تقاليد الزفاف البحرينية هي بمثابة الدمغة التي تميّز هذا المجتمع المميّز، وتسلط الضوء على فرادة ثقافته وتقاليده وثراء طقوسه التي تمنحه هويّة ثقافيّة متمايزة إلى حدّ ما عن الهويّات الثقافية للدول العربية الأخرى وعاداتها وتقاليدها. فما هي التقاليد البحرينيّة المتوارثة بالنسبة للزفاف؟ وما هي الخطوات التي على العروسين اتباعها؟.
- في السابق كان اختيار الشريك من مهمّة الأهل، والفتاة في العادة تكون من نصيب ابن عمّها أو ابن خالها وإذا تعثّر الأمر يمكن أن تكون من نصيب أحد الأقارب. وكانت الخطبة عادة تتم بين نساء العائلتين وبعد موافقة الطرفين يُحدّد موعد عقد القران والزفاف. لقد تبدّل هذا التقليد مع الزمن، فاليوم بات يُسمح للشاب باختيار فتاة أحلامه من خارج الوسط العائلي. وإذا تمت الموافقة يتوجه مع أهله لطلب يدها، فتجلس النساء مع بعضهنّ البعض فيما الرّجال يتحدّثون على انفراد ويضعون الشروط الأساسيّة لعقد الزفاف.
- في ليلة المواساة، يتّفق أهل العروس والعريس على الأمور التي تتعلق بالمهر، وتقع تكاليف الزّفاف على عاتق العريس فيما تقوم النساء بإجراءات الحفل. ويزوّد العريس عروسته بمبلغ من المال يتم تحديده بين الطرفين لتجهّز به نفسها استعدادًا ليوم زفافها.
- وفي البحرين ثمّة ما يُعرف بحفل تسليم المهر، ويقوم الحفل على انطلاق موكب يطلق عليه إسم "التسليمة" يعمد خلاله نساء أهل العريس الى تسليم المهر الى المخطوبة ويُرفق بصرّة تجمع فيها الثياب المقدّمة للعروس من العريس وأهله، كما يحملن معهن إلى أهل العروس الحلويات في صوانٍ كبيرة وتكون مغطاة بقطع من القماش الملوّن.
موقع أنوثة يحتفل معكم باليوم الوطني للبحرين
- خلال فترة التحضير للزفاف، توكل مهمّة إعداد الفرشة إلى امرأة متخصصة فتقوم بتغطية جدران الغرفة وسقفها بقماش أحمر يطلق عليه اسم "بنديرة".
- قبل الزفاف بأيام، يحلّ موعد عقد القران، حيث يذهب العريس مع بعض أفراد عائلته ومعهم المأذون إلى بيت العروس، وما إن يدخل الوفد حتى ترتفع الزغاريد وتُقدّم أطباق الحلوى والفواكه والمكسّرات وفناجين القهوة العربيّة. بعد الانتهاء من شرب القهوة يبدأ الشيخ إجراءات عقد القران ثم ينتقل مع الشهود إلى المخطوبة الموجودة في الغرفة المجاورة لسماع قبولها بالزواج، ويبارك بعدها الحاضرون للعريس.
- جرت العادة ألا تبارح العروس بيتها إلا بعد إتمام الزفاف كي لا يرى وجهها أحد سوى الداية وهي المرأة المكلفة بتهيئتها لليلة الزفاف. وتضع الدّاية على جسم العروس مادّة الكركم لثلاثة أيام متتالية، ثم تزيلها بالماء والصابون إلى أن يصبح لون بشرتها ناصعاً. تبدلت هذه العادة اليوم فلم تعد الفتيات تلجأ إلى الداية لتجهيز نفسها بل تقوم بزيارة صالونات متخصصّة لتسريح شعرها والإهتمام بمظهرها تحضيراً لزفافها.
- ترتدي العروس رداء مزركشا ويأخذها أهلها إلى المسجد ليقرأوا على مسمع العروس آيات قرآنية ويقوموا بتقميع أظافر يديها ورجليها بوضع مادة الخضاب السوداء عليها.
- تحلّ ليلة الحناء قبل ليلة الزفاف بيومين، فتقوم امرأة متخصّصة تسمى الخضابة بتحضير الحناء ووضعه على كفّي وقدمي العروس ويطلق عليها إسم حنة عجين. ويوضع الحناء على كامل الكفين والقدمين بحيث يغطي الزخرفة المعمولة من العجين سابقاً، ثم يترك العجين والحناء لفترة إلى أن يجفا، وتنام العروس وهـي بذلك الوضع حتى الصباح. ثم يزال العجين ويغسل الحناء لتبقى التشكيلات البيضاء الجميلة التي لم يلامسها الحناء الأحمر، وتتكرّر عملية حناء العجين في الليلة التالية إلى أن تصبح النقوش والزخرفة ثابتة وناصعة.