في كل عام يحلّ عيد الأم في الحادي والعشرين من شهر مارس. وفي هذا اليوم، يتذكّر الأبناء أغنية ست الحبايب التي أدّتها الفنانة الراحلة فايزة أحمد. هذه الأغنية التي خصّصت للأم لا تزال الأكثر تعبيراً عن المشاعر التي يحملها الأبناء لأمهاتهم، لذلك تتناقلها الأجيال باستمرار، ويحبّها الكبار كما الصغار. فما قصّة هذه الأغنية؟ تعرّفوا إلى تاريخ أغنية ست الحبايب في هذا الموضوع من أنوثة.
أغنية ست الحبايب وعيد الأم
يعود تاريخ أعنية ست الحبايب إلى العام 1958، حين ألّفها الشاعر حسين السيد، ولحّنها الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، وقام بغنائها النجمة الراحلة فايزة أحمد. وتتميّز هذه الأغنية بلهجتها المصرية، في حين أن كلماتها ركّزت بشكل واضح على مديح الأم ومعايدتها، لتكون مخصصة لها في عيد الام.
وفي تفاصيل إصدار أغنية ست الحبايب، فإن الشاعر حسين السيد قام بتأليفها وكتابتها في بعض دقائق، ثم لحّنها الفنان الراحل محمد عبد الوهاب في دقائق معدودة، لتكون بذلك أسرع أغنية يتم إصدارها في غضون 10 دقائق. وبعد تأليفها وتلحينها، أدّتها الفنانة فايزة أحمد وسجّلت في الإذاعة المصرية في اليوم التالي للتأليف والتلحين، ليتمّ بثّها في الحادي والعشرين من آذار من العام 1958.
كيف تألّفت أغنية ست الحبايب؟
خلال زيارة الشاعر حسين السيد لوالدته مساء العشرين من مارس من العام 1958، نسي أن يشتي لها هدية في مناسبة عيد الأم، وكان قد وصل إلى باب شقتها الواقعة في الطابق الخامس من المبنى الذي تسكن فيه. وكان التعب قد سيطر عليه بعد يوم عمل مرهق، فأخرج من جيبه ورقة صغيرة وكتب عليها كلمات "ست الحبايب" المعبّرة وقدّمها لأمه التي تأثرت وبكت عندما قرأتها.
وحين سألته إن كانت هذه القصيدة لها وحدها أم أنها كلمات أغنية؟ أجابها أنه من الممكن أن يحوّلها إلى أغنية إن شاءت، فوافقت. فاتصل بصديقه الفنان الراحل محمد عبد الوهاب، وأطلعه على القصة والقصيدة، فما كان من الأخير إلا أن لحّنها وأصدرها بصوت النجمة فايزة أحمد، ليفاجأ السيد ووالدته بالأغنية تبثّ صباح اليوم التالي عبر أثير الإذاعة المصرية.
ومنذ تلك اللحظة وحتى اليوم لا تزال أغنية "ست الحبايب" تتربّع على عرش الأغاني المميزة للأم والتي تبثّ في كل 21 من مارس من كل عام.
