كيف تتعاملين مع شريك يتجنّب المواجهة ويغلق النقاش دائماً؟
في كل علاقة زوجية، لا بدّ أن تظهر خلافات أو نقاشات تحتاج إلى صراحة وتواصل. لكن ماذا لو كان الطرف الآخر يهرب دائمًا من المواجهة، يلتزم الصمت، أو يغيّر الموضوع لتجنّب أي حديث جدي؟ هذه السلوكيات تُتعب الطرف الذي يسعى للتفاهم، وتخلق شعورًا بالإحباط أو بعدم الأمان العاطفي.
فكيف يمكن التعامل معها بذكاء وهدوء دون أن تتحوّل العلاقة إلى دائرة مغلقة من التجاهل والانزعاج؟
1- افهمي دوافعه قبل أن تحكمي عليه: ليس كل من يتجنّب النقاش جبانًا أو غير مهتمّ، فغالبًا ما يكون وراء هذا السلوك خوف من المواجهة أو رغبة في تجنّب الصدام. وقد يكون الشريك نشأ في بيئة ترى في النقاش تهديدًا أو خيبة، أو أنّه ببساطة لا يعرف كيف يعبّر عن مشاعره.
من المهم أن تفرّقي بين من يهرب ليتفادى المشكلة مؤقتًا، وبين من يهرب لأنه لا يريد التغيير أصلًا.
2- اختاري الوقت والطريقة: إذا كان شريكك يغلق النقاش دائمًا، فربما المشكلة ليست في الموضوع بل في التوقيت أو الأسلوب. لذا، تجنّبي فتح الحوارات الصعبة في لحظات التوتر أو التعب، وابدئي بأسلوب هادئ وغير اتهامي. فبدلًا من قول: “أنت لا تريد أن تتحدث معي أبدًا”، قولي: "أشعر بالارتباك عندما لا نكمل الحديث، وأحتاج نفهم بعض أكثر.”
هذه الجمل البسيطة تفتح الباب بدل أن تغلقه.
3- لا تطارديه في النقاش: حين ينسحب من الحوار، لا تتبعيه بكلمات غاضبة أو لوم متكرّر، لأن ذلك يجعله يتمسك أكثر بالصمت. لذا، امنحيه مساحة، ثم عودي إلى الموضوع لاحقًا عندما يهدأ الجو. فالهدف هو أن تُشعريه بالأمان للتعبير، لا أن تدفعيه نحو مزيد من الدفاعية.
4- شجّعيه على التعبير التدريجي: بعض الأشخاص يحتاجون إلى تدريب نفسي بسيط ليعبّروا عن مشاعرهم. لذا، ابدئي بأسئلة مفتوحة مثل: "شو أكتر شي زعجك بالموقف؟” "كنت حابب نحكي بطريقة مختلفة؟”
كلما شعر بأنك لا تنتظرين منه “الجواب الصح” بل المشاركة، سيتجاوب أكثر بمرور الوقت.
5- احمي نفسك من الصمت الطويل: حين يصبح الصمت وسيلة دائمة للهروب، قد يتحوّل إلى عقاب صامت يخلق شرخًا نفسيًا. لذا، في هذه الحالة، عليكِ وضع حدود واضحة: "أنا بحترم رغبتك بالهدوء، بس الصمت الدائم عم يبعدنا عن بعض، وبدّي نلاقي طريقة نحكي بدون خلاف.”
إن تكرّر السلوك رغم محاولاتك، يمكن التفكير في استشارة مختص بالعلاقات الزوجية لتعلّم مهارات التواصل الآمن.
6- لا تحمّلي نفسك مسؤولية التغيير وحدك: من الطبيعي أن تشعري بالتعب من كونك دائمًا المبادر، لكن التفاهم يحتاج إلى طرفين. قدّمي ما يمكنكِ من صبر ومرونة، لكن لا تتنازلي عن حقّك في التواصل.
الصمت ليس حلًا دائمًا، ولا يجب أن يكون أسلوب حياة داخل الزواج.

الشريك الذي يتجنّب المواجهة لا يفعل ذلك دائمًا عن سوء نية، بل غالبًا عن خوف أو ضعف في مهارة التواصل.
تعامل الذكي هنا هو الموازنة بين التفهّم والحزم: افهمي دوافعه، اختاري اللحظة المناسبة، شجّعيه على الكلام، لكن لا تسمحي بأن يُلغى صوتك في العلاقة.
فالعلاقة الناجحة ليست خالية من النقاشات، بل مليئة بالقدرة على تجاوزها معًا.