جينيفر ديفيس هي ممرضة وأمّ لثلاثة أولاد، إلّا أنّ إسمها سيُسجّل حتماً في التاريخ لأنّها اول امرأة تحصل على لقاح سرطان الثدي في العالم، وقد تلقت ثلاث جرعات من هذا اللقاح كجزء من دراسة تجريها "كليفلاند كلينك - Cleveland Clinic". في حين أنّ هذه التجربة السريرية تشمل 15 إمرأة أكملن العلاج الكيميائي خلال السنوات الثلاث الماضية ضدّ نوع معيّن من سرطان الثدي.
من ناحيتهم، يأمل العلماء في "كليفلاند كلينيك" وشركة "Anixa Biosciences"، وهم الذين يقفون وراء هذه التجارب السريرية أن يكون اللقاح مناسباً، وقد عرضت التقرير الرسمي مع الفيديو الذي يُظهر جنيفر ديفيس الممرضة وأوّل إمرأة في العالم تتلقى اللقاح الذي يقضي على سرطان الثدي.
أمّا أميت كومار، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "Anixa Biosciences"، فعلّق بالقول: "في الصيف قد نكون قادرين على القضاء على سرطان الثدي كمرض تماماً كما قضينا على شلل الأطفال والجدري. نعتقد أنّه خلال السنوات الخمس المقبلة، سيكون هذا اللقاح متوفراً في السوق لحالات نساء مثل حالة جيني ديفيس، اللواتي عانين من سرطان الثدي وهن قلقات من عودته. بعد سنتين إضافيتين، من المفترض أن يصبح متوفراً لكل النساء، حتى النساء اللواتي لم يصبن بسرطان الثدي أبداً".
اول امرأة تحصل على لقاح سرطان الثدي
في شهر فبراير 2018، كانت جنيفر ديفيس تبلغ من العمر 41 عاماً، حين إكتشفت وجود كتلة في ثديها، وبعد عدّة إختبارات وفحوصات طبية، تمّ تشخيص إصابتها بسرطان الثدي الثلاثي السلبي في المرحلة الثانية منه، أيّ من الممكن أن ينتشر الى باقي أعضاء الجسم.
وهنا بدأت رحلة جنيفر ديفيس علاجها الكيميائي وخضعت لإستئصال الثدي بالإضافة الى 26 جلسة من العلاج الشعاعي، وفي تصريحاتها قالت جنيفر: "أنا ممرضة... لكن علم الأورام ليس تخصصي ولم أكن أعرف الكثير عن الثلاثي السلبي وهو منتشر في جميع أنحاء الإنترنت باعتباره الشكل الأكثر فتكاً والتشخيص سيئ، والوفاة مرتفعة".
وفي الوقت الذي أكملت فيه جنيفر العلاج، تمّت الموافقة على لقاح سرطان الثدي، الذي تمّ تطويره في "كليفلاند كلينك"، لاستخدامه في التجارب السريرية البشرية، وذلك من قِبَل إدارة الغذاء والدواء.
وعن هذه التجربة قالت الممرضة جنيفر ديفيس: "عندما أتيحت لي الفرصة للمشاركة في التجربة]لم يكن ذلك من الأمور التي كنت خائفة منها... أشعر أنني محظوظ ومحظوظ للغاية لأنني تمكّنت من إنجاز كل ما أحتاجه في الوقت المناسب للتأهل للتجربة ومن ثم الحصول عليها فعلياً".
يوم 19 أكتوبر عام 2021 مُنحت لجنيفر ديفيس الجرعة الأولى من لقاح سرطان الثدي، وبعدها بأسبوعين تلقت جرعتين أيضاً من اللقاح خلال أسبوعين.
وفي أكتوبر الوردي عام 2023 تمّ الكشف عن هذا الخبر عبر الوسائل الإعلامية حول العالم، وبعد مرور خمس سنوات على الشفاء من المرض وعدم ظهور أي علامات لعودة السرطان، تقول ديفيس: "لقد غيّر اللقاح حياتي".
