بالتعاون مع ياسمين درويش شمس الدين
هل تشعرين بالقلق لأنّ قدرات طفلكِ اللغوية لا تتطوّر بشكل ملحوظ أو بما يتناسب مع الجدول الزمنيّ لتطوّر الطفل؟ اذاً لقد وصلتِ الى الموضوع المناسب، فسنكشف لكِ الأجوبة عن تساؤلات تدور في ذهنكِ حول تأخر الطفل اللغوي، وذلك بالتعاون مع أخصائية النطق واللغة ياسمين درويش شمس الدين.
- في أي عمر يُعتبر الطفل متأخر لغوياً؟
ليس هناك عمر معيّن يمكن قياس كلّ الحالات بحسبه كما تشرح الأخصائية، انما يحدّد ذلك بحسب الحالة. فمثلاً، طفل عمره سنة لم يقل أي كلمة بعد لا يمكن اعتباره متأخراً. لكن اذا كان الطفل بعمر سنتين أو أكثر ولا يقول أي كلمة، أو عدداً محدوداً جداً من الكلمات (ثلاث الى أربع كلمات)، فيكون عندها متأخراً لغوياً. وتلفت الى أنّه بدءاً من عمر السنة، من المهمّ الالتفات الى عدد الكلمات التي يقولها الطفل، بالاضافة الى ردّة فعل عند التكلّم معه، وطريقة تواصله مع الآخرين حتّى لو كان ذلك غير شفهيّ. فالكلمات ليست وحدها ما يؤخذ بعين الاعتبار، بل أيضاً القدرات التواصلية.
- ما هي أبرز العوامل التي تؤدي الى التأخر اللغوي عند الطفل؟
* العوامل الوراثية: في حال كان هناك في العائلة أي حالة مرتبطة بالصعوبات التعلّمية أو أي تأخر آخر مثلاً التأخر بالمشي. فيجب النظر بدقّة الى هذه الأمور لملاحظة العامل الوراثيّ.
* محيط الطفل: يجب النظر في اذا كان الطفل محفّزاً للكلام سواء من ناحية اللعب معه، التواصل مع الأهل، طريقة التكلّم معه من قبل المحيطين به، بالاضافة الى اللغة أو اللغات التي يتمّ التحدّث بها معه.
* العوامل العضوية والخلقية: تدقّق أخصائية النطق واللغة في أي مشاكل حدثت خلال الحمل أو الولادة خصوصاً من ناحية الولادة المبكرة، وجود أي تأخر في تطوّر النظام العصبيّ وأي حالة مرضية يمكن أن يعاني منها الطفل.
* العوامل النفسية: نضيف الى ما سبق امكانية تأثر الطفل بمسبّبات نفسية تؤدي الى التأخر اللغوي مثل طلاق الوالدين، موت أحدهما أو شخص مقرّب من الطفل، صدمة معيّنة عانى منها.
- هل يمكن لطبيب الأطفال أن يشخّص أسباب تأخر الكلام عند الطفل أو يجب اللجوء الى أخصائي نطق ولغة؟
الطبيب المتابع للطفل هو أمام مسؤولية احالته الى أخصائي في النطق واللغة في حال لاحظ أي تأخر في هذا المجال. فيما بعض الأهالي يقومون بمبادرة شخصية في التواصل مع الأخصائي، خصوصاً حين يكون لديهم دراية بمشكلة معيّنة لدى الطفل يمكن أن تسبّب له التأخر.
لكن ما تلفت اليه ياسمين درويش شمس الدين، هو أنّ هناك الكثير من المعتقدات الشائعة والخاطئة المرتبطة بالتأخر اللغوي، حيث يعتقد البعض أنّ ذلك دلالة على مرض عقليّ ما يُعتبر خاطئاً. لذا فانّ التوعية أساسية في هذا المجال سواء تجاه أطباء الأطفال لكي يكونوا على معرفة تامة بالعلامات التي يجب التنبّه لها وأهمية الاحالة الى أخصائي، أو من ناحية الأهل أو المعلّمات اللواتي يتابعن الطفل في الحضانة او المدرسة.
- ما هي الاختبارات التي يقوم بها أخصائي النطق واللغة لتحديد أسباب التأخر اللغوي؟
* قبل عمر 3 سنوات: يكون هناك مراقبة للطفل وتسجيل لما يقوم به من تصرّفات ولما يقوله، ويمكن الطلب من الأهل في هذا العمر المشاركة لكي يتفاعل الطفل أكثر. ومن الأمور التي يتمّ تسجيلها بهدف العمل عليها: المفردات والصيغ التي يستخدمها، مزج اللغات، اللغة التي يرتاح لها سواء من ناحية الكلام أو الفهم. وتشدّد ياسمين على أهمية تخطيط السمع للتأكد من عدم وجود أي مشكلة سمعية لدى الطفل.
* بعد 3 سنوات: هناك اختبارات عالمية تُستخدم لتقييم المشكلة اللغوية لدى الطفل، ويتمّ تعديلها بحسب جنسية الطفل. وهذه الاختبارات مبنية على الفهم، التفكير، التعبير، الذاكرة، التحليل البصري والذاكرة السمعية. اذاً، يكون هناك تحليل متكامل من السمع وصولاً الى القدرات الذهنية لتحديد ما اذا كان الطفل يعاني من تأخر لغوي (Delay) أو اضطراب (Disorder). ويمكن لأخصائي النطق واللغة أن يحتاج الى احالة الطفل الى أخصائي آخر عند الحاجة، مثلاً أخصائي بالعلاج النفسي الحركي.
- عند تشخيص المشكلة من قبل أخصائي النطق واللغة، ما هو العلاج المقترح؟
العلاج يكون حسب السبب، فبعض الحالات تتطّلب الاحالة الى أخصائيين آخرين بالتزامن مع أخصائي اللغة والنطق. ومن خلال التشخيص، يتمّ تحديد عدد الجلسات التي يحتاجها الطفل أسبوعياً دون الضغط عليه، ليكون مرتاحاً في المجيء الى العيادة والتواصل مع الأخصائي.
بالنسبة للأطفال أصغر من 3 سنوات، العلاج يكون من خلال اللعب، وكلّما تقدّموا في العمر يمكن استخدام مواد أخرى منها ما يكون الكترونياً.
- كيف يمكن للأهل أن يساعدوا طفلهم في العلاج اللغوي؟
عند تشخيص المشكلة، يتمّ وضع خطّة علاجية والأهل كما المعلّمات المتابعات للطفل يجب أن يكونوا جزءاً منها، فتحدّد الأمور التي سيكون هناك حاجة لتدخّلهم فيها وطريقة تصرّفهم مع الطفل في الحياة اليومية. كما أنّ أخصائي النطق واللغة يسمع ما لدى الأهل من أفكار تراودهم وتساؤلات بهدف مساعدتهم على التدخّل بالشكل الصحيح.
نصيحة أخيرة تسديها ياسمين درويش شمس الدين لكلّ أمّ بأن تتبع حدسها وشعورها بأنّ هناك مشكلة معيّنة في ما يتعلّق بقدرات الطفل اللغوية. وفي حال ملاحظتها ذلك، لا يجب أن تتردّد في السؤال والتواصل مع أخصائيّ قادر على تشخيص الحالة ومعالجتها.
يمكنكِ التواصل مباشرة مع خبيرة النطق واللغة ياسمين درويش شمس الدين وحجز استشارة اونلاين عبر www.sohatidoc.com