اللثغة هي إحدى مشاكل الكلام التي تؤدي إلى صعوبة في نطق حروف معينة نتيجة لخروج الصوت من مخرج غير مخرجه الصحيح. وذلك يؤدي الى سماع الحرف بصوت حرف آخر أو شبيه له.
وهذه المشكلة يمكن أن تبدأ في عمر الطفولة، لكن يمكن أن تستمرّ عند التقدّم بالسنّ وتسبّب مشاكل اجتماعية ونفسية متعدّدة. لذا كان لنا هذه المقابلة مع اختصاصية النطق صوفي كلزي لكي تشرح لنا أكثر عن اللثغة وطرق العلاج المتاحة.
في أي عمر تظهر اللثغة غالباً لدى الطفل؟
تظهر اللثغة عند الأطفال منذ بداية النطق لديه. ويمكن أن تستمرّ معه خلال عمر السنتين وما فوق، أو تتحسّن وحدها وتزول تلقائيّاً. وقد تكون اللثغة في حرف واحد أو أكثر من حرف. ويمكن البدء بالعلاج في سنّ الـ4 أو 5 سنوات.
لماذا تتركّز اللثغة غالباً في بعض الأحرف وليس غيرها؟
تتركّز اللثغة في بعض الحروف بشكل خاصّ لأن طريقة لفظها بالنسبة للطفل تكون صعبة، وأكثرها شيوعاً هي: حرف "الراء"، "السين"، "الزين"، "الشين" و "الجيم" لأن طريقة لفظها صعبة وتتطلّب تحريك الشفتين واللسان.
هذه الحروف غالباً يكتسبها تدريجيّاً خلال مرحلة تحصيل الكلام، أي عادةً بين عمر عامين إلى أربعة أعوام. أمّا قبل هذا السنّ، نُلاحظ أن الطفل يتعلّم في البداية كلمات بسيطة وسهلة مثل "ماما" أو "بابا"، لذا يمكن لملاحظة المشكلة أن يتأخر بعض الوقت.
هل هناك أسباب مباشرة للثغة عند الأطفال؟
في الكثير من الحالات لا يمكن تحديد السبب ولا يلاحظ الأطباء وأخصائيو النطق وجود مشكلةً معيّنة وراء اللثغة. وفي حالات أخرى، قد يكون هذا الاضطراب في النطق ناتجاً عن الأسباب المباشرة التالية:
- قد يحدث تعذّر الأداء النطقي لدى الأطفال بسبب عامل الوراثة، فنرى أن أحد ذويه لديهم لثغة.
- عدم انتظام الأسنان.
هل يمكن للثغة أن تزول لوحدها؟ ومتى يحتاج الطفل الى تدخّل اختصاصيّ؟
يمكن أن تزول اللثغة وحدها لدى الطفل. ولكن في حال بلغ الـ4 سنوات وكان لا يزال يُعاني من صعوبة في نطق بعض الأحرف بشكل صحيح، يُصبح الطفل بحاجة الى توجّه الى اختصاصي نطق، مهما حاول الأهل مساعدته على لفظ الحروف بشكل صحيح.
كيف يتمّ علاج اللثغة عند الطفل؟
يخضع الطفل لمُعاينة نطق بسيطة لتحديد نوع اضطراب النطق الذي يُعاني منه الطفل. ويتضمّن العلاج عدّة مراحل:
- يبدأ اختصاصي النطق بالتركيز فقط على مخرج الحرف التي تُشكّل اللثغة. يعلّمه في هذه المرحلة الطريقة الصحيحة لتحريك العضلات كاللسان والشفتين وعند لفظ هذا الحرف (أو الحروف).
- ينتقل الاختصاصي من تعليم الطفل على لفظ الحرف أو الحروف الى لفظ الكلمة الكاملة التي تتضمّن الحروف التي يلثغ بها.
- ينتقل بعدها الى تدريبه على لفظ الحرف أو الحروف بطريقة صحيحة في حديثه اليومي بشكل مستمرّ. وهذا التمرين هو التحدّي الأكبر لأنه يمكّن الطفل من التحكّم بطريقة إلقائه وصحّة كلامه.
كيف يمكن للأهل المساعدة في علاج اللثغة عند الطفل؟
كما ذكرنا، أن بعد بلوغ سنّ الأربعة أو خمسة سنوات من الأفضل التوجّه عند الاختصاصي في حال لم يستطع الطفل قبل هذا العمر اكتساب طريقة لفظ الحرف بالطريقة الصحيحة. فالأهل لن يتمكّنوا من تعليم الطفل تمارين النطق واللفظ التي يُعلّمه إيّاها الاختصاصي وطرق تحريك الشفاه واللسان والفم حتّى يُتقن لفظ الحرف الذي يلثغ به.
ويمكن القول أن أهمية دور الأهل تكمن بتذكير الطفل ولفت نظره على أي خطأ في اللفظ قد يصدر منه بعد مرحلة العلاج عند الاختصاصي، وتصحيح اللفظ الخاطئ غير الإرادي، وتطبيق التمارين التي يوصي بها الاختصاصي مع طفلهم.
في حال كان لديكم أي أسئلة عن اللثغة أو أي مشاكل نطق أخرى، تواصلوا مع الاختصاصية صوفي كلزي عبر www.sohatidoc.com
