من يشاهد الأفلام على منصّة "نتفليكس" يلاحظ أنّ فيلم "بلوند" (Blonde) يُعتبر من الأكثر مشاهدة، وهو يجسّد حقيقة حياة مارلين مونرو الشهيرة لكن من وجهة نظر شخصيتها الحقيقية باسم نورما جين. لكن مقابل المشاهدات الكثيرة، هناك انتقادات أكثر لهذا الفيلم، فما السبب وراء ذلك؟
ساعتان من الصدمة والدهشة!
60 عاماً مرّت على وفاة مارلين مونرو لكنّها ما زالت حاضرة في اذهان الجميع كأيقونه للجمال والاثارة. لكن ما يظهره فيلم Blonde مختلف تماماً عن كلّ ما يمكن أن يفكّره أي شخص حول مارلين... انّها امرأة ذات شخصية هشّة وضعيفة لا تقاوم الاستغلال الجنسيّ الذي يُخضعها له الرجال الذين مرّوا في حياتها.
فهناك محطّات بدت واقعية جداً في الفيلم ومصوّرة بطريقة مسرحية رائعة مثل المعاملة السيئة التي تلقتها نورما من والدتها، علاقاتها المتعدّدة، الاجهاضات المتكرّرة التي تعرّضت لها وصولاً الى الانتحار. لكن بعض اللقطات أثارت فعلاً الجدل حتّى أنّ تقييم الفيلم على نتفليكس جاء منخفضاً ووصل الى 52% فقط. ومن هذه المشاهد مثلاً لحظة لقائها بالرئيس الأميركي جون ف. كينيدي، فقد تمّ اقتياد مارلين من قبل الجهاز الأمني للرئيس حيث تدخل الى غرفته وهو يتكلّم على الهاتف، فيطلب منها امتاعه جنسياً دون أن يكون هناك أي حميمية او علاقة فعلية.
وثائقي لمارلين مونرو يكشف أسراراً صادمة عن حياتها
هذا المشهد دفع الكثيرين الى التوقف عن مشاهدة الفيلم والهجوم عليه واعتباره غير حقيقيّ، خصوصاً أنّ مارلين كانت مغرمة بشغف كبير بجون كينيدي الى درجة انّها اتصلت بزوجته جاكي لتؤكد لها انّها ستتزوّجه بحسب كتاب صادر للصحافي الاميركي كريستوفر اندرسن. فهل كلّ هذا الشغف كان مرتبطاً ببعض العلاقات العابرة فقط؟
شبح مارلين كان حاضراً
مشاهد عديدة أثارت غضب الجمهور خصوصاً تلك المرتبطة بالاجهاض والتي أظهرت انّ مارلين كانت في كلّ مرّة تخدّر ضدّ ارادتها لاجراء الاجهاض، حيث بدأ المشاهدون بالتعليق انّ الأمر يبدو غير واقعيّ. لكن من جهته طاقم الفيلم يؤكد انّه كان واقعيّ تماماً، حتّى أنّ النجمة آنا دي ارماس بطلة الفيلم قالت انّ شبح مارلين كان حاضراً خلال التصوير!!
فصرّحت آنا " روح مارلين كانت تخبرنا ما إذا كانت سعيدة بما نقدمه أم غير راضية عن الأداء، كنت أشعر أن شبحها كان معي في كل شيء، هي أول ما فكرت فيه وكنت أحلم بها، وأعتقد أنها كانت سعيدة، وأعتقد أنها كانت قريبة، حيث كانت ترمي الأشياء من على الحائط إذا لم يعجبها مشهد أو شئ نقوم به خلال التصوير، وربما يبدو هذا غريباً للغاية، ولكن هذا صحيح وجميعنا شعرنا بها".
فهل هذا الفيلم هو فعلاً مؤذٍ ومهين لذكرى مارلين مونرو او انّه جسّد حقائق تاريخية لا يعرفها الا قليلون؟ لا شكّ أنّ الأمر يبدو غامضاً، خصوصاً مع كثرة السيناريوهات المرتبطة بوفاتها ما بين الجرعة الزائد من الأدوية او تسبّب عائلة كينيدي بمقتلها!