تصدّر وسم "تزوجني بدون مهر" منصّة تويتر خلال الساعات القليلة الماضية، وتمّ تداوله بشكل مكثّف جداً ما أثار جدلاً واسعاً في العالم العربيّ.
الهاشتاغ قيل أنّه انطلق من لبنان وأنّ وراءه نساء لبنانيات أردن مواجهة "العنوسة" (بحسب المفردات المستخدمة على معظم المواقع الالكترونية) من خلال هذه الحملة بهدف الزواج ولو دون مهر.
لكن بحث صغير عبر تويتر يؤكد أنّ هذا الهاشتاغ لم ينطلق من لبنان ولم يكن حتّى متداولاً فيه، وقد استخدم لترويجه صور لنساء لبنانيات كنّ يشاركن في تظاهرات العام 2019 رفضاً للفساد واستمرار الطبقة السياسية في الحكم. فيما نُسبت الصور للبنانيات يتظاهرن رغبة في الزواج دون مهر.
عناوين مغلوطة متداولة
وقعت العديد من المواقع الالكترونية وحتّى الصحف العربية في شباك مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عزّز تداول صور مغلوطة حول الحملة المنسوبة للبنانيات.
وفي وقت كثرت فيه التعليقات من قبل الذكور خصوصاً في مختلف الدول العربية، كانت الوسوم الاكثر تداولاً في لبنان مرتبطة بأمور أخرى تشغل الشعب اللبناني مثل "أنا مسؤول" لمواجهة الاحتكار وظاهرة تخزين البنزين في المنازل، أو "الباص المدرسي" الذي يشغل بال الاهالي حالياً مع ارتفاع اسعار المحروقات وطلب بعض المدارس دفع اجرة النقل بالدولار بدل الليرة اللبنانية.
اذاً "ترند" تويتر في مكان، واللبنانيين في مكان آخر، ومعظم اللبنانيين وصلهم خبر الوسم المتداول من خلال أصدقائهم الموجودين خارج لبنان. حتّى أنّ بعض اللبنانيات ومنهن مدوّنات معروفات صُدمن بالاستخدام الخاطئ لصورهن عبر السوشيل ميديا والمواقع الالكترونية ونسبها الى تظاهرات لمواجهة العنوسة.
نذكر أخيراً أنّ موضوع الزواج وصعوباته الكثيرة في لبنان مطروح دون شكّ، خصوصاً في ظلّ توقف القروض المصرفية وتأمين المساكن للشباب اللبنانيين، لكنّ الهموم المعيشية تطغى على كلّ شيء حالياً. لذا لا يمكن الا التساؤل حول الخفايا الكامنة وراء اطلاق مثل هذا الوسم عبر تويتر ونشر صور مغلوطة للبنانيات في ظلّ الاوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، خصوصاً انّ النساء كنّ الأساس في كلّ التظاهرات الحقوقية التي شهدها لبنان. وقد تحوّل الوسم الى وسيلة للسخرية والتعبير عن أفكار لا أخلاقية تجاه اللبنانيات.