ودّع العالم يوم أمس مصمّم الازياء الياباني كينزو تاكادا، بعدما توفي عن عمر يناهز 81 عاماً بسبب مضاعفات اصابته بفيروس كورونا.
هكذا فقدت علامة كينزو (Kenzo) العالمية مؤسسها، في وقت متزامن مع عرض الدار لمجموعة ربيع وصيف 2021 في باريس، والتي تمحورت طبعاً حول الواقع الذي نعيشه في ظلّ وباء كورونا.
هذه المجموعة صمّمها المدير الابداعيّ في الدار فيليب اوليفيرا بابتيستا، غير أنّه طبعاً لم يتصوّر انّ اطلاقها سيكون في وقت تخسر فيه الدار كينزو تاكادا بكلّ ما يمثّله في عالم الموضة.
لكن هذا هو فيروس كورونا الذي يفرض نفسه في كافة المجالات، وقد هيمن على مجموعات أزياء ربيع وصيف 2021 خصوصاً، سواء التي عرضت في ميلانو او باريس.
فما الذي طبع مجموعة كنزو للموسم المقبل؟
نبدأ أولاً من العنوان الذي أطلق عليها ومنه يمكن استشفاف الثيم الخاص بها.
"Bee A Tiger" هكذا أسمى فيليب المجموعة من خلال تلاعب بسيط في الكلمات، حيث استبدل كلمة "Be" أي "كُن" بكلمة "Bee" أي النحل. وهدفه من ذلك توجيه رسالتين:
- نحتاج في زمن الوباء أن نستوحي من النحل تحديداً التنظيم وكيفية حماية عالمنا.
- لا يمكن الاستسلام امام الوباء، وعلينا أن نكون أقوياء تماماً كالنمور.
وقد استوحى فيليب الستايل الاساسي لأزياء المجموعة من مربّي النحل، حيث رأينا القبعات ذات الحجم الكبير والتي تنسدل منها الخامات تماماً كما قبّعات العاملين في مجال تربية النحل.
وقد رأى فيليب في هذه الملابس الواقية ايضاً ضرورة في ظلّ انتشار فيروس كورونا، حيث نحن بأمسّ الحاجة للتباعد الاجتماعيّ وتفادي التلامس.
الا أنّ مربّي النحل لم يكونوا وحدهم مصدر الوحي لفيليب، بل الوباء نفسه ايضاً بما يحمله من تناقضات في عالمنا الحالي.
فبحسب تعبيره الخاص "العالم ضائع، وكلّ واحد منّا يحاول ايجاد معنى او نظام محتمل فيه".
لذا جمع المدير الابداعيّ بين خطّين متساويين في المجموعة: الواقعية التي تحمل المرارة دون شكّ وبعض الأمل الذي نتمسّك به كبشر رغم كلّ التحديات.
الواقعية برزت من خلال النقشات التي طالما ميّزت دار كنزو، وتحديداً الأزهار التي بدت باكية في مجموعة ربيع وصيف 2021 بدل أن تكون متفتّحة بفرح.
فيما أضفى لمسة مستوحاة من موسيقى البانك الى أزياء أخرى بهدف ضخّ جرعة من الايجابية والتمرّد على الواقع الحالي المفروض علينا.
هكذا أتت مجموعة كينزو لربيع وصيف 2021 فرحة لكن ايضاً فيها كآبة، ايجابية لكن دون اخفاء القلق الواقعي الذي نعيشه.
انّها من المجموعات الاكثر تمثيلاً لتناقض المشاعر في زمن الوباء!