مع افتتاح متجرها الجديد في ساحة "كور دي سانتور" Cour des Senteurs في مدينة فيرساي، ربطَت "جيرلان" Guerlain مصيرَها بمصيرِ المدينة الملكيّة السابقة. وستضفي هذه المساحة الفريدة، الواقعة في قلب أقدم منطقةٍ من فيرساي وعلى بعد أقدامٍ من القصر، شهرةً متزايدةً لفنّ صناعة العطور القديم في فرنسا وفي الخارج. وتبني "جيرلان" Guerlain، وهي وريثة صانعي العطور من مزوِّدي القصر الملكي، على هذا الإرث النبيلِ مع إعادة تحديد الأسلوب المتميِّز للعلامة التجارية.
دار "جيرلان" Guerlain، صانعة العطور للبِلاطَين الملكيّ والإمبراطوريّ
في عام 1828، افتتح مؤسِّس "جيرلان" Guerlain متجراً في الطابق الأرضيّ من فندق "لو موريس" Le Meurice، وهو المقرّ الباريسي للعائلة المالكة، حيث أصبح بسرعة صانع عطور الملكة ماري-أميلي، زوجة الملك لويس-فيليب وآخر ملكٍ على فرنسا. كما صمَّم عطوراً وفق الطلب لعملاء مرموقين ينتمون إلى أعضاءٍ في الأرسطقراطيّة العالميّة. وحصلت دار "جيرلان" Guerlain على التقدير المطلَق عام 1853 حين تمّ تعيينها المزوِّد الرسميّ للبلاط الإمبراطوري لماء الكولونيا الذي قامت بتصميمه خصيصاً لزوجة نابوليون الثالث، الإمبراطورة أوجيني من مونتيخو، مُعجبة مندفعة بماري أنطوانيت والتي تولَّت أوَّل تجديدٍ لقصر "بوتي تريانون" في فيرساي.
رؤية جديدة للعلامة التجارية
يمثِّل متجر "جيرلان" Guerlain الجديد، الذي صمَّمته المهندسة المعماريّة باتريسيا غروسدومانج، انطلاقةً منعشة جديدة للعلامة التجاريّة التِّي ستشكِّل مرجعيَّة لمتاجر "جيرلان" Guerlain حول العالم كتعبيرٍ عن أجود حرفية وتقليد فرنسيَّين. ودعت "جيرلان" Guerlain حرفيِّين وفنّانين من أجل إعداد مساحةٍ فخمةٍ تتميَّز بنزعة معاصرة. ويدمج الديكور المستوحى من قطع زخرفيَّة للمصنعين الملكيِّين، رموز وأنماط "جيرلان" Guerlain التقليديّة مع مواد معاصرة وجريئة. على غرار جسرٍ يربط الماضي والحاضر، صُمِّم المتجر إذاً من أجل تغذية الشغف والحماسة لدى كافة محبّي العطور الفاخرة.
عطرٌ حصريٌّ متوفِّر في ساحة "كور دي سانتور" Cour des Senteurs فقط
قرَّرت "جيرلان" Guerlain تكريم ذكرى الاحتفالات الملكيَّة في قصر فيرساي عبر ابتكار عطرٍ فريدٍ متوفِّرٍ حصريّاً في متجر ساحة "كور دي سانتور" Cour des Senteurs. ويُتوِّج شذا الياسمين الشمسي فخامةَ هذه الاحتفالات الملكيَّة وتألّقها وسحرها وأناقتها.
وكانت حدائق "لو نوتر" Le Nôtre في فيرساي مُمتلئة بعددٍ من النباتات العذبة الشذا ومن بينها الياسمين، وكانت الجواري مأخوذة بالأزهار الطيّبة الرائحة في الحدائق. ويشكِّل الياسمين، الذي يفوح منه شذا قويّ وساحر، جوهر صناعة العطور. ففي القرن الثامن عشر، كان الرجال الذين يشخرون يتنشَّقون عطر الياسمين. أمَّا صانع عطور ماري-أنطوانيت، جان-لوي فارجون، فابتكر عدداً من المياه المعطَّرة والمقطرة والكريمات التجميلية بشذا الياسمين للملكة التي كانت متحيِّزة بشكلٍ خاص لهذا العبير.
اختار تييري واسر أنقى الخلاصات من أجل ابتكار هذا العطر وأثر الشذا الملكي فيه المستوحيَين من حدائق قصر فيرساي. وتتشكَّل درجات العطر الرئيسية من الروائح الخضراء الحيوية للبرغموت والقناوشق. ويطغى شذا ياسمين قلورية (الياسمين الكبير الزهر) النبيل بشكلٍ مرهف تزيِّنه أزهار بخور مريم والياسمين الربيعيَّة المنعشة. كما ويزيِّن العمبر والمسك الأبيض الأثر الملكيّ لدرجات العطر الخفيفة برونقٍ لا يُنتَسى.
يأتي هذا العطر الملكيّ في قارورةٍ فاخرة مزيَّنة بالنحل الأبيض الذي تتميَّز به "جيرلان" Guerlain. وتُزخرف عقدةٌ أنيقة، مصنوعة من شريط أحمر حريريّ مضلَّع وأسود الأطراف، عنقَ الزجاجة. ويذكِّرنا لون الشريط الأحمر الساطع هذا بالبلاط البهيّ للويس الرابع عشر الذي كان الوحيد في البلاط الذي يُسمح له بارتداء الكعوب الحمراء. أما الملصق باللون الأبيض، فتمّ تزيينه بالنجمة - رمز ملك الشمس وشعار "جيرلان" Guerlain الأكثر شهرةً.