- بالتعاون مع د. شاريل سالم
متلازمة القولون العصبي (IBS - Irritable bowel syndrome) من الاضطرابات الشائعة التي تستهدف الأمعاء الغليظة. وأصعب ما في هذه الحالة الصحيّة انّها طويلة الأمد ويمكن أن ترافق المريض لسنوات من عمره. لذا من المهمّ ان تكونوا على المام بالمعلومات الاساسية حول هذا المرض، سواء كنتم تعانون منه أو أحد أفراد أسرتكم أو المقرّبين منكم، فاليكم كلّ التفاصيل من الاختصاصية في الجهاز الهضمي والتنظير د. شاريل سالم.
لماذا يمكن أن نعاني من القولون العصبي؟
لم تتضح بعد الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، كما يصعب حتى الآن تحديد تاريخ ظهور المرض لدى المُصابين. لكن ثمّة عوامل تساهم في تفاقم مشاكل الأمعاء وبالتالي الإصابة بالمرض، وأهمها:
- الإصابة بعدوى شديدة في الجهاز الهضمي بسبب الفيروسات والبكتيريا المنتقلة عبر الطعام كالسالمونيلا.
- التوتر والقلق، كون هذين العاملين يؤثران بشكل كبير على الأمعاء وبالتالي على القولون العصبي.
- أطعمة معينة تزيد من الغازات المعوية والتي تُسبب تقلّصات وتشنجات في الامعاء، مثل: الألبان بسبب احتوائها على اللاكتوز، البقوليات (الفاصولياء، البازيلاء...)، الخضروات الصلبة (القرنبيط، البروكلي، الملفوف...).
- عدم تحمّل الطعام الناتج عن الإصابة بحساسية على أطعمة معينة. ولكن يجب التنبّه، الى أن حساسية الطعام لا تكون دائماً مرتبطة بالإصابة بمرض القولون العصبي. لذا، لمعرفة ما اذا كان هناك علاقة بين المشكلتين، يطلب الطبيب المتخصص او اختصاصي التغذية من المريض، بالتوقف تدريجياً عن تناول بعض الأطعمة التي تتسبّب بهذا الانزعاج.
تتداخل علامات القولون العصبي مع اعراض امراض هضمية اخرى، كيف نعرف أنّنا مصابين بهذا المرض؟
أعراض الإصابة بمتلازمة القولون العصبي تظهر عادةً في سنّ البلوغ، والعلامات الأكثر شيوعاً هي:
- تغيرات في عادات الأمعاء مثل الإمساك أو الإسهال أو الإسهال المتناوب مع الإمساك.
- في حال كان الاسهال هو العارض الأكثر شيوعاً، تُسمّى الحالة "الإسهال السائد" IBSD. فيلاحظ المريض أن البراز رخو ومتكرر. وتكون حركة الأمعاء في هذه الحالة، خلال فترة النهار، أو مباشرة بعد الوجبات. كما يشعر المريض في حالة الإسهال السائد، بالإلحاح وعدم اكتمال التفريغ، كما يمكن ملاحظة مخاط في البراز.
- في حال كان الإمساك هو العارض الأكثر شيوعاً، تُسمّى الحالة "الإمساك السائد" IBSC. يمكن ان يكون إمساك القولون العصبي متقطّعاً ويستمرّ لعدة أيام. يكون البراز صلباً وبشكل حبيبات، كما يشعر المريض أنه لم يستطع تفريغ كامل أمعائه، رغم فراغ القولون.
ويعاني المصابون بالإمساك السائد، من الحاجة الى الجلوس لفترات طويلة على كرسي المرحاض، وهذا يؤدي الى شعور خاطئ من الإجهاد، كما يولّد البواسير مع الوقت.
وهناك أعراض أخرى ترافق حالة القولون العصبي:
- القلق العاطفي والإجهاد الجسدي
- آلام في البطن تُشبه ألم المغص
- ازدياد نوبات الألم خلال الدورة الشهرية عند النساء
- الانتفاخ والتجشؤ والغازات
أمّا الاعراض الاكثر خطورة، والتي تتطلّب استشارة طبيّة ضرورية فهي: فقدان الوزن، نزيف في الخروج، فقر الدم ونقص الحديد، التقيّؤ بدون سبب مبرّر، ألم مستمرّ لا يزول عند التخلّص من الغازات او التبرّز وصولاً الى الصعوبة في ابتلاع الأطعمة.
ونشير الى أنّ الطبيب وحده يستطيع تشخيص الحالة والتمييز بين متلازمة القولون العصبي وأي امراض اخرى مثل التهاب الامعاء، مرض كرون، التهاب القولون المجهري وغيرها من الحالات.
هل اعراض القولون العصبي عند النساء تختلف عن الاعراض لدى الرجال؟
انّ اضطراب القولون العصبي شائع عند النساء أكثر من الرجال. وأظهرت الدراسات أن النساء يعانين أكثر من عوارض الغثيان والإمساك والانتفاخ، بينما الرجال يعانون أكثر من الإسهال عند الإصابة بهذا المرض.
كما أن النساء يعانين أكثر من "الإمساك السائد" بينما الرجال يعانون من "الإسهال السائد" الذي شرحناه مسبقاً.
ما هو العلاج المعتمد لهذه الحالة؟
يقوم الأطباء بتجربة علاجات مختلفة لاكتشاف العلاج الأفضل الذي يتجاوب معه جسم المُصاب.
وتستغرق عملية العلاج مدّة زمنية طويلة، لذا يجب على المريض ان يبقى خلال فترة العلاج، على تواصل مستمرّ مع الطبيب المتخصص الذي سيُراقب استمرار الأعراض أو انخفاضها.
المرحلة الأولى: مراقبة الأعراض
هذه الخطوة تشمل مراقبة حركة الأمعاء اليومية، والبحث عن العوامل المسببة لهذه الاضطرابات، مثل عدم تحمّل أطعمة معينة، وتأثير الغلوكوز واللاكتوز على الأمعاء، وقياس مستوى التوتر. يوصي الأطباء بالتخلّص من المنتجات التي تحتوي على اللاكتوز، كونه من أكثر العوامل التي تسبب اضطرابات في القولون، وغالباً ما تكون السبب وراء الإصابة.
المرحلة الثانية: تغيير النظام الغذائي
بعد مرحلة المراقبة، يكون الطبيب قد اكتشف الأطعمة المسببة للاضطرابات المُزعجة، مثل الأطعمة المسببة للغازات (كالبقوليات والخضروات الصلبة، المشمش، القمح، البصل، الكرفس...). وعليه، يُطلب من المريض التوجه لاختصاصي تغذية، ليصف له نظام غذائي جديد ومدروس، خالي من المنتجات الممنوعة، مع الحرص على عدم فقدان العناصر الغذائية الضرورية للجسم.
ونذكر هنا الأطعمة الجيّدة لمرضى القولون العصبي والتي تدخل في مرحلة العلاج:
- المشروبات: شرب الكثير من الماء والزنجبيل. كما يمكن تناول عصير التفاح والشمام والبطيخ، الخوخ والكوتيل المعلّب ولكن بكميات ضئيلة.
- النشويات والكربوهيدرات: الأرز، معكرونة سادة، البطاطس، الخبز الفرنسي أو الإيطالي.
- مصادر البروتين: الأسماك، البيض، الديك الرومي، الدجاج.
- السلطات الغنية بالخسّ والجزر.
- الحبوب مثل رقاقات الذرة.
- الاضافات الاكثر شيوعاً: زيت الزيتون، الخلّ، الصويا.
- زيادة الألياف الغذائية سواء عبر زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف أو بتناول المكملات الغذائية، لتخفيف الإسهال السائد والمساهمة في تماسك البراز. وتجدر الإشارة هنا، الى أنه في حال ملاحظة زيادة في الانتفاخ، يُطلب من المريض التوقف عن استهلاك كميات كبيرة من الألياف، ويتم اللجوء الى المليّنات.
- العلاجات النفسية والاجتماعية هي من أفضل الطرق للتخفيف من حدّة القلق والتوتّر اللذين يُعتبران أيضاً من العوامل المسبّبة لهذا الاضطراب.
يمكن التواصل مباشرة مع د. شاريل سالم عبر www.sohatidoc.com وحجز استشارة الكترونية.