلاً الكذب في شأن سعر فستان اشترته الزوجة مؤخّراً، أو كميّة المأكولات المتناولة، أو غيرها من الامور التافهة والبسيطة. فهل الكذب البسيط أو الأبيض مباح في الزواج؟ أم انّه مرفوض ويضرّ به؟.
تناقض بين الاجتماع والدين
أكّدت دراسة اجتماعية حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا الاميركية أن "الصدق بمعناه المطلق قد يضر أكثر مما يفيد بين الأزواج، وإن هناك صدقًا قبيحاً أو مدمراً يؤدي الى انهيار الحياة الزوجيه". ولكن الدين لا يوافق على نتائج تلك الدراسة، بل يدرج الكذب ضمن المحرمات ويعتبر أن ما من ألوان للكذب "فالكذب كذب والصدق وصدق، وليس هناك من وجه ايجابي للكذب". ويلاحظ المسؤولين عن المحاكم الروحية أن نسبة الطلاق قد ارتفعت بسبب اعتقاد الزوجين ان بعض أنواع الكذب محللة ومباحة في الزواج ويعتبرونها بيضاء، ولكنها في الحقيقة الكذبة مهما صغرت تخلق الشكّ في نفوس الزوجين وتؤدي الى خلافات زوجية تكون نتائجها وخيمة.
الكذب محلل في هذه الحالات
رغم انّ الكذب بين الزوجين ممنوع شرعاً مهما صغر، إلا أنّ الدين شرّع كذب الزوج على زوجته بالثناء عليهان وكذب الزوجة على زوجها بالمدح، وذلك لتقوية العلاقة بينهما وتصفية القلوب. ويدعو علماء النفس والدين الزوجين الى الابتعاد قدر الامكان عن الكذب واعتماد الصراحة المطلقة، فالصراحة والصدق هما مفتاحا نجاح الزواج واستمرارته.