بالتعاون مع د. غاييل أبو غنّام
هل تعلمين أنّ أول ولادة من بويضة مجمّدة حصلت في العام 1986 وقد سجّلها العالم د. كريستوفر تشين في سنغافورة؟ اليوم بعد 34 عاماً على هذه التجربة الريادية، أصبح تجميد البويضات أمراً رائجاً في الكثير من الدول، لكن في العالم العربيّ ما زال هناك تساؤلات حولها وبعض المتعقدات الشائعة غير الدقيقة تماماً. لذا نقدّم لكِ هذا الموضوع الذي يبرز أهمّ الحقائق عن تجميد البويضات، وذلك بالتعاون مع الأخصائية في الأمراض النسائية والتوليد د. غاييل أبو غنّام.
- ما هي الحالات الطبيّة التي يمكن أن تدفع أي امرأة لتفريز بويضاتها؟
حين يكون هناك مريضة ستخضع لعلاج يمكن أن يؤثر على خصوبتها مثل العلاج الكيميائي أو الاشعاعي، يمكنها قبل ذلك أن تقوم بتجميد بويضاتها لحمايتها من أي ضرر محتمل، وليكون لديها فرص حمل مستقبلية. كما يمكن القيام بهذا الاجراء لدى النساء اللواتي يعانين من حالات مرضية تسبّب تراجعاً في خصوبتهنّ مثل متلازمة تيرنر، متلازمة كروموزوم أكس الهشّ، أو في حال كان هناك حالات انقطاع مبكر للطمث متوارثة ضمن عائلتها.
- هل هناك أسباب غير طبيّة يمكن أن تدفع نحو هذا الاجراء أيضاً؟
هناك أسباب اجتماعية يمكن أن تدفع المرأة نحو التفكير بتجميد البويضات، مثلاً حين تتقدّم في العمر دون ايجاد الشريك المناسب، أو في حال كانت لا ترغب بالانجاب في الوقت الراهن وتفضّل تأخير ذلك.
- ما هي المراحل التي تمرّ بها المرأة لتجميد البويضات؟
تخضع المرأة لحقن هرمونية لمدّة 10 الى 14 يوم، ويكون هناك متابعة لنموّ الجريبات عبر الموجات فوق الصوتية كلّ يومين الى ثلاثة أيام. وحين تصل الى الحجم المناسب (18 الى 20 مللمتر)، تحصل المرأة على الحقن الأخيرة التي تحفّز التبويض. بعد 35 ساعة، يتمّ سحب البويضات منها وتكون تحت تأثير تخدير موضعيّ أو كامل.
هذا الاجراء يتمّ توجيهه عبر الموجات فوق الصوتية، حيث يتمّ شفط سائل الجريبات والتأكد من تواجد البويضات داخل الجريبات بالمجهر، وبعد يتمّ تجميد البويضات.
- هل هناك أي آثار جانبية لهذا الاجراء؟
هناك أولاً الآثار الجانبية المرتبط بالحقن الهرمونية مثل الألم في الثدي، الصداع، الغثيان والتقلّبات المزاجية. ومن جهة ثانية، انّ المبيضين يزداد حجمهما بسبب التحفيز الذي يحصل، وذلك يمكن أن يؤدي الى انتفاخ وعدم ارتياح في منطقة البطن. ولكن عموماً فانّ الاجراء قابل للتحمّل.
غير أنّ ما تشير اليه د. غاييل أبو غنّام، أنّه في حال تجاوبت المرأة كثيراً مع الاجراء، فذلك يمكن أن يؤدي في بعض الحالات النادرة لكن الخطيرة أيضاً الى متلازمة التحفيز المفرط للمبيضين التي تترافق مع ألم وانتفاخ في البطن، غثيان، تقيؤ بالاضافة الى الاسهال.
ومن الآثار الجانبية أيضاً امكانية حصول نزيف او التهاب بعد سحب البويضات. لكن رغم كلّ هذه المضاعفات المحتملة، تؤكد الأخصائية في الامراض النسائية والتوليد، أنّ الاجراء آمن في حال تمّ بالشكل الصحيح.
ما هي العلامات التي تشير الى فترة التبويض؟
- ما هي فرص حصول الحمل من بويضات مجمّدة؟
الأمر يرتبط بعمر المرأة عند القيام بتجميد البويضات، حيث يجب الخضوع لهذا الاجراء بشكل مبكر للحصول على عدد جيّد من البويضات، لكن الأهمّ أن تكون ذات نوعية جيّدة.
لكن ذلك ليس العامل الوحيد، كما تشير د. غاييل أبو غنّام، حيث تلفت الى أنّ ليس كلّ بيضة تؤدي الى جنين، وليس كلّ جنين يؤدي الى حمل، وليس كلّ حمل يؤدي الى ولادة طفل. لذا فانّ نسبة الحمل من بويضات مجمّدة هي حوالي 15 الى 19%. وربما تبدو هذه النسبة منخفضة، لكن ما يجب تذكّره أنّه حين تلجأ المرأة الى الحمل من بويضاتها المجمّدة، تكون فرص حملها الطبيعية أقرب الى الصفر. وبالتالي، فانّ هذا الاجراء يعطي فرصة لحدوث حمل لن يكن ليحدث لولا تجميد البويضات.
- لأي فترة يمكن تجميد البويضات؟ وهل هناك وقت محدّد للتوقف عن التجميد؟
هناك حالات موثّقة لتجميد البويضات تعود لأكثر من 10 سنوات، لكنّها غالباً ما تكون لنساء قمن بهذا الاجراء لضرورات طبيّة. أمّا في حال الرغبة في تجميد البويضات لأسباب اجتماعية، من المفضّل عدم تأخير محاولة الحمل الى ما بعد عمر الخامسة والأربعين بسبب التزايد الكبير في مضاعفات الحمل. وبالتالي يجب استخدام البويضات المجمّدة قبل هذا السنّ.
- كيف يتمّ حفظ البويضات؟ وكيف يمكن أن نتاكد من ظروف الحفظ اذا كانت صحيحة وآمنة؟
البويضات يتمّ حفظها في نيتروجين سائل ضمن مختبر خاص. وعلى المرأة ايجاد المختبر الموثوق، الذي يعتمد بروتوكولات الحفظ الصحيحة ويكون شفّافاً حول الاجراء كلّه. كما من المهمّ اختيار الطبيب المناسب للتواصل معه حيال أي تساؤلات.
- ما الذي يسبّب فشل تجميد البويضات؟
غالباً ما تدرك النساء أنّهن يرغبن في حفظ بويضاتهنّ بعد التقدّم بالعمر وليس في سنّ مبكر. لكن للأسف، فانّ الخصوبة تتراجع كثيراً بعد سنّ الخامسة والثلاثين. وبالتالي مع التأخر في هذا الاجراء، يكون هناك عدد محدود من البويضات ولا تكون النوعية جيّدة، ما يجعل التجميد أحياناً مستحيلاً.
لذا فانّ أهمّ سبب وراء فشل تجميد البويضات هو العمر، فهناك حاجة لحوالي 15 الى 20 بويضة ليكون هناك أمل بحمل مستقبليّ. لكن بعد عمر السابعة والثلاثين، من النادر الوصول الى هذا العدد.
وهنا رسالة من د. غاييل أبو غنّام لكلّ امرأة تفكّر بهذا الاجراء، بأن تقوم به في عمر مبكر وألا تؤجل الموضوع لأنّ التأخير يؤثر سلباً على كمية البويضات ونوعيتها.
هل تُستخدم كلّ البويضات المجمّدة مرّة واحدة عند رغبة المرأة في الحمل أو يمكن تلقيح قسم منها وترك القسم الباقي مجمّداً لمحاولات أخرى مستقبلية؟
الأمر مرتبط بكمية البويضات المجمّدة، ففي حال استطعنا الحصول على كمية جيّدة بالطبع يمكن استخدامها على مراحل، حيث يتمّ اذابة عدد محدود من البويضات لتلقيحها وليس كلّها مرّة واحدة.
الآن باتت كلّ الحقائق حول تجميد البويضات بين يديكِ. ففي حال كان لديكِ أي حالة مرضية أو تفكّرين بهذا الاجراء لسبب آخر، أصبحت الخيارات أوضح بالنسبة لكِ لكي لا تتخلّي تماماً عن حلم الأمومة علماً أنّ هناك احتمال ولو ضئيل للحمل من خلال هذه التقنية.
يمكن التواصل مع د. غاييل أبو غنّام والحصول على استشارة طبيّة اونلاين عبر www.sohatidoc.com