- بالتعاون مع رلى شيخ
يترافق الانفصال عن الحبيب مع صعوبات وأزمات قد يمرّ بها الشخص في مراحل متعددة خصوصاً من الناحية النفسية. وهذه الفترة كباقي الأزمات أو المشاكل، يختلف مدى تأثيرها بين حالة وأخرى، وكذلك طريقة تفاعل الشخص معها، ولكنّها يمكن أن تترك جرحاً طويل الأمد لدى كثيرين.
ولنشرح أكثر حول هذا الموضوع، تُطلعنا مدرّبة الحياة رلى شيخ عن تفاصيل مرحلة ما بعد الانفصال عن الحبيب، وكيفية التعامل معها بالشكل الصحيح.
لماذا تكون تجربة الانفصال العاطفيّ صعبة نفسياً في معظم الحالات؟
الانفصال تجربة مؤلمة مهما كانت الأسباب، والموضوع له أبعاد كثيرة على الصعيد النفسي، الجسدي والفكري.
فمن الناحية النفسية، عند حصول الانفصال يشعر الشخص أن كل ما في عالمه تغيّر، وهذا الأمر يؤثر عليه وبمرحلة معيّنة يفقد الثقة بنفسه ولربما يفقد الثقة بالحبّ. وفي حال الطرف الآخر أخذ قرار الانفصال، يشعر الشخص أنّه منبوذ أو تم التخلي عنه، ما يزيد من الحزن، أمّا في حال هو من انفصل عن الحبيب فقد يراوده شعور الذنب.
فالانسان بطبعه يرغب عند الدخول بأي مشروع أن ينجح، فتجربة الانفصال تعني أنّه فشل، لذا تكون التجربة مؤلمة جداً.
ومن الناحية الجسدية، فالأبحاث أثبتت أنّ الدماغ يتأثر كثيراً اذا تعرّض الشخص لحادثٍ قوي تعرض بها الجسم للأذية، وحالة القلق تكون نفسها في الحالتين. وذلك يؤثر على هرمونات السعادة الموجودة في الجسم مثل الدوبامين والسيروتانين، فالأبحاث بيّنت أنّ نسبتها تكون ضئيلة جداً بعد المرور بالانفصال.
والناحية الفكرية عند الانسان تتأثر بعد عودته الى المشكلة الأساسية التي أدّت الى الانفصال، ولمعرفة السبب الرئيسي، على الرغم من العقد في العلاقة التي تؤدي للدخول بالانهيارات واللوم المتكرر للنفس.
كيف يمكن تحويل تجربة الانفصال من أمر سلبيّ الى ايجابيّ؟
الأمر ممكن ولكن ليس بسهولة ويتطلب بعض الوقت، فبعد مرحلة الانفصال هناك فترة الألم والحزن، وعلى الشخص أن يتقبّل هذا الشعور.
أمّا المرحلة الثانية فتكون بتقبّل الشخص أنّه وصل الى نهاية العلاقة بطريقة مرضية. وللأسف في هذه الأيّام نرى الكثير من حالات الانفصال التي تجري عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن لا بد أن يتحدّث الشخص عن ما يراوده من أفكار، ولمعرفة الأسباب الرئيسية لانهاء العلاقة.
بعدها، يجب تقبّل فكرة عدم وجود الشريك، والبدء بتحويل الطاقة السلبية الى طاقة ايجابية عبر مشاريع منتجة للذات وتعزز من السعادة، كالقيام بالتمارين الرياضية، القراءة، تنفيذ المواهب التي يرغب بها الشخص في الوقت المتاح له.
ويحتاج الفرد في هذه المراحل كلّها للدعم من حوله، أي المقربين منه بالاضافة الى أخذ الارشادات والنصائح من الأشخاص الذين مروا بالتجربة نفسها. والأهم أن يُعبّر عن مشاعره كما هي، فاذا احتاج أن يبكي تعبيراً منه عن ما بداخله والحزن الذي يختلجه، فعليه القيام بذلك بدون خجل أو تردد.
فالدعم مهم جداً، وسيُلاحظ الفرق بعد المرور بكل تلك الخطوات لتأسيس حياة أفضل له.
ما الذي يُعتبر طبيعياً في مرحلة الانفصال وما الذي يمكن اعتباره يتخطّى الحدود؟
للانفصال أسباب عدة، والحالة التي يمرّ بها الشخص تختلف عن حالات أخرى، والأمور الطبيعية التي يمرّ بها تكون الحزن، الاحباط، البكاء بالاضافة لعدم الرغبة بالخروج ويفضّل العزلة. وتستمرّ لعدة أسابيع أو أشهر، لأخذ الوقت الكافي للخروج من كل هذه المضاعفات والوصول الى الشفاء التام.
أمّا عن ما يتخطى الحدود بعد المرور بتجربة الانفصال يكون عندما تتطوّر هذه الأعراض لتصبح أسوأ، ويبقى الشخص في عزلة دائماً وتتغيّر الشهية لتناول الطعام، ويقع بالفراغ دون وجود شيء يمنحه السعادة. وفي هذه الحالة قد يتطوّر القلق الى اكتئاب وهنا يجب الانتباه كثيراً الى تلك المضاعفات.
وببعض المرّات قد يتوجه بعض الأشخاص الى الأساليب المضرّة، أي الادمان كطريقة للنسيان، وهنا من الضروري التدخل لايجاد الحلول له.
هل يمكن للانفصال عن الحبيب أن يؤدي الى مضاعفات نفسية طويلة الأمد؟
مع الأسف نعم، قد يؤدي الانفصال عن الحبيب الى مضاعفات نفسية طويلة الأمد، في حال استمرت العلاقة لفترةٍ طويلة أو قصيرة، فمع المراحل السابقة كلّها قد يزيد الأمر عندما يبدأ الشخص "بجلد الذات" أي انكار ما حصل وطرح الأسئلة على نفسه: "لماذا أنا عشت هذه الحالة؟". بالاضافة للتشكيك بالذات، والخوف من الدخول في علاقة جديدة.
وقد يأخذ بعض المعتقدات، الأفكار أو التجارب التي اكتسبها من العلاقة السابقة الى علاقته الجديدة، وهنا كل هذه الأمور تعتبر غير صحيحة وغير صحيّة وبالتالي فهي تُصنذف مضاعفات نفسية طويلة الأمد.
متى يحتاج الشخص الى التواصل مع اختصاصيّ نفسي أو اختصاصيّ في العلاقات؟
كل شخص يتفاعل مع تجربة الانفصال بطريقة معيّنة، وهنا نشير الى أنّ الانفصال قد يكون امّا بعد علاقة تعارف، خطوبة أو زواج. ولكن عندما يُلاحظ على نفسه أو المحيطين به ويدعمونه في تلك الفترة بدأوا يشعرون أنّه غير قادر على الخروج من الحالة التي تُسيطر عليه، أو بدأ ينطوي على نفسه، فبذلك من الضروري التوجه للحصول على دعمٍ اضافي من اختصاصيّ نفسي أو اختصاصيّ في العلاقات.
والأمر نفسه عندما تبدأ الأعراض بالتأثير على روتين الحياتي كالعمل مثلاً، والغضب الذي يشعر به ينعكس على من حوله، لا يشعر بالقدرة على النوم بشكلٍ صحيح، وفي حال توجهه لعادات سيئة كالادمان.
باقة من أجمل كلام حب يمكن أن تقوليه لشريكك!
ما هي الخطوات التي يجب اتباعها لبناء علاقة عاطفية ناجحة بعد الانفصال؟
- علينا معرفة أنّ كل علاقة بحاجة للعمل، للمثابة والمجهود من قِبل الطرفين، لذا في الخطوة الأولى على الشخص أن يتقبّل التغيير الذي يحصل في حياته بعد تجربة الانفصال التي مرّ بها ومضى الوقت بالتفكير بها. ومن ثمّ معرفة أنّ الأشخاص من حولنا مختلفة بطبعها، لذا لا يجب الدخول بعلاقة جديدة ووضع الاحتمالات السابقة عن شخصية الشريك على أنّه كغيره، ومن المهم التفكير بايجابية.
- أمّا الخطوة الضرورية للدخول في علاقة حبّ جديدة، في حين لا زال الشخص يُفكّر بالأمور السابقة التي عاشها، هي أن يقوم بكتابة كلّ الأفكار والأسئلة التي تراوده على ورقة وكل ما تعلّمه من العلاقة السابقة، والتي اكتسبها لنفسه، وما يمكنه التعلّم منها. فبذلك يكسر كل الحواجز أمامه ويتمكن من بناء علاقة جديدة سليمة في حياته.
- عدم الدخول بعلاقة جديدة قبل الشفاء التام من الألم الذي عاشه من العلاقة السابقة والانفصال، والحرص على عدم المقارنة بين الأشخاص، والحد من الذكريات المؤلمة التي تؤثر عليك بطريقة سلبية جداً.
- المسامحة؛ وهي المبادرة تجاه الشريك السابق وتجاه النفس، لبناء علاقة جديدة ايجابية وبطاقة جميلة.
- من المهم أن يخصص الشخص وقتاً لنفسه، حتى لو بدأ بعلاقة حبّ جديدة، فعليه عدم صبّ كل وقته واهتمامه فقط بهذا الاطار، بل يجب الاهتمام بالنفس والقيام بالأمور المفيدة والمواهب التي يملكها، الجلوس مع أفراد عائلته.
- عدم مقارنة الحياة وبالأخص في الحبّ الذي يجمع الشخصين بما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي والمسلسلات والأفلام، فهي ليست حقيقية، بل عليك أن تكون كما أنت في علاقتك مع الشريك واظهار شخصيتك كما هي، وتجنّب بناء علاقة طويلة الأمد على الأوهام أو التمثيل والتفاصيل غير الحقيقية.
يمكنكم التواصل مباشرة مع المدرّبة على الحياة رلى شيخ من خلال حجز استشارة الكترونية عبر www.sohatidoc.com