في ظاهرة غريبة، شغلت حادثة خروج نيران من باطن الأرض في قرية الهنداو في محافظة الوادي الجديد جنوبي غرب مصر، الجمهور المصري والعربي، بعدما تناقلت وسائل الاعلام المصرية ومن ثمّ انتشر على مواقع التواصل.
وتكثّفت الاتصالات والمقابلات مع المتخصصين الجيولوجيين لتفسير خلفيات خروج نيران من باطن الأرض في ظلّ تصاعد مخاوف سكّان المنطقة من حدوث زلزلال أو ظاهرة طبيعية غريبة تكون كارثية.
ماذا يقول معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية؟
فريق علمي من "معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية" قصد مكان الحادثة لأخذ عيّنات من المنطقة. وبعد إجراء الدراسة، كشف التقرير وجود فالقين كبيرين في باطن هذه المنطقة، تقوم على نظام وصل السوائل الساخنة حيث تتجاوز درجة الحرارة 200 درجة مئوية.
وهذا ما حصل، حيث تبيّن وجود رواسب الطفلة الزيتية السوداء (مادة زيتية موجودة في الصخر) التي تحتوي على خامات فيها جزء من الفوسفور، فحصلت عملية أكسدة بعد تعرّض هذه المواد للهواء وتفاعلت معها، فظهر اللون الفوسفوري الذي بدا كعملية اشتعال النحاس.
الى جانب ذلك، أوضح التقرير بأن الماء الباطنية الساخنة تتفاعل مع المواد الموجودة، فتشتعل نتيجة عملية الأكسدة أيضاً، ويظهر اشتعالها عند الكشف عن طبقة الرمل التي تغطيها، وهذا ما يظهر تماماً في الفيديو المرفق أدناه، بعدما قامت الجرّافة برفع كمية من الرمال فتصاعدت النيران أكثر.
ظاهرة خروج نيران من باطن الأرض حصلت منذ 3 سنوات!
قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية جاد القاضي أن الظهور الأول لواقعة خروج نيران من باطن الأرض في ذات المنطقة، حصل منذ 3 سنوات مع انطلاق ورشات العمار.
ونبّه ممّا قد تحمله هذه الحادثة من خطر على سكّان المنطقة وتحديداً الجهاز التنفسي، حيث حذّر من احتمال حدوث تسمم رئوي بسبب استنشاق الغازات المتصاعدة، وعليه تقوم السلطات التنفيذية بعزل المواطنين عن الموقع فيما يتم التوعية حول المخاطر المحتملة.