لم يمرّ مسلسل "دبي بلينغ" (Dubai Bling) الذي يُعرض حالياً على شبكة "نتفليكس" مرور الكرام، فما أن بدأ المشاهدون بمتابعة حلقاته الاولى حتّى انهالت التعليقات اللاذعة ضدّه عل مختلف مواقع التواصل الاجتماعيّ. حتّى أنّ العديد من الصفحات أطلقت استطلاعات رأي للجمهور لتحديد تقييمهم لهذا العمل، فكانت بمعظمها سلبية. فما السبب وراء كلّ هذا النقد اللاذع؟
النميمة... ثمّ النميمة
"دبي بلينغ" هو مسلسل واقعيّ (Reality Tv) يتألف من 8 حلقات فقط تكشف عمّا وراء الكواليس للطبقة المخملية التي تعيش في امارة دبي. وهو يجمع ما بين شخصيات عدّة لكلّ منها قصّتها الخاصة، لكن القاسم المشترك هي الثروة الكبيرة التي يمتلكها الجميع، واستعراض هذه الثورة بكافة الطرق المتاحة.
ما أشعل الانتقادات ضدّ المسلسل منذ حلقاته الأولى ليست فقط مشاهد الترف التي تدفع الكثيرين للتساؤل عن مصادر هذه الاموال الضخمة التي يتمّ انفاقها على كلّ مظاهر البذخ، بل لأنّ الحبكة الاساسية فيه تستند الى النميمة... نعم النميمة! كلّ ما فيه من تطوّرات يعتمد على فكرة انّ بعض أفراد مجموعة الأثرياء يتناقلون الكلام عن بعضهم ما أدّى الى نشوب خلافات كثيرة وصلت الى حدّ العنف الجسدي في احد المشاهد.
وتبدأ الاعتذارات غير الصادقة والتحالفات تتكوّن ما بين أفراد دون آخرين، ما يزيد من حدّة المشاكل في هذه الدائرة المصغّرة من الأثرياء، ما يذكّرنا كثيراً بمسلسلات واقعية أخرى شاهدناها على مرّ السنوات وأولها دون شكّ "Keeping up with the Kardashians". انّها حلقة مفرغة من الخلافات التي رآها كثيرون سطحية وتعبّر عن مدى تركيز هذه الطبقة على نفسها فقط دون النظر الى هموم الآخرين.
لكن رغم ذلك، كان هناك بعض اللحظات اللافتة في المسلسل، مثل الاضاءة على تأثير فقدان الأم منذ الطفولة على الشخص حتّى عند تقدّمه في العمر، والتحدّث عن موضوع استئجار الرحم للانجاب ما لا يُعتبر اعتيادياً في العالم العربيّ.
صورة المرأة في المسلسل
أمّا الاكثر اثارة للجدل دون شكّ فهي صورة المرأة في هذا المسلسل، وقد وصفوها كثيرون بالسطحية والتفاهة. لماذا؟ لأنّ قلّة من النساء الحاضرات في المسلسل هنّ عصاميات أو يعملن لتحقيق طموحاتهنّ. فهناك من ورثت الثروة من زوجها الراحل، وأخرى تنفق مال زوجها الغنيّ فقط، فيما تحضر شخصية الزوجة المتزوّجة من رجل معروف أيضاً ولها كلمتها في المجتمع بسبب مكانته...
وكلّ تلك النساء يخضن النميمة بكلّ معانيها وأبعادها رغم كلّ ما تتركه من تأثيرات سلبية على حياتهن وتؤدي الى تأجج الخلافات ما بينهن. لكن كلمة حقّ تُقال أنّ الاعلامية ومقدّمة البرامج لجين عمران كانت علامة لافتة وبارزة في هذا المسلسل، فهي ظهرت بكلّ اناقتها وسلوكها المترفّع عن السطحية لكي تكون بمثابة الموجّهة والمحاضرة في التصرّفات السليمة ليس فقط لصديقاتها بل لأفراد عائلتها أيضاً.
الدخول الى عالم لجين عمران ومبادراتها الانسانية كان فعلاً اكثر ما يميّز هذا المسلسل رغم كلّ الملاحظات التي قيلت حوله. وأنتم ما رأيكم به؟