تتكاثر ظاهرة تشوّه الأطفال في منطقة عربية ساحلية ضيّقة محاذية للبحر الأحمر اسمها "ساحل تِهامة" الواقعة في الجزيرة العربية. الأمر أثار استغراب الأطباء والخبراء والجمعيات المدنية، وسارعوا للبحث عن سرّ ظاهرة تشوّه الأطفال حديثي الولادة وتشوّهات الاجنة ونفوق الحيوانات وتلف النباتات والاراضي الزراعية ومحاصيلها وتلوّث المياه الجوفية، ومختلف مظاهر الحياة، بوتيرة لافتة وخطيرة.
النفايات الملوّثة!
بحسب مهندس في هيئة تطوير تِهامة، كشف أن "مصدر هذه الآثار الكارثية على صحة المواطنين وسلامة المواليد والبيئة هو دفن النفايات السامّة عبر سماسرة يجنون اموالا طائلة مقابل ذلك".
التلوّث البيئي يُهدّد سلامة المواليد!
ليست المرّة الأولى التي نسمع بها بظاهرة تشوّه الأطفال والمواليد ويكون السبب التلوّث البيئي. فمنذ سنوات، انتشرت ظاهرة "الولادات الغريبة" في فرنسا، وأثارت حيرة الأطباء بشكل كبير، حيث لوحظ ولادة أطفال من دون أذرع أو أرجل أو سواعد، وتابع المسؤولون عن القطاع الصحي في فرنسا القضيّة عن كثب وبقلق كبير.
ورغم اعتبار الأطبّاء الفرنسيون أنه لا يُمكن "حصر وتأكيد سبب حصول مثل هذه الحالات" إلّا أنّهم رجّحوا ان تكون أسباب تلك التشوّهات تعود الى عوامل بيئيّة خارجية، وأشار بعضهم إلى إمكانية وجود تأثير معيّن للمبيدات الحشرية والزراعية.
"توقف نموّ للأطراف العلوية"
رأى الخبراء الفرنسيون أن التشخيص الطبّي الدقيق لمثل هذه الحالات من تشوّه المواليد هي "توقف نمو للأطراف العلوية" والتي تشير إلى غياب نشأة اليدين أو السواعد أو الذراع خلال عملية تكوين الجنين. وبحسب الأرقام الرسمية، تسجّل فرنسا سنويّاً نحو 150 حالة ولادة لرضّع مع تشوّهات خلقية في الأطراف.
ولم يستبعد المسؤول الصحي الفرنسي أن تكون مواد سامة موجود في الأغذية، المحيط والبيئة، وحتى الأدوية، مشيراً إلى علاجات مماثلة لمركب دواء "ثاليدوميد" الذي استخدم سابقاً في الفترة ما بين 1957 و1962 كمهدئ للحوامل.
ما هي تداعيات الولادة المبكرة وخطورتها على الطفل؟
وحدث مثل هذه الحالات في دول عديدة مثل ألمانيا والبرتغال وغيرها، دفعت الحكومات في تلك البلاد الى فتح تحقيقات لمعرفة السبب وراء هذه الظواهر المُقلقة، ومُحاسبة مرتكبي الجرائم البيئية ولجم العوامل التي تؤثر على تلوّث المياه الجوفية والأغذية والتربة.