صدمة هزّت العالم العربي بعد مقتل فتاة الحسكة السورية رمياً بالرصاص وبكل دمّ بارد على يد أسرتها بمشاركة الأب والأخ وآخرين بذريعة "الشرف" في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
قتلها 11 فرد من أسرتها!
لم يكتفِ أهل الضحية بالإقدام على إعدام ابنتهم أمام العشرات، بل عمدوا الى تصويرها وهم يسحبونها الى بيت مهجور وهي مقيّدة، ثم رموها أرضاً فيما كانت تصرخ وتبكي، ووثقوا لحظات حياتها الأخيرة قبل أن يُقدم أحدهم برميها في رأسها بواسطة سلاح رشاش.
وتم الكشف عن الفتاة الضحية واسمها عيدة الحمودي، بحسب " مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا" وهي تبلغ 18 عاماً واسمها الكامل عيدة الحمودي السعيدو، من سكّان حي الزهور في حي الغويران في مدينة الحسكة.
وكشف المركز تفاصيل صادمة وموجعة عن ما عاشته الفتاة في الأيام الأخيرة من تعذيب وتعنيف، حيث أن العائلة حرمتها من الطعام والماء لأيام قبل قتلها. ويقول المركز في بيان له: إن العائلة "تباهت بنشر مقطع فيديو مروع يظهر جريمة قتلهم لفتاة بالرصاص، حيث بدوا سعداء بجريمتهم وهم يتناوبون على التنكيل بجسد الفتاة الضعيفة الخائفة المرعوبة وينال كل واحد من الأشخاص الـ11 الذين شاركوا في الجريمة نصيبه من دمها".
جريمة المهبولة تهزّ الكويت… سوري مقيم بقتل والدته ثم شرطي على الطريق بدم بارد!
وبحسب الروايات المتداولة، قيل أن الفتاة قتلت على يد أقربائها بعد رفضها الزواج من ابن عمها وإقدامها على الهرب مع شاب تُحبّه كان قد تقدم لخطبتها من قبل.
المرصد السوري لحقوق الإنسان
أدان المرصد السوري لحقوق الإنسان الجريمة المروّعة وتضامن مع الضحية طالباً محاسبة الجناة. وفي بيان له قال: "مصادر محلية أكدت بأن المسلحين الذين شاركوا بالجريمة تعمدوا نشر الشريط المصور لإشهار 'غسل العار' حسب معتقداتهم العشائرية."
القانون يُجرّم القتل بذريعة الشرف!
تنص المادة 17 من قانون المرأة الذي أقرته الإدارة الذاتية الكردية في مناطق شمال شرق سوريا على "تجريم القتل بذريعة الشرف واعتبـاره جـريمـة مكتملـة الأركـان".
ردود الفعل على جريمة قتل فتاة الحسكة
مقطع الفيديو انتشر بشكل كثيف على مواقع التواصل وتناقلته وسائل الإعلام العربية، كما أُطلقت حملات ودعوات للمطالبة بحق فتاة الحسكة وتطبيق قوانين تحمي النساء من العنف الأسري وجميع أشكاله الأخرى. وأُطلق وسام "حق فتاة الحسكة" الذي تصدّر موقع التواصل الاجتماعي تويتر في عدة دول عربية، وأعرب كثيرون عن غضبهم من هول الحادثة.
ووصفت الناشطة الحقوقية هديل بوقريص فتاة الحسكة بـ"شهيدة من شهيدات الغدر القانوني .. المجتمعي .. الذكوري".
بدورها الإعلامية الكويتية مي العيدان، نددت بالممارسة التي تقتل فيها النساء على يد أقرب الناس إليهن، وكتبت مغرّدة أخرى: "تقتل امرأة واحدة في البلاد، فنموت جميعا". ودعت بعض النساء لاعتبار أن قضية فتاة الحسكة هي "قضية كل نساء العالم".
