رغم أن تأثيرات عدم افراز الاستروجين تمتد الى كل أجزاء جسم المرأة ابتداء من الشعر والاظافر والجلد الى الأعضاء الداخلية مثل الأوعية الدموية والقلب والعظام والجهاز الحركى والعصبى والتناسلى ، الا انها تختلف من سيدة الى أخرى فى الشدة والكمية والكثافة كما أن هذه التأثيرات ليست بنفس الدرجة فى جميع أجهزة الجسم.
ضمور الثديين :
ثمة أعضاء فى الجهاز التناسلي للمرأة تتأثر بنقص الاستروجين ، ففي منطقة الصدر يضمر حجم الثديين ، ويؤثر انكماش حجم الثدي على أنسجته وغدده اللبنية ،فيحدث انخفاض فى كمية الأنسجة الغددية ، وقد يصاحب ذلك زيادة فى حجم الثديين على أساس زيادة كميات الدهون به ، فيبدو أكبر حجما ولكن أكثر ترهلا .
وضمور ثدي المرأة بعد انقطاع الطمث يختلف من امرأة الى أخرى ، كما تختلف أيضا درجة الضمور فى الأجزاء المختلفة للثدي .أما الأعضاء التناسلية مثل الفرج والمهبل والرحم وقنوات فالوب والمبايض فيحدث لها ضمور فى الأنسجة المعتمدة على الاستروجين .
فعقب انقطاع الطمث وغياب الاستروجين يتعرض مدخل الفرج الى الضمور التدريجي يصاحب ذلك فقدان مستمر لشعر العانة، وتختفى الأنسجة الدهنية، ويقل حجم الشفرتان .
متاعب الرحم :
ويصبح عنق الرحم أصغر حجما ، وجدرانه أنحف وأرق ، وتواجه المرأة متاعب قلة افرازات عنق الرحم المخاطية ، التى تسهل عملية الاتصال الجنسي ، وتمنع الاحتكاكات المؤلمة أثناء الجماع .
وتتأثر قوة أربطة الحوض الأمر الذى قد يؤدي الى السقوط الرحم والمهبل.
وبخلاف انقطاع الحيض وعدم القدرة على الانجاب فان ضمور الرحم والقنوات الرحمية ليس له أية تأثيرات او أعراض طبية ومع أن العلم الحديث نجح فى التغلب على هذا الضمور فى الرحم وامكانية استخدامه كرحم مؤجر بديلا لرحم امرأة مصابة بعقم مزمن لوجود عيب خلقى فى رحمها ، أو لرحم تم استئصاله للضرورة للحفاظ على حياة امرأة من نزيف بعد الولادة ، أو لوجود أورام فيه وهناك جدل كبير حول هذا الموضوع ، وعموما فان الطريقة محرمة دينيا رغم استخدامها فى أوربا .
وعادة لا تحدث التهابات فى الرحم الا فى فترة النفاس بعد الولادة ، أو بعد الاجهاض كما أنه لا يتعرض لهذة الإلتهابات فى مرحلة انقطاع الطمث . ولكن عندما يتقدم العمر وتصل المرأة الى مرحلة الشيخوخة فى السبعينات والثمانينات فان الرحم يمكن أن يتحول الى بؤرة لحدوث التهابات فى تجويف الجسم ، مما ينتج عنه تجمع افرازات صديدية داخل الرحم ، وربما يتحول الرحم الى كيس صديديى منتفخ اذا تعذر نزول هذه الافرازات من المهبل
الالتهابات الحادة والمزمنة :
وأكثر الالتهابات المزمنة أو الحادة فى الجهاز التناسلي للمرأة شيوعا ، هى التهابات عنق الرحم وحدوث قرحة بعنق الرحم والتى غالبا ما تكون مصاحبة لالتهاب مزمن بعنق الرحم ، والذى يظهر نتيجة اهمال المرأة فى علاج الالتهابات الحادة ، وعدم الالتزام بنظافتها العامة ، وتنظيف المجرى السفلي للجهاز التناسلي ( المهبل ) للمرأة على فترات منتظمة ، واعطائه عناية واهتماما خاصا لضمان سلامته وعدم تعرضه للالتهابات.
وقد تكون صحيحة تلك المقولة التى تعلمها أية سيدة أن هذا الجزء من جهازها التناسلي يقوم بتنظيف نفسه بنفسه ولا حاجة لاستعمال الغسيل المهبلى بانتظام .
ولكن ينبغي أن تعرف أن هذا القول يكون صحيحا اذا كنا نعيش حياتنا بطريقة طبيعية دون أى تدخل لوسائل الطب والتكنولوجيا الحديثة .. أى حياة بدائية.. بدون تنظيم نسل وبدون استعمال هرمونات منع الحمل وبدون لوالب داخل الرحم وبدون استعمال طرق موضعية لمنع الحمل بما تحمله من كيماويات . وقد تكون المقولة صحيحة تماما اذا كانت أجهزة الجسم تعمل بطريقة طبيعية وتلقائية بما فى ذلك الجهاز المناعي للجسم والذى يتأثر بطريقة الحياة والمعيشة والتلوث والضوضاء والشد العصبي والتوتر .
ومن المؤكد أن ظروف الحياة التى نحياها من ازدحام وتنافس على الفرص القليلة فى العمل والترقي ، والاقبال على وسائل الرفاهية والتى تحولت الى ضروريات أصبح الاستغناء عنها أمرا صعبا .
وقد صاحب هذه التغيرات فى نمط الحياة تغيرات أخرى فى نمط عمل أجهزة جسم الانسان ، وأصبح ما كان طبيعيا وبديهيا فى نظام الجسم فى حاجة الى اعادة النظر فى نمط وظائف الأعضاء.
لذا يجب ألا تنساق السيدة أمام المعلومة التى تؤكد أن هذا الجزء من أعضاء المرأة التناسلية يقوم بتنظيف نفسه ذاتيا بما يحتويه من ميكروبات خاصة تقوم بأداء هذة الوظيفة .
أما فيما يتعلق بالالتهابات الأخرى فى الجهاز التناسلي للمرأة مثل غدة بارثولين وقناتي فالوب والمبيض ، فهي عادة ما تكون مصاحبة لالتهابات عنق الرحم أو تحدث بعد تدخل طبي فى تلك المنطقة مثل اجراء جراحات صغرى مثل عمليات الكحت والكي والنفخ .
ضمور المبيضين :
عندما ينقطع الطمث وينفذ رصيد المبيض من البويضات ، يصبح عاجزا عن الاستجابة أو التفاعل مع الاشارات التى ترسلها اليه هرمونات الغدة النخامية .
وتكون الدورة فى البداية بدون تبويض، ويزيد مستوى هرمون الغدة النخامية فى محاولة لايقاظ وتنشيط المبيض، ولكنه لا يستجيب ، وبعد ذلك يتناقص هذا الهرمون بعد انقطاع الدورة بشهور.
وحتى عندما يصاب المبيض بالضمور بعد نفاذ رصيده من البويضات والحويصلات البويضية بعد انقطاع الطمث ، فان التقدم الطبى المذهل قد أتاح امكانات كبيرة يمكن الاستفادة منها للتغلب على هذة المشكلة وذلك عن طريق سحب جزء من بويضات المبيض قبل استئصاله جراحيا ، وقبل استعمال المرأة لأدوية يمكن أن تؤثر على حيوية وحياة هذه البويضات داخل الرحم مثل الأدوية المضادة للسرطانات وغيرها وتخزينها فى بنك البويضات وتستعمل بعد ذلك عند اللزوم
اضطرابات الدورة :
ومن المؤكد أن معظم السيدات يمررن خلال مراحل سن النضج ، أو المراحل التى قبل وأثناء وما بعد انقطاع الطمث الشهرى بدون معاناة أو متاعب ذات أهمية من جراء توقف الدورة.
وما يجب أن تعرفه كل امرأة أنه توجد اضطرابات فى الدورة اذا كانت هناك زيادة فى كمية الطمث ، أو زيادة فى أيام الدورة ، أو زيادة فى تكرار حدوث الطمث أو عدم انتظامه وهذا الاتجاه يمكن أن يكون مؤشرا لحدوث أمراض فى الرحم والجهاز التناسلى تعرض حياة وصحة السيدة للخطر .
والقاعدة المطمئنة هى دورة أقل فى كمية الدم ، وأقل فى عدد أيام نزول الطمث وزيادة فى الفترة ما بين دورة وأخرى ، بحيث تكون مرة كل شهر ونصف أو شهرين أو ثلاثة شهور وليس العكس .
ولكن متى تشعر السيدة بالقلق ؟
فى حالة حدوث زيادة فى كمية الدم أو زيادة فى عدد أيام نزوله ، وتكرار حدوث الدورة أى أقل من المعدل الشهرى يعتبر ذلك مؤشرا مرضيا فى الغالب .
ويجب عدم الاطمئنان الى أنها مجرد اضطرابات فى الدورة غير مصحوبة بأمراض عضوية .
لأن ذلك قد يكون مؤشرا الى وجود أمراض عضوية فى الجهاز التناسلي للسيدة .
ضمور المهبل :
ومن بين الأعراض المرضية التى تعانى منها أي امرأة بعد انقطاع الطمث وانخفاض مستوى الهرمونات الأنثوية فى جسمها حدوث التهابات وافرازات صديدية بالمهبل ذات رائحة غير طيبة .
وتحدث هذه الإلتهابات والإفرازات بعد ضعف جدار المهبل الذى يفقد متانته وسمكه بسبب نقص مستوى هورمون الاستروجين من المبيضين بعد انقطاع الدورة الشهرية .
ثم يبدأ فى الضمور مما يترتب عليه ضيق فى قناة المهبل نتيجة لتأثر الأنسجة المبطنة له بغياب الاستروجين . أيضا تقل نسبة حموضة افرازات المهبل .
معروف أن حمضية افرازات المهبل تتأثر بوجود البكتيريا اللبنية ( صديقة المهبل ) والتى تفرز حامض اللبنيك الذى يمنع نمو أى أنواع ضارة من البكتيريا وبالتالى يمنع دخول أى بكتيريا ضارة الى المهبل ومنه الى بقية الجهاز التناسلى مسببة الالتهابات .
ونقص هذة المادة مع انقطاع الطمث ونقص الاستروجين يعرض السيدة لانتشار اللمكروبات المسببة للالتهابات المتكررة والمزمنة فى المهبل .
وقد يصيب الضمور غشاء المسانة وقناة البول مسببا تكرار الحاجة الى التبول فى فترات متقاربة . يؤدى ذلك الى الاصابة بالسلس البولى . أيضا يترتب على الجفاف المهبلى : حدوث آلام أثناء اللقاءات الزوجية تؤدي مع الوقت الى مشاكل عائلية كبيرة .
أمراض القلب والشرايين
مؤشرات كثيرة تدل على أن نسبة الوفيات بين الرجال قبل سن الأربعين تفوق كثيرا الوفيات بين النساء بسبب أمراض الشرايين ، وبعد ذلك تقل النسبة حتى يتماثل الاثنان فى سنوات ما بعد الخمسين وحتى الثمانين . ومن بين التفسيرات لحدوث ذلك أن النساء قبل أن يصلن الى انقطاع الطمث والذي غالبا ما يبدأ فى سن ال45 ، يتمتعن بحماية ضد أمراض الشرايين نتيجة لوجود هرمون الاستروجين الذى يحمي المرأة فى سنوات خصوبتها من أمراض القلب حيث يحتاج الى ذلك أثناء الحمل والخصوبة .
أما اذا دخلت المرأة مرحلة سنوات ما بعد انقطاع الدورة الشهرية فان وظيفة المبيض تنتهي ويقل مستوى الاستروجين ، وبالتالى تتعرض الانثى لتغيرات كثيرة فى عملية التمثيل الغذائى للدهون .
ويرتفع مستوى الكوليسترول فى الدم لدى المرأة بعد انقطاع الطمث ، بسبب زيادة نسبة الدهون قليلة الكثافة فى الدم ، مما يؤدي الى اصابتها بأمراض القلب والشرايين .
ومعروف أن هرمون الاستروجين له تأثيرات ايجابية فى سلاسة سريان الدم المتدفق فى الشرايين خصوصا شرايين القلب والمخ وبقية أعضاء الجسم . ويعني ذلك أن نقص هذا الهرمون يعنى بداية قصور سريان الدم فى الأوعية الدموية . وتظهر مؤشرات ذلك فى بداية حدوث ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وقصور الدم فى الشريان التاجي وخلافه . ويعقب ذلك أعراض مرضية أخرى كحدوث انسداد فى الشرايين التاجية ، التى تغذي القلب ، وتعاني السيدة من انسداد فى الشرايين التاجية وجلطات تهدد بتوقف القلب وحدوث الموت المفاجئ.
أيضا يؤدى القصور فى سريان الدم فى أوعية المخ الى التأثير على كفاءة عمل المخ مما يؤدي اذا كان مصاحبا لارتفاع فى ضغط الدم : الى حدوث السكتة الدماغية أو النزيف داخل الجمجمة. كل هذه المتاعب والأمراض لم تكن المرأة تتعرض لها قبل انقطاع الطمث ، وانما كانت من نصيب الرجال فقط فى سن الثلاثينات والأربعينات .
ويمكن تلافى حدوث هذة الأعراض بالكشف الدوري على أجهزة القلب والأوعية الدموية واستعمال الهرمونات البديلة ، التى تعوض نقص الهرمونات الأنثوية التى تحمي القلب والأوعية الدموية من حدوث تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم،وقصور الشرايين التاجية التى تغذي عضلة القلب ، والأوعية الدموية المغذية لأعضاء الجسم الحيوية.