تعتبر حياة مصمم الأزياء ورجل الأعمال رالف لورين إحدى قصص النجاح التي بدأت بكفاح طويل. فعلى الرغم من المشاكل والصعوبات التي واجهها من فقر وعذاب، استطاع أن يصبح من أشهر وأغنى رجال العالم. حيث أنّه لم يتخلى عن أحلامه وتحدّى نفسه حتّى يبني لاسمه امبراطورية ستستمر لأجيال. تعرّفوا مع موقع "أنوثة" على رالف لورين، قصة نجاحه وإنجازاته.
الثيم البحري يسيطر على عرض رالف لورين في نيويورك
نشأته ودراسته
وُلد رالف لورين (رالف ليفشيتشز أصلاً) عام 1939، في حي برونكس بولاية نيويورك. كانت عائلته فقيرة وعاش طفولة تعيسة، مع أربعة أولاد، كان هو أصغرهم .منذ صغره، إكتشف ولعه بالموضة، حيث كان يعمل بعد المدرسة وهو في سن الثانية عشر ليتمكن من شراء ملابس جديدة ذات جودة عالية.
تعلم مصمم الأزياء في أكاديمية سالنتر، ثم انتقل بعد ذلك إلى أكاديمية ام تي ايه في نيويورك. خلال هذه الفترة، كان يبيع لزملائه الطلاب ربطات العنق. وعند وصوله إلى الثانوية العامة في عام 1955، انتقل إلى مدرسة ديويت كلينتون وتخرج منها في عام 1957.
إنتقل لورين إلى معهد باروش في نيويورك وتخرج بعد تخصصه بإدارة الأعمال. وكان في ذات الوقت يعمل بائعاً في محلات بروكس براذرز للألبسة، إلا أنه ترك الدراسة بعد عامين، ثمّ خدم في الجيش المريكي لمدة عامين. وفي سنة 1964 تزوج من ريكي لوبير، وأنجبا صبيان وفتاة، أندرو، ديفيد وديلان.
بدايته في الأزياء
بعد إنتهاء خدمته في الجيش، انتقل للعمل في شركة ريفيتز للأزياء، التي كانت انطلاقته الأولى في عالم الأزياء. حيث كان يقضي طيلة الليل وهو يقوم بتصميم ربطات العنق باحترافية عالية، لكنه عانى من رفض المستثمرين لافكاره. رفي عام 1967، اتفق مع شركة بو بروميل على تصميم ربطات العنق، وأحدث ثورة بسبب استخدامه للألوان المزركشة والفاتحة، ما أثار إعجاب الكثيرين من الزبائن.
بساطة راقية جداً في مجموعة رالف لورين ريزورت 2016
شركة بولو
اتفق راف لورين مع متاجر بلومنغديل لتقوم ببيع ربطات عنقه. ولكن الشركة اشترطت بألا يضع علامته التجارية على المنتجات، إلا أنه رفض العرض تماماً. لكن الشركة ما لبثت أن وافقت على شروطه، بعد أن شهدت نجاح ربطات العنق التي يصممها. وأسس أول شركة له، وهي شركة بولو للأزياء بالمال الذي كان يجنيه من ربطات العنق مع بعض القروض المالية من البنوك وبمساعدة شقيقه. اختار شعار الشركة على شكل رجل يلعب البولو، لأنها كانت خاصة بالملوك، عالمية ومشهورة آنذاك.
في عام 1968، بدأ لورين بتوسيع مصنعه، ليصبح خط تصنيع للألبسة الرجالية. وكانت تتميز تصاميمه بالطابع البريطاني والامريكي الكلاسيكي. أمّا في عام 1971، بدأ في تصميم أول خط تصنيع للألبسة النسائية، ثمّ قرر دخول مجال البيع بالتجزئة. وفي نهاية عام 1971، قام بافتتاح أول محل لبيع الملابس في بيفرلي هيلز، وقد حقق نجاحاً باهراً. وهكذا، أسّس العديد من المحلات التجارية الخاصة به في الولايات المتحدة.
دخل رالف لورين إلى عالم الشهرة في بداية عام 1973، حيث قام بتصميم أزياء أبطال فيلم ذي غريت غاتسبي، وقد أعجب بها المشاهير وملايين المشاهدين . وبعد النجاح الباهر الذي حققه، قرر توسعة نشاطاته إلى تصنيع النظارات في عام 1974. ثم بعد ذلك انتقل إلى تصنيع العطور في عام 1978، وملابس الأطفال في عام 1981. أخيراً، تصنيع الأحذية في عام 1982.
قد تم إدراج الشركة في سوق نيويورك للأوراق المالية في عام 1994 ، وطرحت أسهمها للاكتتاب العام في سنة 1997. أصبحت اليوم امبراطورية رالف لورين مكونة من 200 مصنع وأكثر من 420 متجراً موزعين في أنحاء العالم. بعد مرور نحو 48 سنة على إنشاء داره الخاص، تنحّى المصمم عن مركزه كمديراً تنفيذياً للشركة وسلّم مهماته إلى ستيفن لارسون، رئيس مجموعة ماركة أولد نايفي. إلّا أنه صرّح لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنه سوف يتابع شقّ التصميم في الشركة.
الجوائز
حصل رالف لورين على 8 جوائز من منظمة كوتي، وتم إدخاله في رواق كوتي للمشاهير في عام 1986. كما حصل على جائزة أفضل إنجاز من اتحاد مصممي الأزياء في الولايات المتحدة في عام 1992. وانتخب ليكون مصمم سنة 1996 في الاتحاد.
