تواصل قضايا التحرش والاغتصاب تصدّر واجهة النقاش في مصر والدول العربية، وآخر ضحاياها، الممثلة زينب غريب، التي كشفت منذ مدّة عن تعرّضها للتحرّش من قبل طبيب بيطري، إلا أن زينب قرّرت فضح دعوات البعض لها للتنازل عن القضية التي رفعتها ضدّ المتحرّش ومسامحته حفاظاً على "صورة" الطبيب أمام الرأي العام.
قام بتصوير جسمها!
في تفاصيل واقعة التحرش، قالت زينب: "كنت أسير صباحاً في الساعة 9 بوسط البلد وسمعت صوت شخص يمشي خلفي، شعرت بالخوف، وقبل الوصول لسيارتي نظرت وفوجئت بشخص يقوم بتصوير جسمي من الخلف". وتابعت: "ذهبت إليه وأمسكت به من ملابسه وطالبته بهاتفه حتى أرى ما قام بتصويره. حاول الهروب مني لكن قام من حولي وأحد أفراد الأمن بالإمساك به وذهبنا إلى قسم الشرطة، وهناك تبيّن أنه قام بتصويره 3 صور بأحجام مختلفة".
وأشارت زينب الى أنها كانت ترتدي فستان واسع غير مكشوف أو مثير، وهو ذات الفستان الذي ظهرت فيه في الفيديو.
وأضافت: "ذهبت للنيابة وأدليت بأقوالي 8 ساعات واكتشفت أنه طبيب بيطري ومراقب جودة لحوم وحينها قلت له: "دانت فاكرني جاموسة". وعلمت أنه متزوج ووالدته طلبت مني تغيير أقوالي والتنازل عن القضية وعرضوا علي الأموال مقابل ذلك وقالوا لي: "أرجوكِ متخلهوش يتحبس في أيام مفترجة".
"ألبس ملابس رجالية من الخوف!"
وختمت: "التحرش جريمة، ويجب عدم الوقوف في صف المتحرشين، فقد رأيت العديد من البنات حدثت لهن أمور مُشابهة لواقعتي ولكنهن خائفات من التحدث، وهذه ليست الواقعة الأولى لي، فقد تم التحرش بي في سن 12 عامًا، وهذا جعلني خائفة فترة طويلة وأرتدي ملابس رجالية".
زينب تُهاجم الصحافة
أعربت زينب عن غضبها إزاء ما تم نشره في الصحف حول تعرضها للتحرّش، حيث أن المواقع الاعلامية استغلّت قول زينب للمتحرّش "فاكرني جاموسة" ووضعتها كعنوان عريض في مانشيت مواقعها، مرفقةً إياها بصور لزينب وهي ترتدي فيها فساتين كاشفة ارتدتها في حفلات ومناسبات، بهدف قلب الرأي العام ضدّها. وفعلاً، هذا الأسلوب في تناول وعرض القضية، دفع عدد كبير من الجمهور بإلقاء اللوم على زينب ودعوتها للاحتشام كي تتفادى التعرّض لحوادث اعتداء وتحرّش جنسي.
وكشفت زينب أنها عاشت حالة من الانهيار النفسي بسبب الإهانات والتعليقات اللاذعة التي قرأتها على المقالات الصحفية التي تناولت قضيتها، حيث راح البعض يقول: "ده فعلاً بيطري ليتحرّش بك" و "لم يُخطئ أنه ظنّك جاموسة" وغيرها من الكلمات الجارحة.
واتّهمت الصحافة بتبرير حوادث التحرّش، قائلة "التحرش الجريمة"، ودعت السيدات لرفع الصوت والتكلم على الإعلام في حال التعرّض لأي حادثة تنتهك عرضهنّ على عكس دعوات المجتمع لإسكات صوت النساء في وجه التحرّش.
View this post on Instagram
