هناك الكثير من التساؤلات التي ترافق الولادة القيصرية، منها ما يرتبط بالوقت اللازم لإلتئام الجرح او الألم الذي يمكن ان ينتج عنها. كما يمكن أن تسألي عن الحمل بعد هذه الولادة في حال كنتِ خضعتِ لها. لذا سنقدّم لكِ الجواب الدقيق لكي تكوني مرتاحة في حملك المقبل ومستعدة له.
متى يمكن الحمل بعد الولادة القيصريّة؟
تتّفق معظم المراجع الطبيّة المختصّة على وجوب الإنتظار لمدة 6 أشهر على الأقل من تاريخ الولادة القيصرية قبل التفكير بالحمل من جديد وإعادة تجربة الولادة على هذا النحو. وترتفع هذه المدة إلى السنة تقريباً إذا إتجهت الأمّ بالتنسيق مع طبيبها نحو ولادة طبيعيّة.
لماذا يجب التقيّد بهذه المدّة الطويلة؟
تساهم مجموعة من الأسباب الطبيّة في دعم إعتماد هذه الفترة بالتحديد، وسنوردها في النقاط التالية:
أولاً، تعتبرهذه الفترة ضروريّة لإلتئام الجروح الناتجة عن الولادة القيصرية بشكل سليم. كما يستعيد الجسم قواه ونشاطه بعدها ويصبح حاضراً لإستقبال حمل جديد وخوض تجربة الولادة التي لا تعتبر سهلة أبداً من جديد.
ثانياً، تنبّهي الى إمكانية حدوث مشاكل في المشيمة بسبب عدم وجود فترة كافية بين الولادة القيصرية والحمل. فهذه المشاكل تزداد نسبتها في هذه الحالة وتعرف بهبوط المشيمة أي عندما ينخفض موضعها الى اسفل الرحم.
ثالثاً، من الناحية النفسية، تعتبر هذه الفترة ضروريّة جداً للأمّ بغية التأقلم مع فكرة الأمومة ومتطلّباتها. ولا يستحسن التخطيط للحمل قبل التأكّد من مرور هذه الفترة بنجاح وسلاسة.
رابعاً، يحتاج الوالدين على السواء لهذه الفترة بغية إعادة ترتيب أولويات حياتهما الماديّة والمعنويّة. ويبدو ذلك ضروريّ في ظلّ إضافة فرد جديد إلى العائلة وزيادة المتطلبات والواجبات.
خامساً، تشير بعض الدراسات والبحوث الطبيّة إلى المضاعفات التي قد تنتج عن الحمل السريع بعد الولادة القيصريّة. وتشكّل الولادة المبكرة إضافة إلى إحتمال ولادة الطفل بوزن صغير أبرز هذه المضاعفات.
كيف تتعافين من الولادة؟ 5 نصائح مهمة لك
كيف يمكنك تفادي الحمل قبل هذه الفترة؟
احرصي على زيارة طبيبك المختصّ بعد إنقضاء 40 يوم على ولادتك القيصريّة. تشمل هذه الزيارة المهمّة إجمالاً صورة صوتية من شأنها الإطمئنان على حالتك بعد الولادة، إضافة إلى كشف جديد على الجرح الناتج عن العمليّة بغية التأكد من إلتئامه بشكل كامل.
يقدّم لك معظم الأطباء خلال هذه الزيارة المعلومات الخاصة بكيفيّة إستئناف حياتك الزوجيّة مع الإشارة إلى التوقيت المناسب للتحضير لحمل جديد.
كما سيرشدك الطبيب في هذا السياق إلى الطرق السليمة المناسبة لك، والتي ستساعدك في تفادي الحمل في الوقت الخطأ.