أقلق متحور كورونا الجديد العلماء والعالم الذي لم يخرج بعد من الآثار المدمّرة للفيروس الذي أرهق المجتمعات والإقتصادات.
متحور كورونا الجديد
رصد العلماء في دول عدّة من حول العالم في الأسبوعين الأخيرين، متحوّراً حديثاً لفيروس كورونا عرف باسم "إكس بي بي" XBB، تسبّب بارتفاع شديد بالإصابات بشكل خاص في سنغافورة وهونغ كونغ.
ورجّح العلماء أن المتحوّر انتشر للمرة الأولى في شهر أغسطس الماضي، خاصة وأن الإصابات الجديدة به تضاعفت في خلال يوم واحد في سنغافورة، فازدادت الحالات من 4700 إلى 11700 حالة، وفق موقع صحيفة "ديلي بيست" Daily Beast.
وفي حين كان مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية الأميركي الطبيب أنتوني فاوتشي، قد حذّر من أن متحوّراً شرساً لكورونا سيظهر خلال فصل الشتاء المقبل، شدد على أن هذا المتغيّر سيتمكّن على الأرجح من تخطي الاستجابة المناعية التي استحصل عليها الناس بفضل اللقاح أو العدوى، بحسب تقرير نشرته شبكة "سي أن بي سي".
"خوستا 2" فيروس قادم من روسيا ومقاوم للقاحات... هذا ما يعرفة العالم عنه حتى الآن!
وبالفعل، يعدّ المتحوّر الجديد، أسوأ النسخ الجينية من فيروس كورونا فهو يتخطى الأجسام المضادة من العلاجات أحادية النسيلة، الأمر الذي يبطل فعالية الأدوية ويجعلها غير نافعة في ما خصّ إبطاء نموه داخل خلايا الجسم، على غرار المتحوّرات الأخرى.
فيروس مراوغ للمناعة
بالنظر إلى خطورة هذا المتغيّر، ركّز فاوتشي على أهمية الحفاظ الدائم على الحذر وقواعد السلامة العامة، وذلك لأنه في فصل الشتاء تزداد مخاطر العدوى وبالتالي لا يمكن القول إن الوباء قد انتهى بشكل تام.
أما خبير الصحة العامة في "مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي"، أميش أدالجا، فوصف المتحوّر الجديد بأنه "الأكثر مراوغة للمناعة"، الأمر الذي يشكلّ تحدّياً كبيراً للعلاجات والأدوية المستخدمة راهناً والتي تعتمد على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة مع التركيز على الوقاية كاستراتيجية دفاعية.
وكشف الخبير أن اللقاحات المضادة للفيروس بالتأكيد لن توقف أو تمنع بشكل كلي التقاط الإصابة بالمتغير الجديد، إلا أنها قد تساهم بخفض الخطر الناجم عن الإصابة أي الوفاة والدخول إلى المستشفى والتعرض للمضاعفات الخطيرة.
وبحسب التقارير الطبية الأخيرة، يتضمّن المتحور الجديد 7 طفرات على الأقل، الأمر الذي يصعّب مهمة الأجهزة المناعية في كشفه وبالتالي محاربته، ويفاقم احتمال تفادي الأجسام المضادة، ودخول الخلايا لإحداث العدوى.